الخليج والعالم
تميم بن حمد: قطر لا تستطيع تعويض الغاز الروسي
أكد أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني أن الدوحة لا يمكنها تعويض الغاز الروسي لأنه مصدر هام للسوق العالمي، مشددًا على أنه لا بد من إنهاء الحرب في أوكرانيا، والتوصل إلى حل، لافتًا إلى أن هناك مليار شخص في العالم اليوم لا يحصلون على الكهرباء.
وقال أمير قطر في حوار مع صحيفة "لو بوان" الفرنسية: "نريد أن نساعد الدول الأوروبية وسنزودها بالغاز في السنوات المقبلة، لكن مخطئ من يعتقد أن بإمكاننا تعويض الغاز الروسي، وذلك لأنه مصدر هام للسوق العالمي".
وردًا على سؤال عمّا اذا كان الغاز ولا سيّما الطبيعي المسال منه سيحافظ على دوره المحوري في سوق الطاقة الدولي، قال أمير قطر: "هذا صحيح، حيث سيلعب الغاز دورًا بالغ الأهمية في الفترة الانتقالية وفي تنويع مصادر الطاقة على المدى الطويل، كما أنه مصدر للطاقة النظيفة"، وأضاف "لقد استثمرنا على سبيل المثال أموالًا طائلة في التكنولوجيا التي تسهم في احتجاز الكربون والحد من الاحتراق، وعلينا ألا ننسى أننا نتحدث عن مشاكلنا، بينما هناك مليار شخص في العالم اليوم لا يحصلون على الكهرباء".
وتابع أمير قطر: "لقد جازفنا واستثمرنا في قطاع الغاز منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وعلمنا بأنه مصدر للطاقة سيكتسب أهمية كبيرة في المستقبل".
وأردف تميم بن حمد: "كررنا الأمر ذاته قبل بضعة أعوام من خلال زيادة إنتاجنا من الغاز الطبيعي المسال، رغم أن التوجه العالمي آنذاك كان يميل نحو التخلّص من هذه المصادر والتركيز على مصادر الطاقة التي تعتبر "نظيفة"، مثل الطاقة الشمسية والهوائية، لكنني أؤكد أن الغاز هو أيضًا من مصادر الطاقة النظيفة، وهو مهم جدًا للفترة الانتقالية المقبلة، فالحرب في أوروبا تعقد الأمور بشكل غير مسبوق، لكن المشكلة كانت موجودة مسبقًا".
وأوضح أن قطر تصدّر الطاقة للدول الآسيوية بشكل أساسي وللدول الأوروبية أيضًا بناءً على اتفاقيات طويلة الأمد بالإضافة إلى الاتفاقيات الفورية.
وبخصوص فرض أوروبا عقوبات على قطاع الطاقة الروسي، قال أمير قطر: "يتعين علينا أن نتعامل بحذر مع العقوبات التي تعقد الأمور للعالم أجمع".
وأكد أنه "في هذه الحالة بالتحديد، لا يسعني أن أقيم صوابية القرار الأوروبي من عدمها، لكننا نرى جميعًا المشاكل التي تسبب بها نقص إمدادات الطاقة في القارة الأوروبية اليوم، والأمر الأهم هو أننا جميعا نعاني من الوضع الراهن، سواء على مستوى الطاقة أو على المستوى الغذائي، ولهذا السبب، فلا بد من إنهاء الحرب في أوكرانيا، ولا بد لنا من التوصل إلى حل".
وردًا على سؤال حول العلاقة مع إيران، قال أمير قطر: "إيران هي دولة بالغة الأهمية بالنسبة لنا تربطنا بها علاقة تاريخية، بالإضافة إلى حقل الغاز الرئيسي الذي نتشاركه معها. نشجع جميع دول مجلس التعاون الخليجي وإيران على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة"، وتابع "صحيح أن التباينات موجودة لدى الجميع، لكن يتوجب علينا الجلوس معًا ومناقشتها مع الإيرانيين بشكل مباشر ومن دون أي تدخل خارجي".
وعن إمكانية لعب قطر دور الوسيط بين إيران والدول الغربية، أكد تميم بن حمد آل ثاني أن قطر لم تتلق طلبًا بهذا الشأن بشكل رسمي، موضحًا أن قطر على تواصل مستمر مع الأميركيين ومع الإيرانيين على حد سواء.
وقال: إن "إيران دولة مجاورة، من واجبنا ومصلحتنا أن نقوم بكل ما في وسعنا لجمع الأطراف معًا وتشجيعهم على التوصل إلى تسوية سلمية، نحن لا نضع حدودًا أمام أنفسنا عند اختيار أطراف الحوار شريطة إيمانهم بالتعايش السلمي، لكننا لسنا مستعدين للتحاور مع من يعارض ذلك، ولسنا مستعدين بطبيعة الحال للتحاور مع الإرهابيين والجماعات العنيفة".
الغازالاتحاد الاوروبيتميم بن حمد