الخليج والعالم
الصحف الإيرانية تكشف الدعم الغربي لأعمال الشغب في البلاد
تناولت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم عددًا من المواضيع، وأبرزها استمرار الدعم الغربي لأعمال الشغب في الجمهورية الإسلامية.
صحيفة "إيران" اهتمّت بمقال لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية (FDD) - وهي إحدى المؤسسات الصهيونية والمناهضة لإيران والمقربة من الجمهوريين الأمريكيين، تحت عنوان "أقصى دعم للشعب الإيراني؛ استراتيجية جديدة"، حيث عبّرت المؤسسة عن الاستراتيجية الرئيسية للتعامل مع إيران في ظروف الاضطرابات. وقالت المؤسسة - التي كانت المنظر الرئيسي لحملة الضغط الأقصى التي شنها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على إيران - إنه من أجل تقديم الدعم الكامل لحركة الاحتجاج، يجب على البيت الأبيض أن يوضح أن جميع المقترحات لتخفيض العقوبات المفروضة على النظام غير مطروحة على الطاولة، في حين أن إبقاء الباب مفتوحًا أمام الاتفاق النووي يضعف المحتجين ويقوي النظام.
وأضافت صحيفة "إيران" أن المسؤولين في واشنطن بعد أن لاحظوا عدم جدوى هذا الإجراء، بعثوا برسائل إلى طهران لمواصلة الحوار من أجل الوصول إلى ختام مفاوضات رفع العقوبات. وذكرت المؤسسة أن دعم المشاغبين إلى جانب العقوبات والإجراءات العقابية ضد إيران يمكن أن تكون استراتيجية مهمة لاستمرار أعمال الشغب في البلاد.
وأشارت صحيفة "إيران" إلى أن معدّ هذا التقرير في هذه المؤسسة المعادية لإيران هما إيرانييان اثنان، وقد عملا في حرب العدو المشتركة ضد إيران، موضحةً أنها تابعة للرأسماليين الصهاينة، وقد دعمت دائمًا أشد العقوبات ضد إيران في كتاباتها وتحاول إغلاق أي شريان اقتصادي لطهران.
واعتبرت الصحيفة أن الأدلة تظهر أن الأمريكيين يحاولون التغلب على عيوب خططهم بمساعدة التيارات المشاغبة والعنيفة في الداخل.
وقد تشاور مؤخرًا نائب رئيس وزارة الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان والممثل الخاص لأميركا في شؤون إيران وروب مالي، مع المسؤولين الأوروبيين للحصول على "أقصى دعم" للاضطرابات في إيران.
وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، أمس، استدعاء سفير إيران باتهامات كاذبة بشأن تهديدات لبعض الصحفيين المقيمين في لندن.
وفي هذا الصدد، انتقد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة السلوك المزدوج لبعض الحكومات الغربية، واعتبر محاولتها عقد اجتماع خاص لمجلس حقوق الإنسان بشأن إيران خطوة فاشلة. وأكد أنه يجب تشكيل اجتماع مجلس حقوق الإنسان للحكومات التي تروج للعنف والإرهاب، وليس جمهورية إيران الإسلامية، التي تدافع عن حقوق الإنسان ومارست بعمق ضبط النفس في الاضطرابات الأخيرة.
تطوّر إيران الصاروخي
من جانبها، تحدثت صحيفة "وطن أمروز" عن تجربة الحرب المفروضة لمدة 8 سنوات مع البعث العراقي بعد انتصار الثورة، والتي صاحبها دعم شامل من دول العالم، وقالت إن إيران كانت غير قادرة حتى على إنتاج الأسلاك الشائكة كأقل سلاح عسكري، وهذا ما دفعها إلى بدء مشروع التقدم والاكتفاء الذاتي في نهاية المطاف في المجال العسكري.
ونقلت "وطن أمروز" إعلان قائد القوة الجوية للحرس الثوري الإيراني اللواء حاجي زاده عن تطوير صاروخ باليستي متقدم تفوق سرعته سرعة الصوت، حيث قال إن هذا الصاروخ له سرعة عالية ويمكنه المناورة داخل وخارج الغلاف الجوي، وسيمر عبر جميع أنظمة الدفاع الصاروخي ولا أعتقد أنه سيتم العثور على تكنولوجيا يمكنها التعامل معه لعقود.
