الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: التطوّر العلمي لطهران يغضب الغرب
ركزت افتتاحيات الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس على مواضيع رئيسية تتعلق بمجريات لقاء آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي مع النخب الشبابية والعلمية، وأسباب الغضب الغربي من الجمهورية الاسلامية، وتراجع الديمقراطية في أميركا، وإعلان إيران استعدادها للعمل على إنهاء الحرب في أوروبا.
لقاء الإمام الخامنئي مع النخب العلمية
وبحسب الصحف الإيرانية، أشار الإمام الخامنئي في هذا اللقاء إلى مستقبل البلاد المشرق، لافتًا إلى أنه "في الثلاثة والأربعين عامًا الماضية، تحدثوا عدة مرات عن انهيار الجمهورية الإسلامية، لكن استقرار واستمرارية حركة الثورة يظهر أن هذا التحليل خاطئ وغير واقعي".
واعتبر الإمام الخامنئي النخبة العلمية والجامعة ركائز مهمة لتقدم البلاد وأضاف: "إذا كانت الجامعة مغلقة وعملية النشاط العلمي مدمرة وغير مكتملة، فهذا يخدم أهداف العدو، ولهذا السبب، حاولوا إيقاف الجامعات مرات عديدة".
وقال الإمام الخامنئي أمس إن المعدات الصاروخية والطائرات من دون طيار المتطورة، قبل بضع سنوات عندما نشرت صورها، قالوا إن هذا فوتوشوب، الآن يقولون إن الطائرات الإيرانية من دون طيار خطيرة للغاية.
واشتكى الإمام الخامنئي من بعض النخب التي تنمو في إيران ولكنها تأخذ ثمار هذا النمو وتهاجر إلى الخارج، وقال: "يجب أن تكون النخبة مع شعبها، بالطبع لا حرج في الهجرة والدراسة في جامعات الخارج، ولكن بعد الانتهاء من التعلم يجب أن يعود الطالب إلى البلاد ويستغل قدراته في تنمية البلاد".
جذور الغضب الغربي من إيران
ونشرت صحيفة "آرمان ملي" تقريرًا حاولت فيه الإجابة عن سؤال حول جذور الغضب الغربي من إيران، وهستيريا الهجوم الإعلامي والعقوبات وغير ذلك، إذ قالت: "تعود جذور غضب القوى العظمى وقلقها من إيران إلى مسألة إنتاج أسلحة ذات كفاءة، فإن الغربيين قلقون وغاضبون من إيران لأسباب مختلفة ومنها:
1.كانت إيران تشتري الأسلحة الغربية قبل الثورة، لكنها الآن لا تحتاج إلى شراء أسلحة ووصلت إلى الاكتفاء الذاتي في تصنيع الأسلحة.
2.وصلت أسلحة إيران إلى نسبة من التقدم بحيث تستطيع إيران تصديرها.
3.تمكنت إيران من التشكيك في صورة وكفاءة الأسلحة الغربية.
4.اعتاد العالم الغربي على الحصول على المعلومات العسكرية للدول من خلال تدريب طياري الدول التي اشترت الطائرات الحربية ووجود مستشاريها العسكريين بين جيوش العالم، لذلك، عندما لا يعودون قادرين على بيع الطائرات، لا يمكن إبلاغهم بالاستعدادات والتطورات العسكرية في البلدان الأخرى.
5.تمكنت إيران من التشكيك في فاعلية الأنظمة الدفاعية للدول الغربية، من باتريوت إلى القبة الحديدية، على مراحل مختلفة، تم التشكيك في نظام القبة الحديدية في تل أبيب وباتريوت في السعودية.
وداع الأميركيين الصامت للديمقراطية
واهتمّت كلّ من صحيفة "مردم سالاري" و"إيران" بتقرير أوردته وكالة "أسوشيتيد برس" حول استطلاع جديد أجري في الولايات المتحدة الأميركية يُظهر أن العديد من مواطني هذا البلد ليس لديهم نظرة متفائلة عن حالة الديمقراطية وطريقة انتخاب مسؤوليهم.
