الخليج والعالم
"الناتو" يستغل حرب أوكرانيا لتصفية حساباته مع روسيا
كتب أنتول ليفن مقالة نشرت بمجلة "ذا كريتيك" البريطانية كشف فيها أنَّ هناك بعض الحكومات الغربية تضخم من احتمال قيام روسيا بغزو احدى الدول في حلف "الناتو".
وأشار الكاتب إلى أنَّ النزاع في أوكرانيا يعتبر حدثًا إيجابيًا جدًا من بعض النواحي بالنسبة للحلف، اذ أن هناك مواجهة مع "عدو قديم" لكن دون أن يضطر "الناتو" إلى إطلاق طلقة واحدة تمامًا كما حصل خلال الحرب الباردة.
ورأى أنَّ الجيش الروسي و"رغم اخفاقاته" إلا أنَّه في طريقه نحو السيطرة على مساحات داخل أراضي اوكرانية تكفي "لخنق أوكرانيا اقتصادياً".
وفيما يخص العقوبات الغربية على روسيا، لفت الكاتب إلى أنَّ اللغة المستخدمة في هذه العقوبات لا تذكر الشروط التي ستؤدي إلى رفعها، وذلك على الرغم من انها جاءت ردًا على ما أسماه "الغزو الروسي".
وذكر أنَّه أدلى بشهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي في شهر آذار/مارس الماضي، كاشفًا أنَّ أحد النواب السويديين قال في الجلسة إن العقوبات يجب أن لا ترفع الا عندما تنسحب روسيا بشكل كامل ليس من المناطق التي سيطرت عليها بعد بدء عمليتها العسكرية وانما ايضاً من منطقتي دونباس وجزيرة القرم.
ونبه الكاتب إلى أنَّ ذلك يعني أن العقوبات ستستمر إلى أجل غير مسمى بغض النظر عن التوصل إلى اتفاق سلام، اذ انه من شبه المستحيل أن تتخلى روسيا عن جزيرة القرم والقاعدة البحرية الموجودة في سيمفروبول (عاصمة جزيرة القرم)، معتبرًا أنَّ العقوبات ستصبح بالتالي أداة من أجل استمرار الحرب في أوكرانيا بدلًا من أن تساهم في التوصل إلى السلام.
وبيَّن أنَّ بعض المتشددين في الولايات المتحدة ودول أوروبية حليفة يرغبون في هكذا سيناريو من أجل الإطاحة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واضعاف أو تدمير روسيا، وكذلك عزل الصين.
وأضاف: "بعض المنتمين إلى هذا المعسكر تحدثوا علنًا عن جعل أوكرانيا نموذجًا لأفغانستان خلال حقبة الثمانينات عندما دعمت الولايات المتحدة "المجاهدين" ضد الاتحاد السوفييتي"، غير أنه لا يذكر كيف أن "النصر الغربي" وقتها جاء على حساب مئات الاف الافغانيين الذين قتلوا، فضلاً عن تدمير الدولة الأفغانية.
كما أشار إلى أنَّ الاستراتيجية الأميركية كانت باستخدام العقوبات من أجل تغيير الأنظمة وفشلت في كل مكان تقريبًا سواء كان في كوبا أو فنزويلا أو العراق قبل عام ٢٠٠٣ أو إيران أو كوريا الشمالية، موضحًا أنَّ سياسة فرض العقوبات على إيران وكوريا الشمالية مستمرة منذ عقود، بينما هي مستمرة منذ أجيال في حالة كوبا، مؤكدًا أنَّ روسيا هي دولة أكبر بكثير وتملك اقتصادًا أكبر بكثير مقارنة مع الدول المذكورة.
وتوقع الكاتب أن تدخل أوروبا في حالة ركود اقتصادي في حال استمرت الحرب والعقوبات، منبهًا إلى أنَّ هذا الركود قد يصل إلى الولايات المتحدة أيضًا وإلى أنَّ ذلك قد يؤدي إلى عودة إدارة أميركية يمينية راديكالية إلى الحكم في أميركا.
وتابع: "وبينما تتخوف أوروبا من التداعيات على أسعار الطاقة، الا أن التهديد الأخطر للعالم يتمثل بارتفاع أسعار المواد الغذائية، اذ ان روسيا وأوكرانيا تنتجان فيما بينهما نسبة قرابة ٣٠٪ من صادرات القمح العالمية، ونسبة ١٧ من صادرات حبوب الذرة.
وخلص الكاتب إلى ضرورة أن تمتنع أوروبا والولايات المتحدة عن استخدام العقوبات من اجل تغيير النظام في روسيا، وبأن تربط موضوع رفع العقوبات بتسوية دبلوماسية لإنهاء الحرب.