الخليج والعالم
سجناء البحرين: الأوضاع الى تدهور
تُصرّ السلطات البحرينية على تجاهل الأوضاع السيّئة التي يمرّ بها المعتقلون السياسيون في سجونها جراء إهمالهم صحيًا وحرمانهم من الرعاية اللازمة.
يأتي ذلك وسط تزايد التقارير المتعلقة بتفشي مرض السل الرئوي في سجن "جو" المركزي، ومطالبات المنظمات الحقوقية سلطات المنامة باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمنع انتشار المرض ومعالجة الخطر الذي يتهدد باقي المعتقلين واتخاذ الإجراءات الوقائية بحقهم جميعًا.
وقد ذكر موقع "ميدل إيست آي" أنّ ضابطًا بحرينيًا رد على طلب السجناء نقل زميلهم المُصاب بالسل لتلقي الرعاية اللّازمة بالضحك، وفقًا لتسجيل اطّلع عليه فريق الموقع.
وطالب السجناء بنقل السجين السياسي حسن عبد الله حبيب، الذي يعاني من أوضاع طبيّة خطيرة وقد يواجه الموت في حال منعته السلطات من الحصول على الرعاية الطبية اللازمة.
التسجيل الذي أُرسِل إلى معهد البحرين للحقوق والديمقراطية في لندن يأتي وسط مخاوف من أن يكون مرض السّل قد انتشر على الأرجح بين السجناء بعد أن تم الإفراج مؤخرًا عن سجين مُصاب به، وتصريح سجينيْن بأنهما يعانيان من أعراض مشابهة لأعراض المرض، لكنهما يناضلان للحصول على المساعدة.
ويقول السجين في التسجيل إن الضابط قال للسجناء "خلّوه يموت من السّل" على الرغم من اطّلاعه على خطورة حالته ومعاناته من اضطرابات في الدم، بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى في السنوات الثماني التي أمضاها في السجن.
وقال المعتقل الذي ظلّ مجهول الهوية لأسباب أمنية إنّ "ضابطًا أخذ أقوالنا الّتي طالبنا فيها بنقله [حبيب] إلى عيادة، لكنّه مشى باتجاه الضّابط الآخر، وكانا يضحكان وكأنّ شيئًا لم يكن"، وأضاف أنّهم "على الرّغم من ذلك، أبقوه في المنشأة ذاتها".
وأكد أن السجناء قدموا بعد ذلك شكوى إلى ضابط آخر يُشرِف على المبنى الذي يُحتَجَزون فيه، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء.
أطلقوا سجناء البحرين
وفي السياق، كشف ناشطون عن وجود 9 حالات جديدة مصابة بالتهاب السل الرئوي في سجن "جو" المركزي.
وطالب الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة الافراج عن المعتقلين كجانب إنساني خصوصًا المعتقلين السياسيين المعارضين للحكومة التي نسبت لهم تهمًا ملفقة لا أساس لها في الوقع، وارغامهم على الاعتراف تحت التعذيب الذي يعد سببًا للعديد من الأمراض التي يعانون منها اليوم.
وتحت هاشتاغ "#اطلقوا_سجناء_البحرين" و"#جمعة_إنقاذ_الأسرى"، عبّر الناشطون عن خشيتهم من التكتم الشديد على تفشي داء السل، وحدوث مفاجآت مقلقة بهذا الجانب في ظل عدم افصاح الجهات الرسمية عن الحالات المصابة، والإهمال الطبي المتعمد، وعبروا عن بطش السلطات البحرينية التي ترتكب إهمالًا جسيمًا بعدم توفير الرعاية الطبية اللازمة للسجناء مع تأكيد وجود إصابات بمرض السل في داخل سجن "جو".
وعبّر أهالي المعتقلين عبر هذا الهاشتاغ أيضًا عن قلقهم الشديد على مصير أبنائهم، مطالبين بالإفراج الفوري عنهم دون قيد أو شرط.
تظاهرات تضامنية
وقد شهدت عدّة مناطق في البحرين أمس الخميس تظاهرات تطالب بالإفراج عن الأسرى الذين يهدد حياتهم تفشي داء السل في سجن جو المركزي.
ونُظمت تظاهرة في جزيرة سترة ردد المتظاهرون هتافات تؤكّد التضامن مع المعتقلين السياسيين، وترفض أيّ مساومة على حياتهم في ظل أوضاع سيئة تعيشها السجون في البحرين.
وخرجت تظاهرات ووقفات أخرى في كل من السنابس، النويدرات، مقابة، دمستان، تضامنًا مع الأسرى.
جمعة "إنقاذ الأسرى"
وتنديدًا بانتهاكات النظام الخليفي وما يتعرض له سجناء الرأي من إهمال طبي وموت بطيء، تصاعدت الدعوات لجمعة "إنقاذ الأسرى" في البحرين.
ائتلاف شباب ثورة 14 شباط/فبراير
ودعا ائتلاف شباب ثورة 14 شباط/فبراير الشعب البحريني إلى المشاركة الواسعة في فعالية (جمعة إنقاذ الأسرى) اليوم تلبيةً لصرخة السجناء المرضى وكل معتقلي الرأي في سجون النظام الخليفي.
وقال الائتلاف في بيان: "عام يتلوه عام آخر، ومئات من المعتقلين لا يزالون وراء القضبان الظالمة، يقضون زهرة أعمارهم في زنازين مظلمة بلا ذنبٍ اقترفوه، سوى أنهم طالبوا مع شعبهم بحقهم السياسي وحقوق أبنائهم المسروقة والمغتصبة".
وأضاف إن "المعتقلين ومنذ سنين وهم يعانون الأسر والأمراض والقمع والانتهاكات، وعوائلهم تعاني الفراق والقلق والخوف عليهم".
وحثّ الائتلاف على توحيد الصف والانتشار في الساحات بشعار الحرية للأسرى، من أجل المعتقلين وعوائلهم وأساس المطالب الشعبية والقضية العادلة.
تيّار الوفاء الإسلامي
من جانبه، دعا تيّار الوفاء الإسلامي إلى اعتبار اليوم الجمعة "يوم غضب" ضد السلطات الخليفية رفضًا لانتهاكاتها بحق المعتقلين السياسيين في سجونها.
وقال القيادي في تيار الوفاء الإسلامي السيد مرتضى السندي "في ظل تفشي داء السل في سجون البحرين، وعدم اتخاذ أي إجراءات وتدابير وقائية ضد هذا المرض الذي يهدد حياة الأسرى، ندعو أبناء شعبنا الأبيّ لجعل يوم الجمعة يوم غضب في وجه غطرسة السلطات الخليفية وعدوانها على الأسرى".
ودعا السندي إلى "التوجه لنقاط التجمعات ورفع الصوت عاليًا ردًا على سوء المعاملة التي يتعرض لها الأسرى، وسلبهم لحقوقهم الإنسانية في تلقي العلاج".
ونشرت الهيئة الميدانية لتيّار الوفاء الإسلامي خمس مراكز للتظاهر اليوم الجمعة في محافظات البحرين الأربع وهي السنابس، دمستان، دار كليب، كرانة، الدير.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024