الخليج والعالم
بايدن يعرقل المفاوضات النووية
كشف "تريتا بارسي" في مقالة نشرت على موقع "Responsible Statecraft" عن معطيات جديدة تفيد أنَّ انسداد الأفق الحاصل حاليًا في المفاوضات حول ملف إيران النووي يعود بشكل أساسٍ إلى رفض الرئيس الأميركي جو بايدن الالتزام برفع العقوبات المفروضة على طهران خلال ولايته إذا ما عادت الجمهورية الإسلامية إلى الاتفاق النووي والتزمت ببنوده.
وقال الكاتب "حصل تحولٌ في المفاوضات في شهر أيار/مايو الماضي حيث أصرَّ الجانب الإيراني على تعهُّد واشنطن بعدم الانسحاب مجددًا من الاتفاق النووي في حال إعادة احياء هذا الاتفاق، بحيث يكون هذا التعهد ملزمًا قانونيًا"، مشيرًا إلى أنَّ "الجانب الأميركي وبينما أبدى تفهُّمه لهذا المطلب الإيراني، إلا أنه أصرَّ على عدم التحكم بسياسات الإدارة الأميركية المقبلة وعدم إعطاء ضمانات أنَّ أيَّة إدارةٍ جديدة لن تنسحب من الاتفاق".
وأوضح أنَّ طهران اكتفت بالطلب من إدارة بايدن الالتزام بالبقاء في الاتفاق خلال ولايته الرئاسية، وذلك إذا ما التزمت الجمهورية الإسلامية في المقابل بتعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق.
"بارسي" الذي قال إنه ينقل أجواء دبلوماسيين إيرانيين وغربيين يشاركون في المفاوضات، لفت إلى أنَّه أبلغ فريق التفاوض الأميركي البيت الأبيض عن هذا الموضوع، ليتبيّن أنَّ الأخير ليس مستعدًا لتقديم مثل هذه التعهدات تحت حجة "العقبات القانونية"، مبينًا أنَّ البيت الأبيض عرض في المقابل إدخال تعديلاتٍ على نصِّ المفاوضات لا تصل إلى مستوى "الالتزام القانوني".
وتابع الكاتب أنَّ "الدبلوماسيين الأوروبيين والإيرانيين يرون أنَّ الموقف هذا هو العقبة الأساس بالنسبة لطهران، والجانب الإيراني أكَّد هذه النقطة خلال الزيارة التي قامت بها مسؤولة الاتحاد الأوروبي "إنريكي مورا" إلى طهران الأسبوع الماضي"، ذاكرًا أنَّ الإيرانيين طرحوا هذا الموضوع خمس مراتٍ خلال المشاورات التي استمرت أربع ساعات لبحث الاتفاق النووي.
واعتبر أنَّ الدبلوماسيين الأوروبيين يرون أنَّ إمكانية انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي "بسهولة" تشكِّل "مصدر قلقٍ حقيقيٍ ومشروع"، مؤكدًا أنَّ تخفيف العقوبات لن يؤدي إلى مكاسب اقتصادية حقيقية لإيران إلا في حال كانت الشركات الغربية واثقة من التزام واشنطن على الأمد الطويل بالاتفاق النووي.
وأشار الكاتب إلى أنَّ الشركات الغربية لا ترى الأمور بهذا الشكل في الوقت الراهن، مردفًا أنَّه "وفي مثل هكذا سيناريو فإنَّ إيران (فيما لو عادت بالكامل إلى الاتفاق دون أن يتغير موقف إدارة بايدن) ستتخلى عن أوراقها دون الحصول على شيء في المقابل، وخاصة إذا ما انسحبت واشنطن مجددًا من الاتفاق النووي".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
27/11/2024