الخليج والعالم
شواهد على "إرهاب" السعودية.. تمويل "القاعدة" ولقاءات بين الملك سلمان ومبعوث ابن لادن
يحفل التاريخ الحديث بشواهد على ما قاله الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله لجهة وقوف السعودية خلف دعم تنظيم "داعش" الإرهابي والتكفيريين في المنطقة، فضلًا عن دعمها المستمر للإرهاب وإرسالها آلاف السعوديين لتنفيذ عمليات انتحارية في العراق وسوريا وغيرهما من الدول.
ويمكن الاستدلال -في هذا السياق- بالتقرير الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في شهر شباط/فبراير عام ٢٠١٥ والذي كشفت فيه أنّ الناشط السابق في تنظيم "القاعدة" زكريا موسوي وصف شخصيات بارزة في الأسرة الملكية السعودية بالمموّلين الكبار لتنظيم "القاعدة" خلال حقبة أواخر التسعينيات.
وأضافت الصحيفة حينها أنّ: "موسوي كتب رسالة للقاضي الأميركي "George Daniels" الذي كان يشرف وقتها على الدعوة القضائية التي تقدمت بها أسر ضحايا هجمات الحادي عشر من أيلول ضد السعودية، حيث طلب الادلاء بشهادته في هذه القضية".
وتابعت الصحيفة أنه سُمح لفريق من المحامين بالدخول إلى السجن الذي يحتجز فيه موسوي بولاية "Colorado" الأميركية ولقائه على مدار يومين، وذلك في شهر تشرين الأول/أكتوبر عام ٢٠١٤، لافتة الى أنّ
موسوي تحدث عن لقاءات كانت جرت بينه وبين الملك سلمان بن عبد العزيز عندما كان الأخير لا يزال أميراً، وكذلك لقاءات مع شخصيات أخرى من الأسرة الملكية السعودية، حيث كان ينقل الرسائل من زعيم تنظيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن.
كذلك أفادت الصحيفة بأنّ "موسوي قال في شهادته إن قياديي "القاعدة" في أفغانستان أعطوه التوجيهات في أواخر حقبة التسعينيات بإنشاء قاعدة بيانات للأفراد الذين يتبرعون للتنظيم وأن من بين هؤلاء الأفراد رئيس الاستخبارات السعودية وقتها تركي الفيصل والسفير السعودي الأسبق لدى واشنطن بندر بن سلطان وكذلك الوليد بن طلال وعددا من رجال الدين السعوديين الكبار"، وأضافت الصحيفة في هذا السياق أن "موسوي كشف أن ابن لادن نفسه أراد إنشاء سجل للذين قدموا التمويل للتنظيم".
وكشف موسوي -بحسب الصحيفة- أيضاً أنه جرى الحديث عن خطة لاستهداف الطائرة الرئاسية الأميركية "Air Force One"، لافتًا الى أنّه التقى مسؤولاً من دائرة الشؤون الإسلامية في السفارة الأميركية بواشنطن عندما زار هذا المسؤول مدينة قندهار الأفغانية، كذلك كشف أنه كان من المفترض أن يتوجه مع هذا المسؤول إلى واشنطن من أجل التخطيط لإسقاط الطائرة الرئاسية الأميركية بواسطة صاروخ "Stinger".
وأضافت الصحيفة أنّ "موسوي وهو مواطن فرنسي من أصول مغاربية كان اعتقل قبل أسابيع من وقوع هجمات الحادي عشر من أيلول وأنه كان قد تلقى التدريب على الطيران قبل أشهر من وقوع الهجمات"، لافتة الى أن خلية تابعة لتنظيم "القاعدة" في المانيا كانت أرسلت مبلغ ١٤،٠٠٠ دولار لموسوي قبل أشهر من هجمات الحادي عشر من أيلول.
وبينما أشارت الصحيفة إلى بيان السفارة السعودية في واشنطن وزعمها أن موسوي يعاني من الاضطراب العقلي، نقلت عن المحامي "Sean Carter" وهو أحد المحامين الذين التقوا موسوي في السجن الذي يحتجز فيه بأن الأخير بدا سليماً ومركزاً على المستوي العقلي.
كذلك لفتت الصحيفة إلى أن القاضية التي كانت أصدرت الحكم بسجن موسوي مدى الحياة في عام ٢٠٠٦ "Leonie Brinkema" اعتبرت أنّ موسوي لا يعاني من أي اضطراب عقلي اطلاقاً حيث وصفته "بالرجل الذكي جداً".