الخليج والعالم
العراق: الجولان أرض سورية محتلة وقرار ترامب تكريس لنهج الإحتلال
بغداد- عادل الجبوري
قوبل قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالأعتراف بـ"سيادة" الكيان الصهيوني على منطقة الجولان السورية المحتلة، برفض واستهجان عراقي واسع، على الصعيدين الرسمي والشعبي.
واعتبرت اوساط ومحافل وشخصيات عراقية مختلفة، هذا القرار انتهاكا صارخا لاحكام القانون الدولي، وخلطا للاوراق، وتشجيعا ودعما للنزعات العدوانية، محذرة من مغبة هذه السياسات الهوجاء من قبل ترامب.
واكدت وزارة الخارجية العراقي في بيان لها، معارضتها الشديدة والقاطعة للاعتراف بـ"سیادة" الكيان الصهيوني على الجولان، داعية المجتمع الدولي إلى احترام القانون الدولي، والعمل على إنهاء احتلال الأراضي العربیة.
وجاء في البيان "ان العراق یعارض بشدة شرعنة احتلال الجولان السوري، ویرفض هذا التوجّه استناداً إلى القانون الدولی الذي یقضی بعدم شرعیة أي سلطة قائمة بالحرب أو الاحتلال كأداة لاكتساب ملكیّة الأراضي المحتلة، بل یُعَدّ الاحتلال جریمة ضد أمن البشریة توجب العقاب لمرتكبیها"، وأكد أن التقادم الزمني لا یعطي للسلطة القائمة بالاحتلال أي حق، أو سیادة على الأراضي المحتلة في الجولان السوري، أو الأراضي الفلسطینیة المحتلة، ولاسیما مدینة القدس".
واضافت الخارجية العراقية في بيانها، انه "استناداً للأحكام الواردة فی الاتفاقیات الدولیة ذات الصلة بالاحتلال خصوصاً اتفاقیات لاهای وجنیف، والبرتوكولات الملحقة بها، وقرارات الشرعیة الدولیة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، یرفض العراق هذه السیاسات التي تضر في إیجاد حلول دولیة تنهي احتلال الجولان السوري، والأراضي العربیة الفلسطینیة".
وفي سياق متصل، اكد تحالف "الفتح" بزعامة هادي العامري، دعمه لاي خيار تتخذه الحكومة السورية لإعادة مرتفعات الجولان المحتلة من الكيان الصهيوني، موضحا أن العراق يرفض منح الجولان لهذا الكيان وسيعمل على تفعيل الدور الدبلوماسي داخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإعادة الأراضي السورية المحتلة.
واشار أعضاء من التحالف المذكور في تصريحات صحفية إلى ان "اعتراف واشنطن بمنح مرتفعات الجولان السورية للكيان الصهيوني أمر مرفوض ولا يمكن قبوله إطلاقا، كونها أراضي سورية وتمثل حق جميع الدول العربية"، رافضين بشكل قطعي "الممارسات واشنطن الخبيثة تجاه الشعبين الفلسطيني والسوري من خلال نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف الأخير بشأن مرتفعات الجولان".
واستنكر المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في بيان له، قرار ترامب الاخير، معتبرا ان الجولان أرض سورية محتلة وعلى الكيان الصهيوني الغاصب الانسحاب منها، داعيا المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة الى إدانة هذا القرار اللامشروع ، وضرورة احترام سيادة الدول والشعوب على اراضيها.
بدوره، رفض رئيس تحالف الإصلاح والاعمار السيد عمار الحكيم محاولات ضم الجولان الى الكيان الصهيوني، مؤكدا ان ان قضم اراضي المسلمين وضمها إلى الكيان الغاصب يتم بدعم من قبل دول كبيرة، وطالب تلك الدول بالكف عن تجربة الاصطدام بمشاعر المسلمين والعرب، معتبرا ان الجولان وفلسطين عربيتان والحقوق لا تسقط بالتقادم.
كتائب "حزب الله" العراقية نددت من جانبها بقرار ترامب، وقالت إن "الشعوب العربية والإسلامية عانت من السياسات الأميركية وتدخلاتها العدوانية المنحازة للكيان الصهيوني في المنطقة، وكان محور إستراتيجيتها هو ضمان حمايته طيلة العقود الماضية، إلا أنها تحولت إلى متبنيات تصب في مصلحة الكيان الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة بشكل فاضح وصريح في عهد ترامب الأحمق".
وأشارت الى أن "هذا التبني المطلق لكل الأطماع الصهيونية والدفاع عنها، ظهر بدءاً من تبني نقل سفارتها إلى القدس، لإنهاء القضية الفلسطينية تحت مسمى (صفقة القرن) المشبوهة".
وأكدت الكتائب أن "المرحلة القادمة تتطلب الاستعداد لتحرير فلسطين وكل الأراضي العربية التي احتلتها العصابات الصهيونية، ونحن على العهد لمواجهة المشروع (الصهيو-امريكي)، وإيقاف وقاحة الأمريكان وتدخلهم في شؤون المنطقة، لحفظ أرضنا المقدسة وحقوقنا المشروعة".
من جانبه، أشارت النائب عن ائتلاف "دولة القانون" عالية نصيف إلى أن الدول العربية أمام امتحان في عروبتها تجاه أقدس قضية مصيرية في قمة تونس المقبلة، لافتة الى ان "اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان كشف عن الوجه الحقيقي القبيح لأمريكا وديمقراطيتها المزعومة".
وقد لقي قرار ترامب رفضا وانتقادات واسعة على الصعيدين الاقليمي والدولي، وكانت ابرز الاعتراضات قد صدرت من قبل منظمة الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، ومنظمة المؤتمر الاسلامي، وجامعة الدول العربية، وكذلك بريطانيا التي تعد الحليف الاقرب للولايات المتحدة الاميركية.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
24/11/2024
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
24/11/2024