الخليج والعالم
العشائر العربية في الجزيرة السورية ترفع الصوت ضد "قسد"
علي حسن - دمشق
على مدى شهرين متواصلين، ارتفعت وتيرة الاحتجاجات ضدّ "قسد" في الأرياف الخاضعة لسيطرتها في الحسكة ودير الزور، بالتزامن مع رفع سقف المطالب التي لم تقتصر على المطالب المعيشية، التي كان سببها الرئيسي تدهور الأوضاع الاقتصادية نتيجة عدم توافر الوقود والمحروقات، ما انعكس سلبا على سقاية المواسم الزراعية.
وتعاني الحسكة ودير الزور أساسا من انخفاض مستوى نهر الفرات، بعد قيام الاحتلال التركي باحتجاز كميات كبيرة من مياه النهر من حصتي سوريا والعراق داخل الاراضي التركية.
ارتفاع وتيرة الاحتجاجات
المحتجون صعّدوا تحركاتهم عبر قطع الطرقات ومنع شاحنات "قسد" التي تنقل الوقود من التحرك بين الحسكة ودير الزور. ولم تقتصر الاحتجاجات على الفلاحين بل اتسعت لتشمل المعلمين الذين بدأوا إضرابًا مفتوحًا عن العمل احتجاجًا على انخفاض رواتبهم وللمطالبة بزيادتها ووضع حراسات على المنشآت التعليمية، لوقف التعديات عليهم وحماية تلك المنشآت من عمليات السرقة المتكررة التي تتعرض لها.
وشهدت الاحتجاجات رفعا لشعارات تطالب بالإفراج عن السجناء ووقف تحكم "قسد" بمجالس الإدارة المحلية في مناطق العشائر العربية من خلال "كوادر قنديل"، وهم عبارة عن مستشارين يتحكمون بالصلاحيات الحقيقية في مناطق العشائر التي يعاني سكانها من الحرمان والتهميش.
خيار "قسد" الوحيد
وفي هذا السياق، رأى المحلل السياسي عدي حداوي في حديث لموقع "العهد الإخباري" أن "انتفاضة العشائر العربية تعكس الانتماء الوطني لأهالي المنطقة الشرقية، الذين يذوقون الأمرين على يد عناصر "قسد" وقوات الاحتلال الامريكي التي تدعمها وتقف خلفها"، مؤكدًا أنه "من الناحية الاقتصادية لا يوجد اي مبرر لهذا الخنق المعيشي في مناطق "قسد"، خصوصا أن المنطقة تضم ثروات سورية من نفط وغاز بالاضافة إلى القمح والقطن، ما يعد مؤشرًا واضحًا على حجم الفساد والارتهان للاحتلال الامريكي الذي ينهب جل الثروة الوطنية".
وتوقع حداوي "استمرار أعمال المقاومة الشعبية والعسكرية ضد قوات الاحتلال الامريكي وعملائه من قبل العشائر العربية، التي لا تقبل الظلم والهوان وترفض ممارسات "قسد" التي تدعي زورًا تمثيلها للمكون الكردي، الذي لا يشكل أكثر من 30% من مجموع سكان الجزيرة".
واعتبر حداوي في حديثه لـ"العهد" أن "الظرف الشاذ الناشئ في منطقة الجزيرة العربية زائل بزوال الوجود الاجنبي فيه"، مشددًا على أن "الطريق الأمثل لـ"قسد" هو فتح القنوات مع الحكومة السورية لأن الرهان على التعهدات والحماية الأمريكية رهان خاطئ والتجربة الأفغانية خير مثال على ذلك".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024