الخليج والعالم
أهالي الحسكة للاحتلال الأميركي: خذ أدواتك وانصرف
محمد عيد
يومًا بعد آخر، يضيق أبناء محافظة الحسكة ذرعًا بممارسات "قوات سورية الديموقراطية" المدعومة من الاحتلال الأمريكي الذي يُخضع الأهالي هناك لسوء العذاب، ويطلق العنان لـ "قسد" كي تفعل ما تشاء بمقدرات المحافظة ومصير أبنائها الذين يصرون في كل مناسبة على رفع الصوت عاليًا والتذكير أن هواهم وأفئدتهم معلقة على دمشق بانتظار اليوم الذي تبسط فيه دولتهم الوطنية سلطتها هناك.
أهالي الحسكة وبمشاركة شعبية ورسمية كبيرة نفّذوا وقفة احتجاجية استنكارًا لممارسات وانتهاكات ميليشيا قوات سورية الديموقراطية "قسد الانفصالية"، التي لا تزال تحاصر المدنيين في كل من مدينتي الحسكة والقامشلي، وتمنع دخول الطحين والمحروقات والخضار والمواد الغذائية إلى مركز المدينتين اللتين تشهدان نفاد معظمها.
العدوان الممنهج
واحتشد المعتصمون المحتجون في ساحة القائد المؤسس حافظ الأسد وسط المدينة حاملين صور الرئيس السوري بشار الأسد والأعلام السورية واللافتات التي تدين وتشجب حصار المدينة من قبل هذه الميليشيا التي جعلت نفسها مطية للمحتل الذي يحقق مآربه من خلالها.
رئيس المكتب الفرعي لاتحاد طلبة سورية علاء الطلاع أكد في حديث خاص بموقع "العهد الإخباري" أن "قسد العميلة" تعتمد سياسة الإجرام الممنهج بحق المواطنين ضمن مركز مدينتي الحسكة والقامشلي وبقية المحافظة والمناطق التي تسيطر عليها كذلك في شمال شرق البلاد. واعتبر أنها بمنعها دخول مستلزمات الحياة المعيشية اليومية ومنها المواد الأساسية كالطحين تعلن الحرب على الأبرياء بسلاح لقمة العيش.
من جهته، لفت رئيس فرع جامعة "الفرات" بالحسكة الدكتور جمال العبد الله لـ"العهد" إلى أن قسد لا تكتفي بتجويع الناس بغية ابتزازهم فقط بل هي تضع نصب عينها وفي سلم أولوياتها محاربة التعليم ومنعه بقوة السلاح من خلال الاستيلاء على أكثر من 2285 مدرسة للتعليم الأساسي والثانوية العامة بكافة فروعها في المحافظة منذ خمس سنوات. كذلك اتباع سياسة "التجهيل" الممنهجة بدليل أن المحتل الأمريكي وأدواته العميلة بسطوا سيطرتهم بالقوة على كلية الهندسة الزراعية، كما عمدوا إلى تدمير معهد المراقبين الفنيين الذي سواه المحتل الأمريكي بالأرض وجعل منه أثرًا بعد عين. وقاموا كذلك بتدمير جزئي لكليتي الهندسة المدنية والاقتصاد وحرمان ما لا يقل عن 20 ألف طالب جامعي من متابعة تحصيلهم العلمي.
وأشار رئيس فرع جامعة الفرات إلى قيام قوات الاحتلال الأمريكي ومعها ميليشيا قسد بافتعال أحداث سجن الصناعة "سجن غويران" بغية تهريب قرابة الـ 5000 مسلح من تنظيم "داعش" الوهابي الارهابي وإعادة تأهيلهم من أجل استخدامهم مجددًا داخل سورية وخارجها، لافتًا إلى أنه تم استهداف هذه الصروح العلمية كونها قريبة من القاعدة الأمريكية اللاشرعية، إضافة إلى الرغبة في تفريغ المنطقة من سكانها المحليين وخصوصًا العرب منهم في أحياء "غويران" الغربي و"غويران" الشرقي و"حي الزهور" و"الفيلات" و"الليلية" و"النشوة الغربية" و"النشوة الشرقية" و"الشريعة".
التاريخ سيحكم
في السياق نفسه، أكد الشيخ ميزر المسلط رئيس مجلس القبائل والعشائر العربية في الجزيرة العربية لـ"العهد" أن المحتلين الأمريكي والتركي وأدواتهما المجرمة قد تجاوزوا كل الخطوط الحمراء وكل فعل يقومون به من هذا القبيل يمكن تصنيفه كجريمة موصوفة ضد الإنسانية، فهذا المحتل التركي وفصائله الإرهابية يقطعون مصدر مياه الشرب الوحيد عن قرابة مليون نسمة في مدينة الحسكة والتجمعات السكانية المحيطة بها.
وأشار الى أن العام الماضي شهد كذلك قطع المياه أكثر من ثلاثين مرة، وكانت الانقطاعات تصل أحيانًا لمدة شهر بداعي إصلاح المحطة، وأحيانًا بدون سبب معلن، وبصفاقة من يعتقد بأنه القوي المقتدر الذي يحق له فعل ما يشاء من دون أن يجد من يردعه.
وأضاف الشيخ المسلط أن المحتل الأمريكي وأدواته العميلة يقومون بتجويع الناس ضمن مركز مدينتي الحسكة والقامشلي بغية ثنيهم عن مواقفهم الوطنية، فيما تعددت لهذا الغرض وسائلهم الإجرامية المتمثلة في الضغط عليهم والتنكيل بهم واختطاف أبنائهم، مشيرًا إلى أن وقفة اليوم بمثابة رسالة للمحتل وعملائه، وهي تعبر صراحة عن أن تلك الممارسات "لن تنال من عزيمتنا وصمودنا وسوف تزيدنا اصرارًا وتصميمًا وتجذرًا في تراب الوطن".
وشدد رئيس مجلس القبائل والعشائر العربية في حديثه لـ "العهد" على أن التاريخ يحصي كل شيء، وهو سيشير صراحة وبدون أي التباس مفرقًا بين العميل والوطني وبين الحر والعبد الذي يبيع نفسه ووطنه، مشيرًا إلى أن أبناء الحسكة وعموم السوريين اختاروا طريق العزة والكرامة والاباء والتاريخ خلافًا لأولئك الذين أصروا أن يبقوا عبيدا.
بدورها، خنساء الأحمد إحدى المشاركات في الاعتصام أكدت في حديثها لـ"العهد" أن قسد ومن ورائها قوات الاحتلال الأمريكي يعيشون حالة من التخبط بعدما أهانهم منظر الجنود السوريين والأهالي وهم يقطعون عليهم وعلى دروعهم الطرقات ويحرقون أعلام المحتل وادواته في وجوههم ويرفعون علم سورية الأبية بالمقابل، وهذه رسالة قاطعة تقول للمحتل إنه لا مكان لك على أرضنا فخذ أدواتك وانصرف.
