الخليج والعالم
نائب بريطاني مرتشٍ من آل خليفة يعتدي على حقوقي بحريني في لندن
سلّط الإعلام البريطاني الضوء على واقعة تعدٍّ لفظي وإهانات وجّهها نائب حزب المُحافظين البريطاني بوب ستيوارت لمدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية أحمد الوداعي الذي رفع شكوى قضائية ضدّه.
وأكدت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن شرطة سكوتلانديارد في لندن فتحت تحقيقًا في الواقعة، بناءً على شكوى الوداعي، بعد مشادةٍ كلامية بينه وبين النائب ستيوارت، الذي طالب الوداعي بأن "يغرب عن وجهه".
بدورها، قالت صحيفة الغارديان إنّ الوداعي تقدّم بشكوى ضدّ ستيوارت، بعد مطالبته بالرجوع إلى موطنه البحرين الذي تعرّض فيه للتعذيب، بسبب مشاركته في احتجاجات شباط/ فبراير2011، وقال الوداعي في الشكوى إنّ تعليقات النّائب البريطانيّ ستيورات "ترقى إلى الإساءات العنصريّة"، وإنّه قد أبلغ حزب المحافظين بالحادث.
ونشر موقع هيئة الإذاعة البريطانيّة "بي بي سي" مقطع فيديو للمشادة الكلامية بين الوداعي وستيوارت، بعد مشاركة الأخير في حفل استقبالٍ أقامته السفارة البحرينية في لندن، وظهر الوداعي وهو يتهم ستيورات بتلقيه هدايا وأموال كرشاوى من حكومة البحرين، مقابل تحسين صورة الانتهاكات في الدولة الخليجيّة.
وسأل الوداعي النائب البريطاني عن رحلته التي دفعتها له الحكومة البحرينيّة قبل الانتخابات النيابيّة الأخيرة، وقال له: "بكم بعتَ نفسك للنظام البحريني؟ إنّك تسحب الأموال من بلدي، ارحل"، فيما ردّ ستيوارت على الوداعي بالقول: "البحرين مكان رائع، وأنا أكرهك، ارجع إلى بلادك لأنّك تأخذ أموالًا من بلادي".
ونقلت صحيفة الـ"ديلي ميل" البريطانيّة عن الوداعي وصفه لمطالبته بالرحيل إلى البلد الذي عذّبه بعنف، بأنها "انتهاكات عنصرية"، وقال: "لا ينبغي أن يتعرّض أيّ شخصٍ للانتهاكات العنصريّة، لا سيّما بسبب محاسبة نائب برلمانيّ لقبوله هدايا سخيّة من أحد أكثر الأنظمة قمعيّة في العالم".
وأضاف الوداعي "ستيوارت يعمل بمثابة النّاطق بلسان الحكومة البحرينيّة، من خلال إنكاره العلنيّ لانتهاكات حقوق الإنسان سيّئة السّمعة، والموثّقة على نطاقٍ واسعٍ، وأدانتها الأمم المتّحدة".
وستيوارت، هو ضابط سابق في الجيش البريطانيّ، أشاد بالنظام الحاكم في البحرين، وقال بعد زيارات متكررة إلى هذا البلد إنّ "البحرين مكان رائع للعيش فيه، ويمكنك أن تعبد أيّ شيء تريده في البحرين.. يمكنك أن تعبد شجرة".
وأشارت الـ"ديلي ميل" إلى سجلات برلمانية تكشف أنّ ستيوارت سجّل رحلات طيران وإقامة ووجبات بقيمة 5349 جنيه إسترليني، خلال رحلةٍ استغرقت أربعة أيام إلى البحرين في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، وقد دفعتها وزارة الخارجية البحرينية.
وذكر موقع "بي بي سي" أنّ ستيوارت دافع في السابق عن البحرين، وقال في نقاشٍ لمجلس العموم في كانون الثاني/ يناير الماضي: "لا يوجد في البحرين سجناء سياسيون، جميعهم سجناء لأنّهم ارتكبوا جريمة"، لافتة إلى الزيارات المتكررة لستيورات إلى المنامة.
تجدر الإشارة الى أن منظّمات حقوقيّة دولية اتهمت البحرين بارتكاب انتهاكاتٍ خطيرة لحقوق الإنسان، بينها "منظمة العفو الدولية"، وأكدت ممارسة التعذيب وقمع حريّة التعبير بعد خروج المتظاهرين إلى الشوارع للمطالبة بمزيدٍ من الحقوق في العام 2011.
