الخليج والعالم
الغرب يصف حالة بوتين بـ"الجنون" للتعمية على فشله في أوكرانيا
كتب مقتدر خان مقالة نشرت على موقع "أنترست أنترناشيونال" أشار فيها إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وبعض حلفائها تحدثوا عن حالة "جنون" قد أصابت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وفق زعمهم.
لكن الكاتب اعتبر أن الكلام هذا ليس مقنعاً في ظل الاستفزازات الغربية التي ترمي إلى معاقبة بوتين والحاق الأذى بروسيا، بينما تملك الأخيرة في الوقت ذاته أسلحة نووية، مضيفاً أن بوتين قد يبادر بالتالي إلى عمل "جنوني" رداً على الاستفزازات إذا كان بالفعل مصابًا بـ"الجنون" كما تزعم الجهات المذكورة.
ورأى الكاتب أن صناع السياسة الذين يتحدثون عن "جنون" بوتين إذا كانوا بالفعل يصدقون ما يزعمونه، فمن المفترض أن يحاولوا تهدئته وليس إثارة غضبه، بهدف ثنيه عن استخدام الأسلحة النووية، مشيرًا الى أنّ هناك أطباء نفسيين يرفضون نظرية إصابة بوتين بـ"الجنون".
وفي السياق، لفت الكاتب أيضاً الى مساعٍ غربية تبذل من أجل إبعاد الأنظار عن توسع حلف "الناتو" شرقاً والعلاقات الغربية مع أوكرانيا، وكيف أن هذه العوامل ربما أدت إلى معضلة أمنية ورد روسي.
وقال الكاتب إنه "على أتباع المعسكر الليبرالي أن يسألوا لماذا لم يمنع "العالم المترابط" الذي نعيشه اليوم حدوث الحرب، وكيف أن حلف "الناتو" "الآخذ في التوسع" أوصل الأمور إلى حافة الحرب وليس السلم"، معتبرًا أن الكلام عن جنون بوتين يبعد الحديث عن فشل النظام الليبرالي والنظريات التي يتبناها هذا المعسكر.
وحول موضوع العقوبات المفروضة على روسيا، بيّن كاتب المقال أن دولا "غير غربية" مثل الصين والهند تراقب هذه التطورات وتدرك أنها هي أيضاً قد تستهدف بعقوبات غربية إذا ما حدثت خلافات بينها وبين الغرب، ونبّه من أن ذلك قد يؤدي إلى انقسام بين الغرب وبقية العالم ونشوء أنظمة "موازية"، مشيرًا في هذا السياق إلى أن روسيا والهند تبحثان التبادل التجاري بالعملة المحلية.
وأشار الكاتب الى أن أحداث أوكرانيا كشفت عن حالة العنصرية والنفاق الأخلاقي الذي يستند إليه "ما يسمى بالنظام الليبرالي"، ولفت إلى أن روسيا تتعرض لعقوبات مكثفة عندما تتهم "بقصف المستشفيات" ، بينما توصف العقوبات بأنها غير مجدية عندما يتعلق الأمر بـ "إسرائيل" وقيامها بقصف المراكز الطبية، معتبرًا أنّ النفاق واضح وجلي.
ولفت إلى أنّ دولًا مثل المجر وبولندا قامت ببناء الحواجز من أجل منع دخول اللاجئين السوريين، الا أنها ترحب في المقابل بالأوكرانيين، لافتًا الى أن القادة في الغرب يتسامحون مع "النفاق العنصري" بينما بقية العالم ليس بغافل عما يحدث في هذا الإطار، مؤكدًا أن النظام الليبرالي وإن كان ربما يصب في صالح الأوكرانيين في الوقت الحاضر، الا أن مصداقية ومتانة هذا النظام ربما تتراجع عالميًا.
وتحدّث الكاتب عن تطور آخر وصفه بالمثير للقلق وهو صعود ما أسماه "الجهاد الغربي" الذي يتمثل بالمقاتلين الأجانب الذين يتجولون حول العالم من أجل المشاركة في الحروب التي تندلع على خلفية "سياسات الهوية"، كاشفًا عما يزيد عن ٢٠ ألف مقاتل أجنبي موجودين في أوكرانيا اليوم، سائلًا عما قد يقدم عليه هؤلاء عندما يعودون إلى دول تعاني من الانقسام العرقي والتدهور الاقتصادي وغيرها.