وأكدت "وطن أمروز" أن اختبار إيران للصاروخ الأسرع من الصوت والكشف عنه سيخيف الكيان الصهيوني أكثر من أي شيء آخر، نظرًا لعدم وجود تقنية ونظام للتعامل مع الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، فإن نظام القبة الحديدية للنظام الصهيوني لن يكون قادرًا على التعامل مع مثل هذه الصواريخ أيضًا. لذلك، فإن حصول إيران على صواريخ تفوق سرعة الصوت سيصبح كابوسًا للكيان الصهيوني. وفي هذا الصدد، نقلت "وطن أمروز" حديث صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية حول تصريحات قائد القوة الجوية للحرس الثوري الإيراني، اذ لفتت إلى أن "إسرائيل" كانت قلقة من صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت في المنطقة قبل وقت طويل من إعلان جمهورية إيران الإسلامية أنها طورت مثل هذه الأسلحة.
وبحسب موقع "فوكس نيوز"، فقد قال المتحدث باسم البنتاغون (وزارة الحرب الأمريكية) لشؤون الشرق الأوسط الكولونيل روب لودويك، ردًا على نجاح إيران الجديد، إن البنتاغون على دراية جيدة بهذا التقرير، مشككًا في نجاح إيران الجديد، حيث ادعى أن هناك شكوكًا في هذا المجال. وأضاف: "كعادتنا نمتنع عن إفشاء التقارير المعلوماتية في مثل هذه القضايا الحساسة، وسنواصل مراقبة تطوير ايران وانتشار الصواريخ المتطورة والتكنولوجيا ذات الصلة عن كثب".
وختامًا، ذكرت "وطن أمروز" أن الكشف عن الصاروخ فوق الصوتي المتقدم من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية يعبر عن التقدم الكبير والملحوظ في المجال العسكري، وأن امتلاك إيران لجيل جديد من الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت سيزيد من قوة الردع الإيرانية في المنطقة والعالم.
البرنامج النووي
في سياق آخر، تناولت صحيفة "مردم سالاري" اليوم تقرير وكالة "رويترز" الذي تحدثت فيه عن تقريرين سريين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أثناء تقديم معلومات جديدة حول أنشطة إيران النووية، حيث زعمت رويترز أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيعقدون اجتماعًا فنيًا مع المسؤولين الإيرانيين حول رد إيران على الأسئلة الأخيرة الموجهة لها من الوكالة.
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إسنا"، نقلاً عن وكالة رويترز في أحد التقريرين السريين اللذين تم نشرهما، ورد: "تتوقع وكالة الطاقة تلقي إجابات موثوقة تقنيًا حول هذه القضايا، وتود الوصول إلى المواقع والمواد والقدرة على إجراء أخذ العينات".
في الوقت نفسه، ترددت أنباء عن زيارة مسؤولي الوكالة لطهران، وكرر "رافائيل غروسي"، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مزاعمه ضد جمهورية إيران الإسلامية في مقابلة مع "رويترز"، وزعم غروسي أن الوفد الإيراني لم يقدم أي جديد بخصوص برنامج إيران النووي في لقائه الأخير في فيينا، وفقًا للصحيفة.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، في مؤتمر صحفي، وردًا على سؤال حول ادعاء وكالة رويترز بشأن زيادة مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، قال: "لا أستطيع أن أقول الكثير عنها لأنني لست في موقف مناقشة تفاصيل التقرير الذي لم يتم نشره بعد"، وأضاف: "لقد قلنا بوضوح إننا نؤيد استقلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونعرب أيضًا عن قلقنا من عدم إحراز أي تقدم في توضيح وحل قضايا الضمانات الإيرانية المتبقية".
وختمت "مردم سالاري" قائلة إنه على الرغم من حقيقة أن المسؤولين الإيرانيين أعلنوا مرارًا وتكرارًا أن طهران مستعدة للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في قضايا الضمانات، بعيدًا عن رفع دعاوى سياسية ضد برنامج إيران النووي، ادعى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن ما رأيناه من إيران بدلًا من ذلك هو مجرد إضاعة الوقت.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024