الخليج والعالم
بعد قرار "أوبك+".. السعودية في مرمى سهام الكونغرس
بعد إعلان تحالف "أوبك+" خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل نفط في اليوم، حمَّل الرئيس الأمريكي جو بايدن روسيا والسعودية مسؤولية ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة.
وقال بايدن في خطاب أمس الجمعة: "عملت على تخفيض أسعار الوقود لكنها ترتفع ببطء بسبب ما فعله الروس والسعوديون للتو".
وارتفعت أسعار النفط باتجاه تحقيق مكاسب للأسبوع الثاني تواليًا بدعم من قرار "أوبك+" إجراء أكبر خفض للإمدادات منذ عام 2020.
وارتفع خام برنت إلى نحو 98.1 دولارًا للبرميل، بزيادة نحو 3.9%، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 4.5% إلى نحو 92.4 دولارًا للبرميل.
وبحسب بيان تحالف "أوبك+" عقب اجتماعه في فيينا، فإن تطبيق التخفيض في إنتاج النفط سيبدأ من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وسيكون الاجتماع المقبل للتحالف في كانون الأول/ديسمبر المقبل.
وتعليقًا على القرار، قال البيت الأبيض إن على الولايات المتحدة أن تكون أقلَّ اعتمادًا على نفط دول "أوبك+" وبقية المنتجين، واعتبرت قرار التخفيض "انحيازًا لروسيا".
وكان الرئيس جو بايدن قد أعرب عقب صدور قرار خفض الإنتاج، عن شعوره بـ"خيبة الأمل"، فيما قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إنه قرار "قصير النظر".
وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان ردّ على التصريحات الأمريكية نافيًا أن تكون بلاده تتحكم في تحالف "أوبك+" هي وروسيا، مشيرًا إلى أن قرارات التحالف تتخذ بالإجماع، لكن الطريقة التي احتفى بها الموالون لابن سلمان على مواقع التواصل الاجتماعي بـ"جلْد" بايدن، والردّ على ما اعتبروه ابتزازًا غربيًا للخليج والعرب عمومًا، تدلّ على نوايا سعودية مبيّتة في هذا الخصوص.
الولايات المتحدة تدرس خيارات الرد
من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنَّ الولايات المتحدة "تدرس عددا من خيارات الرد" بخصوص علاقاتها مع السعودية بعد اتفاق الرياض مع بقية الدول الأعضاء في مجموعة أوبك+ لمنتجي النفط هذا الأسبوع على تخفيضات أكبر في إنتاج النفط.
ولم يذكر بلينكن على وجه التحديد الخطوات التي تدرسها واشنطن.
غضبٌ ديمقراطي
ودعا أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس إلى خفض حاد في المبيعات العسكرية للسعودية.
السيناتور كريس ميرفي، رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية للشرق الأوسط في مجلس الشيوخ، قال لشبكة "سي إن بي سي" إنه يعتقد بأن الوقت حان لإعادة تقييم شامل للتحالف الأميركي مع السعودية".
وفي مجلس النواب، قدم توم مالينوفسكي وشون كاستن وسوزان وايلد تشريعا يسعى إلى سحب القوات الأميركية من السعودية والإمارات.
بدوره، قال النائب آدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي، إن "قرار السعودية بخفض إنتاج النفط خلال أزمة الطاقة الدولية؛ هو مساعدة لروسيا في حربها على أوكرانيا... إن استمرار اعتماد أمريكا على السعودية يشكل تهديدا لأمننا القومي، واعتمادنا على النفط هو تهديد لكوكبنا".
وكتب السيناتور في مجلس الشيوخ ديك دوربين في تغريدة نشرها عبر حسابه الخاص على موقع "تويتر": "من الأسئلة التي لم يتم الرد عليها حول 11 أيلول/سبتمبر ومقتل جمال خاشقجي، إلى التآمر مع بوتين لإيذاء الولايات المتحدة مع ارتفاع أسعار النفط، لم تكن العائلة المالكة في السعودية أبدًا حليفاً جديرا بالثقة.. حان الوقت لسياستنا الخارجية أن تتخيل عالما من دون التحالف معهم".
وعلّق تشاك شومر، زعيم الأغلبية بمجلس النواب الأمريكي، في تغريدة نشرها عبر "تويتر"، قائلًا "سيتذكر الأمريكيون لفترة طويلة ما فعلته السعودية لمساعدة بوتين على الاستمرار في شن حربه الدنيئة والشرسة ضد أوكرانيا.. نحن نبحث في جميع الأدوات التشريعية للتعامل بشكل أفضل مع هذا الإجراء المروّع للغاية، بما في ذلك مشروع قانون NOPEC".
ومشروع قانون "لا لتكتلات إنتاج وتصدير النفط" المعروف اختصارا باسم "نوبك" والذي أُقر من قبل لجنة تابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي قبل أشهر، يعرّض الدول الأعضاء في "أوبك" وشركاءها للمساءلة بموجب قوانين مكافحة الاحتكار وذلك لتنسيقها خفضا في الإمدادات بما يرفع أسعار النفط العالمية.
ويهدف المشروع إلى حماية المستهلكين والشركات في الولايات المتحدة من الارتفاعات المتعمدة في أسعار البنزين وزيت التدفئة، لكن بعض المحللين يحذرون من أن تطبيقه قد يكون له بعض التداعيات الخطرة غير المقصودة.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024