الخليج والعالم
الرئيس الصيني في السعودية.. ماذا في خلفيات الزيارة؟
وصل الرئيس الصيني، شي جين بينغ، اليوم الأربعاء، إلى السعودية في زيارة رسمية تستغرق 3 أيام، بدعوة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وتعدّ الزيارة الثالثة التي يقوم بها بينغ للخارج منذ ظهور وباء كوفيد، والأولى له للسعودية منذ عام 2016.
وقال التلفزيون المركزي الصيني: "وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ على متن طائرة خاصة إلى العاصمة السعودية الرياض"، مشيرًا إلى أنّ بينغ سيشارك بعقد أول قمة صينية - عربية في الرياض.
وتأتي زيارة الرئيس الصيني إلى الرياض في وقت تصاعدت فيه حدة الخلاف والتوتر في العلاقات السعودية الأميركية على خلفية قرار منظمة "أوبك+" بخفض إنتاجها من النفط بمعدل 2 مليون برميل يوميًّا، وخلافًا لرغبة واشنطن بزيادة الإنتاج لسد النقص الحاصل في إمدادات النفط والغاز الروسي جراء العقوبات الغربية على موسكو.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد اتهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالتضامن مع روسيا من خلال قرار "أوبك+".
في الأثناء، علّق البيت الأبيض، الأربعاء، على زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية، وقال: إنّها "مثال على محاولات الصين بسط نفوذها في أنحاء العالم، وإنها لن تغير سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط".
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس "الأمن القومي" في البيت الأبيض للصحفيين إنه "من المؤكد أنّ جولات الرئيس شي ليست مفاجأة"، لكن الولايات المتحدة تركز على شراكتها في المنطقة.
وأضاف "ندرك أن الصين تحاول بسط نفوذها حول العالم".
ويرى خبراء أنّ زيارة بينغ إلى السعودية ستكون ضربة قوية للنفوذ الأميركي في منطقة "الشرق الأوسط"، وتعمّق حدّة الخلافات بين الرياض وواشنطن.
وتتميز الزيارة الحالية بأن الجانبين حريصان على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية في ظل الأوضاع الجيوسياسية الراهنة، فيما تحمل الزيارة في جدولها عقد لقاءات رسمية مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده.
وتشمل الزيارة أيضًا عقد قمة سعودية - صينية، وقمة صينية - خليجية، وقمة عربية - صينية، بمشاركة عدد من قادة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية.
وتوقعت وسائل إعلام سعودية، أن يتم خلال هذه الزيارة توقيع عقود واتفاقات كبيرة تصل قيمتها إلى نحو 30 مليار دولار، بالإضافة إلى عقد اتفاقات سياسية.
وتجمع بكين والرياض علاقات استراتيجية على أكثر من صعيد أبرزها في قطاع الطاقة والنفط، حيث تعتبر الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وتعد أحد أهم مشتري المنتجات النفطية السعودية، فضلًا عن أن الرياض تلعب دورًا كبيرًا في الاقتصاد الصيني من خلال شراء استثمارات ضخمة خلال الأعوام الأخيرة.