الخليج والعالم
جموعُ المؤمنين تُحيي ليلةَ القدر الثانية في العتبات المقدسة
أحيتْ جموعُ المؤمنين ليلة القدر الثانية في أجواءٍ روحانية بجوار الرّحاب الطاهرة للمراقد الشريفة. العتبات الدينية المقدسة ومختلف أماكن العبادة في مدينة النجف الاشرف، وكربلاء المقدسة، والكاظمية، وسامراء، ومشهد، غصّت الليلة الماضية بحشود الزوار القادمين من عدة دول اسلامية.
مراسيمُ أعمال هذه الليلة جرت عند المراقد الشريفة وسط استنفارٍ تامٍّ من قِبل ملاكات العتبات المقدّسة لجميع إمكانياتها الأمنية والخدمية، من أجل تأدية هذه الفعاليات بكل سهولة ويُسر سواءً داخل العتبة المقدّسة أو خارجها.
العتبة العلوية المقدسة
في العتبة العلوية، أحيا المؤمنون من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) أعمال ليلة القدر في الصحن العلوي الشريف. وتخلّلت مراسم الإحياء تلاوة القران الكريم، وقراءة زيارة الإماميْن علي الحسين عليهما السلام، ودعاء الجوشن الكبير، وبعض الأدعية المأثورة الاخرى، وإقامة الصلوات.
وبينما اتشحت شوارع وأزقة النجف الاشرف بالسواد، حيث عمّت أجواء الحزن، بدت، وكأنها احتضنت كل الناس من شتى بقاع الارض، اذ لم يعد هناك شبر واحد الا وقد شغله الزوار.
ولم تقتصر مظاهر احياء ليالي القدر المباركة وذكرى استشهاد الإمام على مرقد امير المؤمنين والشوارع والمناطق المحيطة به والقريبة منه وسط المدينة، بل إن الصورة كانت مماثلة في مسجد الكوفة وبيت امير المؤمنين، ومرقد الصحابي ميثم التمار، ومسجد السهلة في قضاء الكوفة.
وذكر إعلام العتبة العلوية أن جموع الزائرين لإحياء الذكرى كانت بالمجمل أكثر من ثلاثة ملايين شخص حسب التقديرات المتوفرة.
العتبتان الحسينية والعباسية
كما أحيت الحشود الغفيرة من المؤمنين ليلة الواحد والعشرين من شهر رمضان في مدينة كربلاء المقدسة والعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية شعائر عزاء.
وعلى عهدها في إحياء المناسبات التي تخصّ الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والائمة الاطهار (عليهم السلام) انبرت جماهير كربلاء الحسينية بمواكبها العريقة لترسم خارطة طريق لاحياء ذكرى الليلة، فغصت الشوارع المحيطة بالحرمين المقدسين بالمواكب الحسينية المعزية بذكرى استشهاد امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) ورفعت نعوش رمزية وقرأت القصائد بهذه المناسبة.
وشارك مئات الآلاف بالشعائر وطافت تلك المواكب في العتبتين المقدستين وبينهما رافعة رايات الحزن والعزاء بتلك المصيبة الكبيرة، كما صدحت حناجر المعزين بترديد الهتافات التي تلعن قتلة امير المؤمنين وتبين منزلته في الاسلام، وفي الوقت نفسه امتزجت معها أصوات الصائمين من العراقيين ومختلف الجنسيات الأخرى من الزائرين الأجانب الذين غصت بهم صحون العتبتين المقدستين والحائرين والذين اجتهدوا بإحياء ليلة القدر الثانية برفع المصاحب على الرؤوس وقراءة الأدعية والقرآن الكريم وأداء الصلوات.
العتبة الكاظمية
ولم يختلف الامر كثيرًا في العتبة الكاظمية المقدسة، التي تحتضن مرقدي الإمامين موسى بن جعفر الكاظم وحفيده الامام محمد بن علي الجواد عليهما السلام، وكذلك مرقدي الامامين علي الهادي وولده الحسن العسكري عليهما السلام، فضلًا عن سرداب غيبة الامام المهدي المنتظر في مدينة سامراء.
وقد أدى المؤمنون أعمال هذه الليلة بصورةٍ جماعية وهم يتضرعون إلى الله، مبتهِلين ومتوسلين به بأكفٍ مرفوعة نحو السماء وعيونٍ مغرورقة بالدموع.
العتبة العسكرية
وقد ابتُدِئتْ المراسم في العتبة العسكرية بقراءة دعاء الافتتاح ودعاء الجوشن الكبير ودعاء رفع المصاحف، فضلًا عن بعض الأذكار والأوراد الخاصّة بإحياء ليلة القدر، التي فيها من الثّواب والأجر العظيم.
وقامت الأمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة بتشييع رمزي لنعش الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) بحضور خدام المرقد الشريف والقوات الامنية والزائرين الكرام. وأنطلق موكب التشييع من ساحة مجمع السيدة حكيمة متوجهًا الى الصحن الشريف بهتافات العزاء للمولى صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف) ليقام بعدها مجلس العزاء بالذكرى الاليمة والاستماع لفاجعة الاستشهاد للخطيب الحسيني سماحة الشيخ "احمد الربيعي" اعقبها مجلس لطم للرادود ملا حميد التميمي.
العتبة الرضوية
وفي العتبة الرضوية المقدسة، خُصصت برامج ومراسيم مختلفة، شملت تلاوة القرآن الكريم ودعاء الجوشن الكبير، ومحاضرات مختلفة عن سيرة ومسيرة الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، ومنها اقامة برامج عزاء بمناسبة شهادة مولى المتقين أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام). وأُقيمت جميع البرامج في العتبة الرضوية المقدسة بتطبيق البروتوكولات الصحية، في حين وزع القائمون على المراسم اللوازم الوقائية بين الزوار والمشاركين.
خطط أمنية
ووضعت الجهات الحكومية المسؤولة، سواء في الحكومة الاتحادية أو الحكومات المحلية في النجف وكربلاء وبعض المدن خططًا واجراءات امنية شاملة شارك فيها الاف العناصر من قوات الجيش والشرطة الاتحادية والامن الوطني والحشد الشعبي وجهاز مكافحة الارهاب لتأمين الحماية للزائرين، ومنع حدوث أية خروقات أمنية.
الى جانب ذلك، وضعت خطط لتسهيل حركة وتنقل الزائرين، وتوفير المستلزمات اللوجيستية وتنظيم عمل المواكب والهيئات الحسينية، وكان لإدارة العتبات المقدسة دور كبير فيها.