معركة أولي البأس

الخليج والعالم

كيف تحوّلت قوات الاحتلال الأميركي في العراق إلى أهداف سهلة؟
12/02/2022

كيف تحوّلت قوات الاحتلال الأميركي في العراق إلى أهداف سهلة؟

نبّه تحليل نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الى أن الوجود الأميركي في العراق يواجه رفضًا متزايدًا، وتحديدا بعد أن كُثفت الهجمات على قواعد أمريكية بواسطة الطائرات المُسيّرة، ففي أسبوع واحد خلال الشهر الماضي أُحبط هجومان اثنان على قاعدتين أميركيتين في البلاد.

وفي التفاصيل، رأى الكاتبان تريتا بارسي وآدم وينشتاين في مقالة نشرتها "نيويورك تايمز" أن "هذه الهجمات لم تكن مفاجئة إذ إن هناك رفضًا متزايدًا للوجود الأميركي في العراق"، وتوقعا "حدوث المزيد من الهجمات في ظل قرار إدارة الرئيس جو بايدن إبقاء قوات أميركية في هذا البلد"، وحذّرا من أن "خطر وقوع هجوم خطير يزداد مع مرور كل يوم".

وتابع الكاتبان أن "وجود القوات الأميركية لن يمنع حصول هجمات إرهابية، كما ستكون غير قادرة على "احتواء إيران""، وتحدثا عن أرجحية "سقوط قتلى بين الجنود الاميركيين من دون جدوى كما حصل في أفغانستان"، وأردفا أن "الولايات المتحدة انسحبت من أفغانستان العام الماضي بعد أن تبيّن أن وجودها هناك لا يخدم المصالح الأميركية، والأمر نفسه ينطبق على العراق".

الكاتبان قالا إن "التجارب الأميركية في أفغانستان والعراق أظهرت بشكل واضح أنه لا يوجد رقم سحري لعديد القوات"، وأشارا إلى "كلام بايدن عن أن قراره الانسحاب من أفغانستان لا يتعلق فقط بهذا البلد، بل بإنهاء عهد العمليات العسكرية الكبرى من أجل إعادة بناء الدول"، وشددا على أن "هذا العهد لن ينتهي حقيقة إلا عندما تسحب الولايات المتحدة جميع قواتها من العراق".

وتحدثا عن "ضرورة أن يعلن بايدن خططًا من أجل الانسحاب التدريجي من العراق على ان يبدأ الانسحاب الربيع القادم كحد اقصى"، محذريْن من أن "الهجمات التي تستهدف القوات الأميركية ستزداد في ظل غياب مثل هذه الخطوات".

وقال الكاتبان إن "الوجود الأميركي ساهم في تأجيج "حركات التمرد" في العراق، فيما تمكن تنظيما "القاعدة" و"داعش" من الاستفادة من الوضع والفوضى التي سادت".  

واعتبر الكاتبان أن ربط وجود قوات أميركية بمحاربة "داعش" هو كلام غير مقنع، وشددا على أن "العراق والبلدان المجاورة له قادرة وحدها على التصدي للتنظيم"، وأضافا أن "الاستراتيجية الأميركية ساهمت في صعود "داعش"".

واستبعدا أن "تتفكك الحكومة العراقية مع مغادرة القوات الأميركية، أو حتى أن تتمكن واشنطن من ان تغير في العلاقات الوطيدة بين بعض الكتل السياسية العراقية الكبرى وإيران".  

وختم الكاتبان بالقول: "ثمن إبقاء الأمور على ما هي عليه جعل الجنود الاميركيين أهدافًا سهلة".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم