الخليج والعالم
قلق "اسرائيلي" من تغيير في السياسة الروسية في سوريا
علي حسن - دمشق
راقب كيان الاحتلال بقلق متزايد التغير الطارئ على السياسة الروسية إزاء الغارات الصهيونية الأخيرة على سوريا. ولفت العديد من الخبراء السياسيين والعسكريين الصهاينة إلى أن التغيير لم يقتصر على بيان الخارجية الروسية الذي أدان العدوان الأخير على أطراف دمشق بل تعدى ذلك إلى جملة من التحركات الميدانية التي تم رصدها كإنزال قوات روسية بغية حماية ميناء اللاذقية من غارات مماثلة وكذلك التحليق المشترك للطائرات الروسية والسورية قبالة الجولان المحتل.
وقد ذكرت هيئة البث "الإسرائيلية" أنّ تفعيل روسيا خلال الغارات "الإسرائيلية" نظام التشويش انطلاقًا من قاعدة "حميميم" أثر سلبًا على نظام تحديد المواقع "الجي بي اس" وكذلك على حركة هبوط الطائرات في المطارات الصهيونية وأن كيان الاحتلال أبلغ الروس أنّ هذا النظام يسبّب الضرر لهم، في حين اعتبر الروس أنّ هذا الإجراء يدخل في إطار الاجراءات المتبعة لحماية الجنود الروس من الخطر الداهم.
وفي هذا السياق، اعتبر المحلل الصهيوني يوأف شتيرن أنّ تغيير السلوك الروسي مرتبط بالمعركة الأشمل التي تدور رحاها بين الأميركيين والروس خاصة في أوكرانيا وأنّ الروس يريدون الضغط على أميركا من خلال تهديد مصالح "اسرائيل" في سوريا.
الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية الدكتور أسامة دنور توقّف عند الأسباب التي دفعت الروس لتغيير سياستهم الراهنة في سوريا، واعتبر في حديث لموقع "العهد" الإخباري أنّه وبالاضافة الى الرغبة الروسية في الضغط على الولايات المتحدة من خلال تهديد "الأمن" الصهيوني فإنّ الروس يشعرون بالاستياء الشديد من استمرار الغارات "الاسرائيلية" التي تشكّل خطرًا على الملاحة الجوية في كل من سوريا والمنطقة بشكل عام، كما وأن الصهاينة يقدمون مبرّرات لزيادة الوجود الإيراني في سوريا ردًا على الغارات بدلًا من تخفيضها، يُضاف الى ذلك أنّ السلوك الصهيوني يحمل في طياته تنفيذًا للسياسة الأميركية الرامية الى إضعاف الحكومة السورية التي تدعمها موسكو مما يستوجب رد الفعل الروسي الراهن.