الخليج والعالم
الرأي العام الأمريكي يرفض الحروب
سلّط الكاتب الأميركي جيم لوبي في مقالة نُشرت على موقع "Responsible Statecraft" الضوء على نتائج استطلاع أجرته مؤسسة "Eurasia Group" والتي بينت أن غالبية الشعب الأميركي تريد تكثيف العمل الدبلوماسي وتقليص التدخلات العسكرية في السياسة الخارجية الأميركية.
واعتبر الكاتب أن نتائج الاستطلاع تُفيد أن هناك إيمانًا راسخًا بضرورة أن تبدي واشنطن المزيد من ضبط النفس في علاقاتها مع العالم الخارجي، خاصةً فيما يخص إرسال القوات العسكرية الأميركية إلى الخارج، وأن تعتمد أكثر على الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى.
كما أشار الكاتب إلى أن نسبة ٥٨٪ ممن شملهم الاستطلاع رأت أن على واشنطن تكثيف مشاركتها في المنظمات والمعاهدات والتجارة الدولية، مقابل نسبة ٢٢٪ فقط دعمت تقليص هذه المشاركة.
أما فيما يخص القوات الأميركية المنتشرة في أوروبا وشمال شرق آسيا والشرق الأوسط فلفت الكاتب إلى أن نسبة ٤٢٪ ايدت تقليص عديد القوات الأميركية في هذه المناطق مقابل نسبة ٣٢٪ أيدت الحفاظ على نفس هذا العديد أو زيادته.
ولفت الكاتب إلى أن منظّمي الاستطلاع قسّموا المستطلعين إلى أربع مجموعات وهي: "الدوليون التقليديون" الذين يدعمون التعاون مع الدول الأخرى من أجل معالجة القضايا العالمية وفي الوقت نفسه الحفاظ على مكانة واشنطن "كضمانة امن العالم"، و"السفراء العالميون" الذين يؤيدون تكثيف العمل الدبلوماسي وتقليص الوجود العسكري الأميركي في الخارج، ومعسكر "القوة الصلبة" الذي يؤيد الهيمنة العسكرية الأميركية ويشكك في المؤسسات الدولية، و"الانعزاليون" الذين يرفضون الانخراط الدولي عمومًا.
وأوضح الكاتب أن نتائج الاستطلاع بيّنت أن غالبية المستطلعين كانوا من معسكر "السفراء العالميون" ٣٩٪ و"الدوليون التقليديون" ٣٣٪، بينما نسبة "الانعزاليون" بلغت ١٧,٥٪ ومعسكر "القوة الصلبة" ١٠.٥٪.
وبناء عليه، اعتبر لوبي أن المجموعتين الاثنتين اللتين ترفضان سياسة "التفوق العسكري" الاميركي – وهما "السفراء العالميون" والانعزاليون"- شكلتا غالبية ٥٧٪ من المستطلعين، وذلك بحسب تقرير أرفق بنتائج الاستطلاع.
كما لفت الكاتب إلى أن حوالي ثلثي المستطلعين ٦٣٪ ايدوا دخول واشنطن في محادثات مباشرة مع خصومها من اجل تجنب المواجهة العسكرية حتى إذا كان هؤلاء الخصوم من منتهكي حقوق الانسان أو أنظمة دكتاتورية أو ملاذًا "للمنظمات الإرهابية"، وذلك مقابل ٣٧٪ كان لهم موقف معاكس.
أما فيما يخص عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي مع إيران، فقال لوبي إن نسبة ٨٠٪ من أنصار الحزب الديمقراطي ايدت هذه الخطوة مقابل ٥٩٪ من أنصار الحزب الجمهوري كان لهم موقف معاكس.
وحول السياسة المتبعة حيال روسيا والصين، قال الكاتب إن نتائج الاستطلاع تعكس عدم الاجماع، اذ أيدت نسبة ٤٢٪ التدخل الأميركي من اجل حماية تايوان في حال تعرضت الأخيرة لهجوم من الصين، وذلك مقابل ١٦٪ كان لهم رأي مخالف. ولفت إلى أن قرابة ٤٢٪ قالوا إنهم ليسوا متأكدين من موقفهم حيال هكذا سيناريو.
وقد أشار الكاتب إلى أن الفئة العمرية الأصغر سنًا من المستطلعين (بين ١٨ و١٩ عامًا) كان لها موقف واضح في دعم المزيد من العمل الدبلوماسي وتقليص الاعتماد على العنصر العسكري، بينما الفئة العمرية الأكبر سنًا (البالغين فوق ٦٠ عامًا) كانت الأكثر تشددًا.
ولفت الكاتب إلى أن ٦٠٪ من المستطلعين من الفئة الأقل سنًا رفضت توصيف الولايات المتحدة "بالدولة الاستثنائية" مقابل نسبة ٢٢٪ فقط من الجيل الأكبر سنًا رفضت هذا التوصيف.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
27/11/2024