معركة أولي البأس

الخليج والعالم

دبلوماسي إيطالي سابق: اللّواء سليماني بطل في وجه الهيمنة الغربية 
05/01/2022

دبلوماسي إيطالي سابق: اللّواء سليماني بطل في وجه الهيمنة الغربية 

توقَّف الدبلوماسي الإيطالي السابق "ماركو كارنيلوس" في مقالة نشرت على موقع "Middle East Eye" عند تحوُّل قائد فيلق القدس السابق في قوات حرس الثورة الإيرانية اللّواء قاسم سليماني إلى بطل محلي في وجه الهيمنة الغربية في المنطقة، مؤكدًا أنَّه الشخص الأساس الذي قام بتمكين المقاومة في أماكن مثل العراق وسوريا ولبنان وأفغانستان واليمن وقطاع غزة. 

وأضاف الكاتب: "سليماني كان قد عبر الانقسام الطائفي وحظيَ بتأييد ملحوظ من الأكراد وغيرهم من السنة، ومراسم تشييع سليماني شهدت مشاركة جماهرية غير مسبوقة منذ مراسم تشييع مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني". 

ولفت إلى أنَّ "هناك معلومات جديدة حول اغتيال سليماني، وأنَّ كلام إدارة ترامب عن أنَّ سليماني كان يخطّط لضربة كبرى ضدّ الوجود الأميركي في المنطقة تبيّن أن لا أساس له"، مبينًا أنَّ "ترامب ألمح مؤخرًا إلى دور إسرائيلي في قراره تنفيذ عملية الاغتيال وأنَّ الإسرائيليين مستعدّون لمحاربة إيران حتى آخر جندي أميركي".  

واعتبر الكاتب أنَّ كلام ترامب كان مبهماً، مشيرًا إلى أنَّ الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تامير هايمان قد أكّد ضلوع الكيان الصهيوني في الاغتيال.

وخلص الكاتب إلى أنّ كلام ترامب وهايمان وضع "إسرائيل" عرضة "لغيظ طهران"، موضحًا أنَّ على صُنَّاع القرار الإسرائيليين أن يتذكّروا أنَّ رد طهران على الاغتيال قد يستغرق أعوام. 

وتابع الكاتب: "رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو أقنع ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وضغط أيضًا من أجل اغتيال سليماني، إلّا أنَّه اعتبر أنَّ هذين القرارين لم يخدما مصالح إسرائيل القومية، ناهيك عن مصالح الولايات المتّحدة". 

أمَّا على صعيد المشهد الاستراتيجي في المنطقة، رأى الكاتب أنّ موقع "إسرائيل" أو الولايات المتّحدة لم يتحسّن بعد الاغتيال، وفي هذا السياق وصف انسحاب أمريكا من أفغانستان بالـ"مُذل".

واعتبر أنَّ ذلك يعني الخسارة على صعيد منطقة أسيا الوسطى، محذّرًا من تداعيّات حقيقية محتملة في منطقة غرب آسيا.

وأضاف: "البرلمان العراقي قد صوّت لصالح الانسحاب الأميركي الكامل من العراق وعن تعزيز سيطرة الحكومة السورية على مناطق هامّة في سوريا. وقادة العرب بدأوا بتوطيد العلاقات مع دمشق، وحزب الله لا يزال يُهيمن على المشهد السياسي في لبنان". 

وأوضح الكاتب أنَّ حركة "أنصار الله" اليمنيّة تقترب من السيطرة على مدينة مأرب، وحركة "حماس" لا تزال تسيطر على غزة، لافتًا إلى أنَّ مواطني أراضي الـ48 شاركوا الربيع الماضي لأول مرّة في المظاهرات الفلسطينية في القدس. 

وتابع: "اغتيال سليماني لم يردع إيران حيث أشار في هذا السياق إلى قصف قاعدة عين الأسد. والحرب البحرية الأميركية والإسرائيلية ضدّ طهران من أجل منعها من تزويد النفط لسوريا قد توقّفت بعد ما ردّت إيران".

هذا، وأشار إلى أنَّ أيَّ محترفٍ جادٍ في مجال الاستخبارات والحروب غير المتكافئة في الشرق الأوسط يدرك أنّه ما كان يجب اغتيال شخص مثل سليماني، وأنَّ القيمة التي كان يمثلها الأخير على صعيد حفظ الاستقرار وتجنب الحسابات الخاطئة والتصعيد تفوق أي مكاسب قد تنتج عن اغتياله. 

كذلك، سلّط الكاتب الضوء على ما قاله قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي "كينيث ماكنزي" عن أنَّ صواريخ إيران أصبحت تشكّل خطرًا أكثر إلحاحًا من برنامجها النّووي وعن أنَّ هذه الصواريخ يمكن أن تضرب أي هدف تقريبًا في الشرق الأوسط، لافتًا إلى أنَّ يستطيع خصوم إيران إسقاط أو تدمير كلّ الصواريخ التي تطلق، وعن أنّ قدرة إيران الاستراتيجية أصبحت هائلة. 

وأردف الكاتب: "لا يُمكن إرجاع إيران إلى الوراء في المجال النّووي بعد الأبحاث التي أجرتها والتّطوّر الذي حقّقته في هذا المجال، وذلك رغم قيام إسرائيل بأعمال تخريب واغتيالها علماء نوويين إيرانيين".

قاسم سليماني

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم