الخليج والعالم
وزير الدفاع الروسي في دمشق..ماذا في خلفيات الزيارة؟
علي حسن - دمشق
في الوقت الذي يحبس العالم فيه أنفاسه ترقبًا لما يجري على الحدود بين روسيا وأوكرانيا، وصل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى دمشق والتقى الرئيس بشار الأسد في زيارة لم يُعلن عنها مسبقًا، الأمر الذي استدعى ربطها بالتطورات الدولية الخاصة بالأزمة بين موسكو وواشنطن على خلفية دعم الأخيرة لكييف في الوقت الذي تبدو فيه دمشق حليفًا طبيعيًا لموسكو في هذه الأزمة.
تعاون عسكري
وقد التقى الرئيس الأسد في دمشق وزير الدفاع الروسي الذي وصل إلى سوريا لتفقد سير مناورات البحرية الروسية شرق المتوسط.
وفي هذا السياق، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" :"إنّ شويغو أطلع الرئيس السوري خلال اللقاء على سير المناورات البحرية الروسية في شرق المتوسط، كما "تم بحث مختلف القضايا الثنائية والتعاون العسكري التقني بين البلدين في إطار القتال المشترك ضد فلول الإرهابيين الدوليين، والمساعدات الإنسانية الروسية للشعب السوري، الذي يعاني من عقوبات جائرة فرضتها الولايات المتحدة والدول الغربية".
من جهتها، أفادت الرئاسة السورية في بيان لها أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أطلع الرئيس الأسد على سير التدريبات البحرية التي يجريها الأسطول العسكري الروسي انطلاقًا من ميناء طرطوس"، كما تناول الحديث "التعاون القائم بين الجيشين الروسي والسوري وخاصةً في موضوع مكافحة الإرهاب" حيث "جدّد شويغو التأكيد على أن بلاده ستستمر في التعاون مع سوريا في هذا المجال حتى استعادة سيادتها على كامل أراضيها على الرغم من محاولات الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية لإعادة تنشيطها بعد الخسائر التي لحقت بهذه التنظيمات، فيما ستواصل مساعدة الشعب السوري على تجاوز آثار العقوبات والحصار الجائر المفروض عليه"، وفق بيان الرئاسة السورية.
دمشق تدعم موسكو
الباحث في الشؤون الاستراتيجية العميد المتقاعد علي مقصود أكّد في حديث خاص لموقع "العهد" أنّ" الزيارة تأخذ أبعادًا خاصة كونها تأتي في ذروة التصعيد الأميركي والغربي ضد روسيا وأنّ المناورات التي سيشرف عليها شويغو شرق المتوسط رسالة قوية لخصوم روسيا بأنها مستعدة لتفعيل كل الجبهات في حال تعرضت لأي اعتداء وأن استقبال الرئيس الأسد لشويغو هي أيضا رسالة تضامن سورية واضحة إلى جانب روسيا في سياق التصعيد الذي يجري ضدها شرق أوروبا".
وأضاف الباحث في الشؤون الاستراتيجية:"أنّ الزيارة أيضًا ليست بعيدة عن التحذيرات التي أطلقتها روسيا من قيام أميركا بتفعيل الخلايا النائمة للإرهابيين لاستهداف الجيش السوري كما جرى يوم أمس واستهداف للمصالح الروسية والايرانية".
وكانت مصادر واسعة الاطلاع قد كشفت أن زيارة وزير الدفاع الروسي إلى دمشق ولقاءه بالرئيس بشار الأسد تتصل بشكل عميق بالتصعيد المتزايد على الجبهة الأوكرانية، وذكرت تلك المصادر أنّ لقاء الأسد-شويغو ركّز على الوضع في أوكرانيا وربط هذه الجبهة بالجبهة السورية.
وأضافت المصادر أنّ "شويغو وضع الرئيس الأسد بصورة المناورات العسكرية التي ستجريها القوات الروسية انطلاقًا من السواحل السورية وتوقيتها المرتبط بالتسخين الحاصل على الجبهة الأوكرانية وبحسب المصادر فإنّ قاعدة "حميميم" لم تعد قاعدة لمحاربة الإرهاب وأن دورها تجاوز بكثير حدود الجغرافيا السورية لتكون رأس حربة عسكريًا في حوض المتوسط والاشتباك الدولي الروسي الغربي".