تقدير موقف | اليوم 53: الوحدات الروسية ستعمل بشكل متزامن على كل المحاور

عمر معربوني | كاتب وباحث في الشؤون العسكرية 

دخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا اليوم الأحد يومها الـ53 ليواصل الجيش الروسي تدمير البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، وسط استمرار التحضيرات للهجوم الروسي في الدونباس من أجل تحرير كامل أراضيها.

ومن الواضح أن وضعية الجبهتين الشرقية والجنوبية في أوكرانيا في مرحلة تحضير كبيرة تجري على مستوى الوحدات الروسية، وفي حين أن الجبهة الجنوبية تشهد هدوءاً ملحوظاً باستثناء مدينة ماريوبول التي أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن كامل الأحياء السكانية فيها باتت محرّرة باستثناء منطقة آزوف، وهي منطقة شاسعة تصل مساحتها الى حوالي 11 كلم مربع وتحتوي 41 معملاً ضخماً وحوالي 80 مبنى، إضافة الى ملاجئ حصينة تحت الأرض وشبكة انفاق تم بناؤها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بعد ئان دمّرها الجيش الألماني .

مساء السبت أعطت وزارة الدفاع الروسية مهلة لمقاتلي كتيبة آزوف تبدأ في الساعة السادسة صباح يوم الأحد 17 نيسان/أبريل وتنتهي في الواحدة بعد الظهر للإستسلام ، وهي بحسب المعلومات المهلة النهائية قبل أن تبدأ عملية القضاء على مجموعات الكتيبة التي يتراوح عددها بين 2000 و2500 مقاتل، بحسب ما تشير المعلومات الإستخباراتية .

عدا ذلك، فإن معارك يمكن وصفها بالمحدودة تجري على محاور إقليم الدونباس وتستهدف على المدى المباشر تدمير التحصينات الأوكرانية التي تم العمل عليها لفترة 8 سنوات متواصلة، إضافة الى نشر عوائق حديدية واسمنتية بشكل كثيف تتضمن ايضاً عشرات الآف الألغام المضادة للدروع والأفراد مع ترك ممّرات إجبارية لحركة الإندفاع الروسية بهدف تجميع القوة النارية الأوكرانية على اتجاهات محدّدة لإعاقة تقدم الإندفاع الروسي واحباطه بعد تحقيق إصابات بليغة في الوحدات الروسية تمنع تكرار الهجوم.

ولهذه الغاية وضعت القوات الأوكرانية عدداً كبيراً من القواذف المضادة للدروع بمعدل قاذف محمول من طرازي جافلين و نلاو في كل مجموعة مؤلفة من سبعة جنود وهو عدد كبير لا يُستهان به .

انطلاقاً من هذه المعطيات تعمل الوحدات الروسية على تحضير مسرح العمليات بشكل كبير معتمدة على سلاح المدفعية بشكل أساسي عبر دك التحصينات الأوكرانية يومياً علماً انه سيكون هناك دور كبير للقاذفات الإستراتيجة ( تي يو 22 ) خلال الإندفاعات الواسعة القادمة بموجات متلاحقة الى جانب الطيران العملياتي ( الطائرات الحربية سوخوي 27 و 34 و35  ) وطائرات الدعم القريب ( سوخوي 24 و 25 والطوافات الهجومية ) . 

وللتقليل من الأكلاف العالية في الأفراد والمعدات من المتوقع lن تستمر عمليات القصف لفترة قبل تفعيل العمليات بسبب إضافي هو انهاء تموضع وحدات الدعم الروسية التي انسحبت من شمال أوكرانيا والمتمركزة حالياً في مقاطعة بلغورود الروسية مقابل مقاطعة خاركوف الأوكرانية حيث سيتم الضغط من اتجاهي الشمال والجنوب على مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك اللتين تعتبران المعركة الحاسمة اذا ما استطاعت القوات الروسية السيطرة عليهما حيث سيتحدد مستوى المعارك اللاحقة .

وفي إشارة إضافية لا بدّ منها يتمركز على القطاع الممتد من جنوب ايزيوم شمالاً الى مارينكا جنوباً حوالي 40 الف جندي اوكراني يدافعون عن جبهة امتدادها 100 كلم بعمق وسطي يصل الى 80 كلم  مدعومين بحوالي 30 الف جندي في الخطوط الخلفية وعلى خط الجبهة الجنوبية الممتد من غورليفكا شرقاً الى زابوروجيا غرباً .

اذن نحن نتحدث عن مسرح عمليات اقل من مساحة لبنان بقليل وهو ما يحتاج الى تحضيرات كبيرة بالنظر الى حجم القوة الأوكرانية وقوة التحصينات الموجودة التي تحتاج الى قوة نارية هائلة .

واستناداً الى المعطيات من المؤكد ان الوحدات الروسية ستعمل بشكل متزامن على كل المحاور وبنمط بات واضحاً للخبراء وهو نمط الإطباق عبر فكّي الكمّاشة .

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم