الخليج والعالم
الإمام الخامنئي: القوى العالمية تهدف إلى الهيمنة على الدول بأساليب مختلفة
أكد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أن الجامعات تعتبر سدًا منيعًا أمام هيمنة الأعداء، وركيزة مهمة لتقدم البلاد، معتبرًا أن التحركات لتعطيل دروسها يؤكد أن للجامعات دورا أساسيا في المجتمع.
وشدد سماحته خلال استقباله صباح اليوم الأربعاء 19/10/2022، حشدًا من النخب الشابة وكبار المواهب العلمية في حسينية الإمام الخميني (رض) على أن شباب النخبة يعتبرون من أهم الموارد البشرية في البلاد، ووجودهم أينما كان يبعث الأمل.
وأما بشأن الدعايات المستمرة للغربيين منذ بداية انتصار الثورة حتى اليوم خاصة التي تروج أن الجمهورية الإسلامية تسير نحو الزوال، قال سماحته: «لقد حددوا وقتاً لهذا الادعاء، وكل مرة كانوا يقولون إن القضاء على الجمهورية الإسلامية سيكون بعد شهر أو بعد سنة أو خمس سنوات... ثمة أشخاص في الداخل أيضاً كانوا يروجون لهذه الادعاءات بسبب الغفلة أو الحقد».
في هذا الصدد، تحدث الإمام الخامنئي عن بعض التحليلات غير الواقعية بشأن انهيار الجمهورية الإسلامية، موضحاً: «خلال الأعوام الثلاثة والأربعين الماضية، تحدثوا مرات عدة عن انهيار الجمهورية الإسلامية لكن ثبات الثورة واستمراريتها يظهران أن هذا التحليل خطأ ومنبثق من نظرة غير واقعية». وأشار إلى عنوانٍ لإحدى الصحف في زمن الإمام الخميني (قده): «النظام في حالة انهيار»، ومن ثم لفت إلى الرد الساحق للإمام: «أنتم في حالة انهيار والنظام يقف بمتانة واستحكام».
وعلق سماحته على ذلك: «بعد ارتحال الإمام (عام 1989) قال بعض الأشخاص في بيان، وكان بينهم ذوو شأن وخبرة، إن "النظام على حافة الهاوية"»، مستدركاً: «لم نستسلم، وصمدنا، وإن شاء الله، سوف نبقى صامدين».
قائد الثورة الإسلامية شرح أن هناك نوعين من نظام التحليل والفهم في هذا المجال: «الأوّل يعتقد أن العمل والصمود أمام المعايير العالمية السائدة والقوى المنبثقة من هذه المعايير، مثل أمريكا، أمر غير مجدٍ ويسبب الزوال، ويعتقد هؤلاء أيضاً أن من لديهم تحليل مختلف للحقائق والعالم هم من المتوهّمين، لكن التحليل الثاني والواقعي يقوم على رؤية مجموعة من الحقائق، ليست الجيدة فقط بل السيئة أيضاً، ويتحرّك وفقاً لها».
في جزء آخر من خطابه، رأى سماحته أن النخبة العلمية والجامعة «من الأركان المهمة لتقدم البلاد»، قائلاً: «حضور الشباب في كل مكان، وبخاصة النخبويون، يبعث الأمل». واستدرك: «كل مقدارٍ يُعطّل الجامعة ويُفسد نمط النشاط العلمي ويُعطبه هو مغنمٌ للعدو، ولهذا سعوا إلى توقّف الجامعات، ليس في الأمس فقط بل اليوم وفي أوقات مختلفة».
في السياق، عدّ الإمام الخامنئي الجامعة «من أكبر الموانع أمام هيمنة الاستكبار»، مضيفاً: «القوى العظمى في العالم تستخدم السلاح والخداع وحتى العلم للهيمنة على الآخرين وكبح الشعوب، فالجامعة التي ترفع مستوى العلم في البلاد هي في الحقيقة تصدُّ هيمنة العدو».
مع تأكيده أن الجامعيين في إيران لم يسمحوا ببقاء البلاد محتاجة إلى الغربيين، قال سماحته: «نخبنا الجامعية، دون أيّ مبالغة، مبعثٌ لسمعة إيران... أينما دخل علماؤنا وركّزوا جهودهم، أنجزوا أعمالاً حظيَت بإعجاب المجاميع العلمية في العالم».
ضمن شرحه بعض جوانب الافتخار للنخب والعلماء في البلاد، تكلم قائد الثورة الإسلامية حول التقدم في كل من الكيمياء الحيوية، وإطلاق الأقمار الاصطناعية وإرسالها إلى الفضاء، والإنجازات الأساسية في الصناعة النووية، وإنتاج لقاحات معقدة بما في ذلك لقاح «كورونا»، والبحوث والإنجازات التي حققها «مركز رويان للأبحاث» في مجالات مثل الخلايا الجذعية واستنساخ الحيوانات الحية، والتقدم المذهل للبلاد في صناعة الصواريخ والطائرات المسيّرة. وقال: «قبل بضع سنوات، حينما كانت تُنشر صور المعدات المتطوّرة من الصواريخ والمسيّرات، كانوا يقولون إنّها "فوتوشوب" والآن يقولون إنها خطيرة للغاية ولماذا تبيعونها وتعطونها للطرف الفلاني!».
وعقّب سماحته على ذلك بالقول: «بعض الأشخاص ينكرون حتى القدرات العظيمة للبلاد، ويطالبون بإيقاف قابلية مثل الصناعة النووية ويقولون كذباً إن العالم اليوم أدار ظهره للطاقة والصناعة النووية... لو لم نبدأ الصناعة النووية في ذاك الزمان الذي بدأناها فيه، لكُنّا دخلنا في هذا المجال بعد عشر سنوات، وكنا سنحقق نتيجةً بعد ثلاثين عاماً».
مقابل ذلك، رأى الإمام الخامنئي أن «الغفلة عن العدو» من المخاطر التي تواجه النخب، وقال: «بناءً على معلومات أكيدة تدعو أجهزة التجسس النخب تحت ستار المراكز العلمية لخداعهم واستقطابهم أو تشويه أذهانهم، ويُظهرون أنفسهم في غاية الأدب والذكاء حتى يتمكنوا من المضي قدماً في خطتهم».