الخليج والعالم
بعد إرتفاع أسعار النّفط.. أميركا تضطرّ لسحب كميّة كبيرة من الاحتياطي الاستراتيجي
في خطوة هي الأولى من نوعها منذ سنوات، أعلن البيت الأبيض في بيان أنّه سيفرج عن 50 مليون برميل من الاحتياطي النّفطي الاستراتيجي في غضون أشهر قليلة.
وأشار البيان، إلى أنّ الخطوة تهدف للمساعدة في تهدئة أسعار النّفط وتحقيق توازن بين العرض والطلب.
ويرى البيت الأبيض أنّ أسعار النّفط مرتفعة وتؤثّر على النْمو الاقتصادي.
وأضاف البيت الأبيض أنّ هذه الخطوة، بالإضافة إلى اقتراض وبيع من الاحتياطي، تجري بالتّنسيق مع تحرّكات للسّحب من الاحتياطي الاستراتيجي من جانب الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وبريطانيا.
كذلك أعلنت الهند أنّها ستفرج عن 5 ملايين برميل من احتياطياتها الاستراتيجية بالتّنسيق مع الولايات المتحدة والصين واليابان وكوريا الجنوبية.
وتعدّ التّطورات جزءًا من جهود يقودها الرئيس الأمريكي جو بايدن للإفراج المنسّق عن المخزونات، والتي ينظر إليها على أنّها تحذير لمنظّمة "أوبك" لضخ المزيد من النفط لمواجهة التضخم المتزايد في الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين وغيرها.
بدورها ذكرت وكالة "بلومبرغ" أنّ هذه الخطوة تعدّ محاولة غير مسبوقة ومنسّقة من قبل ثلاثة من أكبر مستهلكي النّفط في العالم لخفض أسعار النّفط، مشيرة إلى أنّ الخطوة قد تؤدي إلى رد فعل عنيف من قبل مجموعة "أوبك+".
وعقب الإعلان، سجّلت العقود الآجلة للخام الأمريكي "غرب تكساس الوسيط" تراجعًا بنسبة 0.39% وبلغت 76.45 دولار للبرميل.
فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" بنحو طفيف بنسبة 0.10% إلى 79.78 دولار للبرميل، بحسب ما أظهره موقع "بلومبرغ".
كم يبلغ احتياطي أمريكا من النّفط.. أين تخزنه ولماذا؟
بحسب وزارة الطاقة الأمريكية فإنّ حجم الاحتياطي الاستراتيجي يبلغ 604.5 مليون برميل (حتّى 19 الشهر الحالي)، مبيّنة أنّ هذا الاحتياط يتمّ تخزينه في مجمع حكومي مكوّن من أربعة مواقع بها كهوف تخزين عميقة تحت الأرض تمّ إنشاؤها في قباب الملح على طول سواحل خليج تكساس ولويزيانا.
وأوضحت الوزارة أنّه تمّ ملء الاحتياطي الاستراتيجي إلى سعته التّخزينيّة المرخّص بها والتي تبلع 727 مليون برميل في 27 كانون أوّل/ديسمبر 2009، إلّا أنّ البيع والسّحب منه أدى إلى خفض المخزون إلى 695.9 مليون برميل بحلول عام 2011، مشيرًا إلى أعلى مخزون من الاحتياطي الاستراتيجي بلغ 726.6 مليون برميل، إلّا أنّ التّقرير لم يذكر السنة التي بلغ فيها المخزون الاحتياطي أعلى معدّلاته.
وذكرت أنّه يمكن ضخّ ما يصل إلى 4.4 ملايين برميل يوميًا من الاحتياطي الإستراتيجي، أما عملية دخول النفط من المخزون الاحتياطي إلى السوق الأمريكي يمكن أن يستغرق 13 يومًا فقط من تاريخ صدور قرار رئاسي.
وكانت الولايات المتّحدة بدأت تكوين الاحتياطي النّفطي الإستراتيجي عام 1975 بعد أن أدّى حظر النّفط العربي إلى ارتفاع أسعار البنزين وألحق الضّرر بالاقتصاد الأمريكي، ولجأ بعض الرؤساء إلى السحب من الاحتياطي لتهدئة أسواق النّفط خلال أوقات الحرب أو عند حدوث أعاصير تسبّبت في تعطّل البِنية التّحتية النّفطية على امتداد الساحل الأمريكي على خليج المكسيك.