الخليج والعالم
"هيومن رايتس ووتش": تركيا تُرحّل اللاجئين السوريين بقوة السلاح
انتهجت تركيا خلال مراحل الأزمة السورية أسلوب الحرب الناعمة من خلال دعم الجماعات التكفيرية الإرهابية من "داعش" و"النصرة"، وحشد المواقف الإقليمية والدولية في محاولة لإسقاط النظام السوري. بعدها انتقلت تركيا الى الحرب بالمباشر عبر قصف العديد من المواقع السورية الحدودية وحشد القوات العسكرية والأسلحة في المنطقة الحدودية. اليوم، وبعد كل ما أنتجته أنقرة من دمار وتقوية الجماعات المسلحة في سوريا، تعمد تركيا للتعامل مع اللاجئين السوريين بكل قسوة -بحسب ما كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش"- وتجبرهم على العودة إلى بلادهم بقوة التهديد والسلاح، ورغم أن غالبية المناطق السورية باتت آمنة والعودة ضرورية، إلا أن ذلك لا يبرّر الأسلوب الذي تعتمده أنقرة.
وفي التفاصيل، كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير أن تركيا اعتقلت ورحلت مئات اللاجئين السوريين رجالًا وصبية هذا العام، واحتجزتهم تعسفيًا، وأجبرتهم على العودة إلى شمال سوريا. ونقلت المنظمة عن عشرات اللاجئين قولهم إن المسؤولين الأتراك "ضربوا وأساءوا إلى معظم اللاجئين"، قبل إجبارهم على عبور الحدود إلى شمال سوريا تحت تهديد السلاح.
وفي حين لم تعلق وزارة الداخلية التركية على هذه الأقوال، نقلت "هيومن رايتس ووتش" عن رئيس وكالة الهجرة التركية سافاس أونلو، وصفه لاستنتاجات المجموعة بأنها "لا أساس لها من الصحة"، وقال إن تركيا تمتثل للقانون الوطني والدولي.
وقالت "هيومن رايتس ووتش" إن عمليات الترحيل، التي حدثت بين شباط/فبراير وتموز/يوليو، "توفر نقطة مضادة صارخة لسجل تركيا في الكرم كمضيف للاجئين أكثر من أي بلد آخر في العالم، وحوالى أربعة أضعاف عدد الاتحاد الأوروبي بأكمله".
وتابع التقرير أن اللاجئين أجبروا على التوقيع على استمارات لا يسمح لهم بقراءتها، لكنهم فهموا أنها ترقى إلى مستوى الموافقة على "العودة الطوعية" إلى سوريا.
وأكد التقرير أن كثيرين قالوا إنهم رأوا مسؤولين أتراكًا يضربون رجالًا آخرين رفضوا التوقيع في البداية، لذلك شعروا أنه ليس لديهم خيارًا آخر.
وأضاف التقرير أن تركيا ملزمة "باحترام مبدأ عدم الإعادة القسرية، الذي يحظر إعادة أي شخص إلى مكان قد يواجه فيه خطرًا حقيقيًا بالاضطهاد أو التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة السيئة، أو تهديدًا للحياة".