الخليج والعالم
في الذكرى الـ 74 للنكبة.. دعوات تونسية لتجريم التطبيع الصهيوني
تونس – روعة قاسم
يستذكر التونسيون الذكرى الرابعة والسبعين للنكبة مع دعوات للوقوف بقوة بوجه كل المخططات الاستيطانية التوسعية، وتخليد ذكرى نضالات الشعب الفلسطيني من خلال رفض مخططات التطبيع الصهيونية. وتأتي هذه الذكرى لتكون بمثابة تذكير لشعوب العالم بأن دماء شهداء فلسطين أمانة في رقبة الأنظمة العربية والمجتمع الدولي. وقد جدّد العديد من النشطاء التونسيين الدعوات لاستصدار قانون يجرّم التطبيع الصهيوني.
المقاومة هي الطريق الوحيد للتحرير
القيادية التونسية مباركة البراهمي أكدت في حديثها لـ"العهد" أنه في ذكرى اغتصاب فلسطين لا نستطيع أن نفصل القضية الأولى عن التآمر الرسمي العربي، فلو كانت الأمة موحدة واحدة لم تكن فلسطين اليوم في أيادي الأعداء. وأضافت: "في هذه الذكرى الأليمة نستحضر أرواح الشهداء الذين ارتقوا على درب تحرير فلسطين منذ بدايات الاحتلال ومن كامل الدول العربية والإسلامية الذين جاؤوا فرادى عندما لم تكن هناك وسائل نقل وكانت الناس تجوب الصحاري لتدافع عن فلسطين بدمائها وأرواحها، فذلك هو الطريق الوحيد والأسلوب الوحيد للتحرير".
وتابعت البراهمي "اليوم الشعوب العربية التي انخرطت في التطبيع مع العدو الصهيوني بفعل الأنظمة لم تجنِ الا العار". وتسأل "ماذا جنت الأنظمة العربية سواء المتاخمة لفلسطين أو البعيدة في أقاصي المغرب العربي سوى نقمة مواطنيها من ناحية واللعنات التي تلاحقها جراء هذه الاتفاقيات المخزية من ناحية أخرى؟".
وأردفت بالقول "اليوم ثبت أن لا حل للقضية الفلسطينية سوى المقاومة وتحدي العدو الصهيوني ومن ورائه الامبريالية العالمية".
وأكدت أن المقاومة الإسلامية في لبنان ضربت أروع الأمثلة عندما حررت الجنوب بالسلاح المقاوم. كما ضربت المقاومة الفلسطينية أروع الأمثلة عندما لقنت العدو دروسًا قاسيةً مع إصرار المقاومة على مواصلة الجهاد.
وشددت على أن سلاح الفلسطينيين والمقاومة هو الذي أرعب العدو، أما اتفاقيات السلام فلم تمنح الشعب الفلسطيني شيئًا.
لا تحرّر للشعوب الا بتحرّر فلسطين
من جهتها، قالت الصحفية التونسية ضحى طليق إنه في ذكرى النكبة، يجدد الشعب التونسي العهد مع فلسطين سواء من خلال الندوات أو الفعاليات التي تقام في مثل هذا اليوم من كل سنة، مضيفة إن القضية الفلسطينية في العموم احتجبت قليلًا خلال الأعوام الماضية عن اهتمامات التونسيين باعتبار الأزمات التي شهدتها تونس، لكنها تبقى في وجدان التونسيين القضية الأولى، فهناك صحفيون تونسيون يقومون بكتابة مقالات بالمناسبة وأحزاب تقوم وتنظم فعاليات في هذه الذكرى دعمًا لصمود الشعب الفلسطيني.
وتابعت "لاحظنا أن ما يسمى بـ "الربيع العربي" جعل القضايا المحلية تتصدر اهتمامات المواطن العادي، ولكن رغم ذلك تبقى القضية الفلسطينية جزءًا من القضايا الوطنية لأنه لا تحرر للشعوب اذا لم يتحرر الشعب الفلسطيني".
وأكدت طليق أن العمليات الفدائية التي حدثت في الداخل الفلسطيني يمكن اعتبارها مؤشرًا على أن هذه القضية لم تمت ولن تموت وستبقى دائمًا حية. فما دام الفلسطينيون في الداخل ينتفضون سواء في القدس أو في مناطق الخط الأخضر أو في غزة ستبقى فلسطين حيّة في وجدان كل الشعوب التائقة للحرية".