الخليج والعالم
غضب واستياء عراقي عارم حيال الانتهاكات الصهيونية للمسجد الاقصى
بغداد - عادل الجبوري
تلقت الأوساط والمحافل الحكومية والسياسية والشعبية العراقية بغضب واستياء عارمين الانتهاكات الصهيونية الاخيرة للمسجد الاقصى في فلسطين المحتلة، والاجراءات القمعية التي اقدمت عليها عناصر الجيش الصهيوني والاجهزة الامنية للكيان المحتل ضد ابناء الشعب الفلسطيني، والتي تسببت باستشهاد وجرح العديد منهم.
حكوميًا ورسميًا، أصدرت وزارة الخارجية العراقية بيانًا شديد اللهجة، عبرت فيه عن استنكارها وادانتها لاستخدام العنف المفرط من قبل الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين، قائلة "يعرب العراق عن إدانته الشديدة لما تشهده الأراضي الفلسطينية من ارتفاع وتيرة العنف واتساع نطاق عمليات قوات الاحتلال في عدد من المدن والقرى، وما صاحبها من استخدام مفرط للعنف ضد الفلسطينيين، مما أسفر عن سقوط ضحايا وجرحى واعتقال العشرات".
وأكدت الخارجية العراقية "رفض العراق لأي تحريض، بما في ذلك الدعوات المُدانة لاقتحام المقدسات، كمسجدي الأقصى والصخرة، وغيرهما"، ودعت الى "ضرورة احتواء هذه التطورات المتسارعة والخطيرة"، معلنة انحيازها الدائم إلى جانب الشعب الفلسطينيّ وحقه باسترجاع كافة حقوقه".
وأضافت "أن لغة العنف التي تنتهجها إسرائيل تُنبئُ بمزيد من الاحتقان، وتُكرّس مناخ التوتر، والذي لن يفضي سوى إلى تنامي التصعيد والتأزيم دون الوصول إلى أي حل".
سياسيًا، عبّر المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عن استهجانه وتنديده بالأفعال الاجرامية للكيان الصهيوني الغاصب، اذ اعتبر أن عمليات التصعيد الصهيوني في الاراضي المحتلة، واستباحة الدم الفلسطيني بجرائم قتل يومية، واقتحام المسجد الاقصى في أقدس الشهور، شهر رمضان، والاعتقالات التعسفية لعشرات الفلسطينيين العزل، وما تخلل ذلك من اعتداءات طالت النساء والاطفال هي اعمال إرهابية بكل الأعراف الدولية، وانتهاكات صارخة لحقوق الانسان أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي فضحت الاحداث عنصريته، وزيف شعاراته.
وشدد على أن "ما يجري حاليًا من جرائم وانتهاكات للارواح والمقدسات في فلسطين هو في واقع الامر تمادٍ مدفوع بلهاث المطبعين الجبناء الذين تخلوا عن مبادئهم وعقيدتهم وسوغوا للاحتلال القتل والظلم".
ودعا المجلس الاعلى "أبناء الأمة الاسلامية وكل أحرار العالم الى الوقوف بوجه الارهاب الصهيوني، وإدانة الانتهاكات الدنيئة بحق الشعب الفلسطيني المجاهد، والدعوة لاحترام المقدسات ورفض تدنيسها أو إراقة الدماء فيها والاعتداء على المصلين".
وفي تغريدة له على "تويتر"، كتب رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر "سنبقى مع القدس وقضيتها، وضد الكيان الغاصب وجرائمه، وسيعود المسجد الأقصى إلى أهله طال الزمان أو قصر". فيما أكد رجل الدين الشيخ جواد الخالصي عبر بيان صدر عن مكتبه بمدينة الكاظمية المقدسة أن "الشعب العراقي يقف مع شعب فلسطين، وأن فلسطين والعراق قضية واحدة"، وعدّ "التطبيع الخائن والجائر هو من شجع الصهاينة على جرائمهم"، مشددًا على أن "نصرة فلسطين وشعبها مسؤولية على كل فرد في الامة، ولا تسقط بتخاذل بعض العلماء او الامراء".
من جهته، أكد رئيس حركة حقوق المنضوية مع قوى "الاطار التنسيقي" حسين مؤنس "أن ما يجري في القدس الان هو تعد سافر اخر على القيم الانسانية وحقوق الانسان من دولة مارقة لا تحترم القيم، أمام صمت عالمي استساغ منهج الكيل بمكيالين".
وتأتي الانتهاكات الصهيونية الاخيرة في فلسطين المحتلة مع قرب حلول يوم القدس العالمي الذي حدده مفجر الثورة الاسلامية في ايران، الراحل اية الله العظمى الامام الخميني قبل اثنين واربعين عاما، في آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك من كل عام.
ومن المرجح تواصل ردود الأفعال العراقية الغاضبة من خلال بيانات القوى والشخصيات السياسية المختلفة، والتجمعات والتظاهرات الجماهيرية الاحتجاجية، والتغطيات الاعلامية الواسعة للقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي ووكالات الانباء بشتى توجهاتها وانتماءاتها.