الصحف الإيرانية: إحباط مخطّط الشغب في الجمهورية الاسلامية 

لا يزال اهتمام الصحف الإيرانية يتركّز على أحداث الشغب الأخيرة في الجمهورية الاسلامية، حيث استمرّ الكشف عن خفايا التحركات وأعمال الشغب. صحيفة " إطلاعات" ذكرت نقلًا عن قائد حرس حدود أذربيجان الشرقية أنه تم التعرف على أعضاء شبكة إرهابية واعتقالهم من خلال النخب الاستخبارية والعملياتية لحرس الحدود في فوج خودافرين الحدودي.

وبحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قال  سردار محمد أحمدي أمس في تجمع للصحفيين إنه تمّ اعتقال 2 من أعضاء الفريق الإرهابي الذين كانوا يخططون لتنفيذ عمليات تخريبية في البلاد، إلى جانب كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة.

مشاهير يؤيّدون أعمال الشغب

صحيفة "كيهان" سلّطت الضوء على المشاهير والفنانين الذين أيّدوا أعمال الشغب، حيث أفادت أنهم كانوا من بين التيارات التي أظهرت أن العدو اعتمد عليهم وربما قام باستثمارهم بشكل خاص للنهوض بأهدافه ضد الثورة والوطن والشعب.

وأضافت "كيهان" أن فضيحة بعض المشاهير بالتوافق مع العدو ومثيري الشغب ستكون وصمة عار على جباههم، حتى يتضح من يبيع وطنه وشعبه للعدو في حسابات طفولية خاطئة ومعهم.

بدورها، اعتبرت صحيفة "أرمان ملي" في مقال لها أن العدو لا يفهم عمق المعتقدات الدينية لشعب إيران، ونقلت عن رئيس القضاء أن العدو أحيانًا يتوهم أن شعبنا مهتز بشأن معتقداته الدينية وأنهم أصبحوا ضعفاء ، لذلك، على هذا الأساس، يبدأ الباطل في التآمر؛ لكن شعبنا الحكيم والمتدين يحبط كل مؤامرات العدو في يوم واحد من خلال تنظيم تجمعات ومسيرات مجيدة في جميع أنحاء البلاد.

وذكرت صحيفة "إيران" أن أعمال الشغب في بعض شوارع البلاد هي آخر عذر وجدته الدول الغربية لتصريحاتها المعادية لإيران، وهي ذريعة تظهر مرة أخرى النقاشات حول المعايير المزدوجة للدول الغربية وبالطبع أصبحت ذريعة لفرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية.

وأضافت "إيران": "في أحدث مثال، أعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات ضد طهران، حيث  ادعى "جوزيف بوريل"  أن الاتحاد الأوروبي قرر الرد على الإجراءات القانونية والشرعية لإيران فيما يتعلق بمثيري الشغب والمخربين بالنظام والأمن في البلاد".

خيبة لإعلام العدو تجاه الهدوء في إيران

ونقلت صحيفة "إيران" ما ذكرته وسائل إعلام العدو التي أعربت عن أسفها لعودة الهدوء إلى طهران وكتبت أن إيران نجحت في كبح أعمال الشغب الأخيرة وأن جهود أمريكا لزيادة أعمال الشغب باءت بالفشل.

واللافت بحسب "إيران"، أنه على الرغم من عقوبات الولايات المتحدة ضد إيران، أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية توجيهًا لتوسيع نطاق خدمات الإنترنت لإيران حتى يتمكن مثيري الشغب من استخدام منصة الإنترنت.

وحلّلت صحيفة "إيران" العناصر التي استُعملت لنقل رواية عالمية حول أعمال الشغب للعالم بشكل يخفي الجذور العدائية الخفية لها، حيث ذكرت أن النخب والمشاهير كانوا من العناصر التي كان لها التأثير على إيجاد الجو العقلي للقصة، حيث يبدو أن النخب والمثقفين قد ساهموا بشكل كبير في تكوين سرديات معارضة وزائفة، وحاولت تحويلها إلى ثقافة ورأي عام.