وبناء عليه، قالت "مرّ عامان على الانتخابات الرئاسية المثيرة للانقسام في الولايات المتحدة وما تمت مناقشته حول عمليات تزوير واسعة النطاق وهجمات عنيفة على مبنى الكونغرس في هذا البلد، فإن العديد من الأميركيين متشائمون الآن بشأن حال الديمقراطية في بلادهم، أظهر استطلاع مشترك لهذه الوكالة الإخبارية مع مركز أبحاث الشؤون العامة في نيويورك أن 9٪ فقط من الأميركيين البالغين يعتقدون أن الديمقراطية تعمل بشكل "جيد جدًا" في بلادهم، بينما يعتقد 52٪ منهم أن الديمقراطية لا تعمل بشكل جيد في أميركا".
وأضافت: "هذا العام، 68 في المائة من الجمهوريين لديهم نفس هذا الرأي، بينما قبل عامين، كان 32 في المائة من الجمهوريين يؤمنون به".
وبحسب "مردم سالاري"، فقد انخفض منظور سير الديمقراطية في أميركا من 63٪ إلى 40٪ من وجهة نظر الديمقراطيين المنتمين إلى نفس حزب الرئيس جو بايدن، وأظهر الاستطلاع أيضًا أن غالبية الجمهوريين، بما في ذلك 58٪ منهم، ما زالوا يعتقدون أن انتخابات 2020 الأميركية التي أدت إلى فوز بايدن تفتقر إلى الشرعية.
جمود المفاوضات
ونقلت الصحف الإيرانية عن وكالة "رويترز" أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي قال إن هذه المفاوضات الآن في "طريق مسدود" ردًا على سؤال حول مفاوضات إحياء الاتفاق النووي.
وبحسب تقرير "رويترز"، قال جروسي إن الوكالة ليس لديها معلومات أساسية ومهمة حول النشاط النووي الإيراني بسبب القيود المفروضة في الأشهر الأخيرة على وصولها إلى المنشآت النووية الإيرانية لإجراء عمليات التفتيش.
أمّا "مردم سالاري" فنقلت عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قوله خلال مؤتمر صحفي سابق: "لقد تم إحراز الكثير من التقدم في هذه المفاوضات، وهذا المسار هو مسار ذو اتجاهين، وسيتم الوصول إلى مسار ذي اتجاهين، ونأمل أن تلتزم الأطراف المتعارضة بعملية التفاوض وتتحرك في اتجاه تؤدي فيه الجهود المبذولة في هذا المجال إلى النتيجة المرجوة".
إيران مستعدّة لإنهاء الحرب في أوروبا
إلى ذلك نقلت الصحف الإيرانية اليوم مجريات الاتصال الهاتفي الذي دار بين رئيس الجمهورية الإسلامية السيد إبراهيم رئيسي، والرئيس البولندي "أندريه دودا"، حيث أكد الرئيس الإيراني أن علاقات بلاده مع طرفي الحرب في أوروبا تاريخية وشاملة، ورفض بعض المزاعم غير الموثقة عن إيران والناجمة عن السياسات المنحازة للدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأوضح السيد رئيسي أن موقف إيران المؤكد منذ بداية الحرب في أوروبا كان معارضة الصراع والحرب، وأن جمهورية إيران الإسلامية مستعدة لاستخدام كل طاقاتها الواسعة، بما في ذلك المجال الدبلوماسي لإنهاء الحرب في أوروبا.
ووصف السيد رئيسي استضافة إيران للاجئين البولنديين خلال الحرب العالمية الثانية بأنها أحد المعالم البارزة في العلاقات بين البلدين، وهي تظهر رؤية الأمة الإيرانية واستراتيجيتها في الوقوف إلى جانب المظلومين.
ونقلت الصحف الإيرانية عن الرئيس البولندي تأكيده أن جمهورية إيران الإسلامية سعت على الدوام لتوسيع وتعزيز السلام والاستقرار في العالم، ودعا إلى تحسين مستوى التعاون بين البلدين على الساحتين الثنائية والدولية.