الخليج والعالم
إحياء ذكرى استشهاد سليماني في دمشق.. شعبان: شكّل ظاهرة عسكريّة وسياسيّة وثقافيّة
أقامت السفارة الإيرانية في دمشق اليوم الخميس حفلًا تأبينيًا إحياء للذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الفريق قاسم سليماني ورفاقه، بحضور حشدٍ من الشخصيّات السياسيّة والدبلوماسيّة والأمنية والدينيّة، تقدّمهم ممثلة الرئيس السوري بشار الأسد المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية السورية بثينة شعبان والسفير الإيراني في سورية جواد ترك ابادي.
وفي كلمة لها، قالت بثينة شعبان، إنّ "الدافع الحقيقي لاغتيال الفريق قاسم سليماني ورفاقه هو تصفية ما يشكّله من مرجعية سياسيّة وعسكريّة وأخلاقيّة لمقاومة الطغيان والاحتلال وأنّ الذين ارتكبوا هذه الجريمة البشعة لن يستطيعوا إيقاف مسار وجذوة المقاومة".
وأضافت شعبان، أنّ "الشهيد سليماني عمل على اجتراح استراتيجيته في الزمان والمكان الملائمين، يرشده إلى ذلك ضميرٌ حيّ"، مشيرة إلى أنّه "شكّل ظاهرة عسكريّة وسياسيّة وثقافيّة، فهم الأعداء خطورتها على مشاريعهم".
وتابعت أنّ "الأعداء توجَّسوا من انتشار عدوى نموذج سليماني في الإقليم والعالم".
ورأت أنّه "في إطار العولمة الأخلاقية والعولمة التحررية اللتين بشّر بهما القائد سليماني لا يمكن شراء الذمم"، وأكدت أنّ "الولايات المتحدة ارتكبت جريمتها، تعبيراً عن خوفها من انتشار نموذج سليماني الذي يهدّد مشاريعها في المنطقة".
وشدّدت شعبان على أنّه "يجب أن نبقى أوفياء لنهج سليماني، والعمل على تعزيز التعاون"، مشيرة إلى أنّ "الأعداء يعرفون حجم الخطورة من التواصل الحيوي بين سوريا والعراق، من أجل رفع الحصار الظالم عن شعبينا".
وأكّدت على أنّ "سوريا انتصرت ببسالة جيشها ودعم حلفائها، لكن انتصارها الحقيقي في وقفتها من أجل حماية قرارها المستقل".
ولفتت إلى أنّ "سوريا، التي عشق الشهيد سليماني ترابها، ستشكّل منارة للمقاومة الصلبة والتي لا تعرف المهادنة". وأضافت "بعد الحرب العسكرية نخوص حرباً كبرى، اقتصادياً وثقافياً، ولن نسمح بأن تذهب دماء الشهداء سدىً".
بدوره، أوضح السفير الإيراني بدمشق مهدي سبحاني أنّ "اسم محور المقاومة امتزج وارتبط باسم قاسم سليماني بشكل وثيق"، ولفت إلى أنّ "إيران استطاعت أن تقف بوجه الهيمنة الأمريكية وفي وجه مخططات وأهداف الإدارة الأمريكية وسياساتها واستطاعت أن تعكس توازنات المنطقة".
وأكّد سبحاني أنّ "أمريكا أقدمت على اغتيال سليماني نظراً لدوره في إفشال المؤامرة على المنطقة متوهمة أنّه باستشهاده يمكنها الحد من السير في طريقه ونهجه الذي ما زال حيّاً في ضمائرنا، ونحن مصممون على المضي في طريق سليماني".
وتخلّل الحفل عرض فيلم وثائقي عن حياة سليماني وتكريم لعائلات وأسر الشهداء.