بدورها، "وطن أمروز" ذكرت أن أعمال الشغب الأخيرة التي اندلعت في البلاد بذريعة وفاة مهسا أميني أظهرت أكثر من أي وقت مضى، الداخل الجامح والعاطفي للحركة المعارضة للثورة.

وبحسب " وطن أمروز"، في أعقاب أعمال الشغب التي اندلعت في البلاد في الأيام الأخيرة بذريعة مقتل مهسا أميني، تجمعت حركات أجنبية مناهضة للثورة في باريس ولندن لمهاجمة سفارتي جمهورية إيران الإسلامية في فرنسا وإنجلترا. وبحسب الصور التي تم بثها من عاصمتي البلدين الأوروبيين، فإن الغوغاء المناهضين للثورة الذين كانوا يخططون لمهاجمة السفارات الإيرانية واجهوا رد فعل الشرطة وفشلوا في ذلك. 

وخلال تجمع الغوغاء في لندن، هتف المشاغبون الذين كانوا في الغالب من الملكيين والمنتمين إلى جماعة المنافقين الإرهابية، بشعارات هجومية ضد الإسلام والثورة الإسلامية وسلطات البلاد. 

ملفّ المفاوضات النووية

ملفّ المفاوضات النووية والمباحثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أخذ حيزًّا واسعًا في الصحف الإيرانية اليوم، فقد نقلت " كيهان" وبعض الصحف الأخرى مجريات الاجتماع السادس والستين للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاثنين بحضور محمد إسلامي نائب رئيس مجلس إدارة منظمة الطاقة الذرية الإيرانية والمندوب الدائم لإيران لدى المنظمات الدولية في فيينا، حيث تم اللقاء بنائب رئيس الشؤون الدولية والقانونية والبرلمانية والمتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية ومجموعة من الوفود المرافقة في مقر المنظمة في فيينا. 

وذكر إسلامي أن أمريكا خالفت بنود خطة العمل الشاملة المشتركة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 وانسحبت من هذه الاتفاقية ولجأت إلى سياسة الضغط القصوى سيئة الصيت التي فشلت في تنفيذها وعدم فاعليتها. 

وقال إسلامي إنه بعد عامين ونصف العام، فرضت أمريكا عقوبات متزايدة على مختلف قطاعات الاقتصاد الإيراني، وواجهت الدول الأوروبية الثلاث والاتحاد الأوروبي التراخي ضدها.

عبد اللهيان في نيويورك

كما واكبت الصحف الإيرانية زيارة وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان إلى نيويورك، حيث أعلن أن التوصل إلى اتفاق ناجح يتطلب "الواقعية والتصميم" من واشنطن. 

ونقلت "كيهان" عن مراقبين غربيين قولهم: كان الهدف من الاتفاق النووي إبطاء تطوير إيران للطاقة النووية، وليس إيقافها، لأن الإيرانيين الفخورين لن يسقطوا أبدًا في مثل هذا الشيء، فقد رأى قادة إيران ما حدث لمعمر القذافي في ليبيا، الذي أنهى برنامج أسلحته النووية في عام 2003 لكنه قُتل في عام 2011. 

أما صحيفة "أرمان ملي"، فقد ذكرت أن المؤكد أنه على الرغم من أن إيران تريد استئناف مفاوضات فيينا تماشياً مع إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة لكن يبدو أن الأمريكيين ليسوا على استعداد كبير لاستئناف المفاوضات، على الأقل في الوضع الحالي، وإن كان بايدن وفريق سياسته الخارجية اعتقدوا أنهم سيتوصلون إلى اتفاق مع إيران قبل انتخابات الكونجرس في نوفمبر، والتي سيستخدمونها للتأثير على المشهد الانتخابي لصالح الديمقراطيين، لكن عملية المفاوضات لم تسر وفق رغباتهم، وبناءً على قراءة العديد من الخبراء، فقد أجل استئناف المفاوضات إلى ما بعد انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر.

الاتفاق النووي الايراني

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم