معركة أولي البأس

الخليج والعالم

كوفيد-19.. كابوس يعود في العام الجديد
24/12/2022

كوفيد-19.. كابوس يعود في العام الجديد

لم يكد العالم يلتقط أنفاسه جراء كورونا ومتحوراته، حتى عاد الحديث عن تفشيه بقوة أكبر ليجد العالم نفسه أمام عام صعب محفوف بالمخاطر الصحية والأمنية.

وفي تطور جديد، حذر تقرير نشرته مجلة "نيتشر" البريطانية من عودة قوية مدمرة لفيروس "كوفيد-19"، مشيرة إلى الصين التي باتت تعاني الآن تحت الضربات القوية للفيروس ومتحوراته، رغم اعتبار العالم أنه قد تجاوز المرض وتداعياته، حتى أن الدول عادت إلى منحنيات الحياة الطبيعية، وأنهت الحكومات عمليات الإغلاق وأعادت فتح المدارس وقلصت أو تخلت عن سياسة ارتداء الكمامات.

وقال التقرير، إن المشاهد الحالية الواردة من الصين تذكرنا بالفوضى التي أحدثها متحور "أوميكرون" في هونج كونج منذ ما يقرب من عام.

ويشير إلى أن الصين ربما تكون شهدت تفش واسع النطاق للفيروس مجددًا، وأن البلاد تواجه احتمال وفاة ما يصل إلى مليون شخص خلال العام المقبل، ناهيك عن حالات الغياب الواسعة في أماكن العمل بسبب الإصابات والوفيات، وما يسببه ذلك من اضطراب الاقتصاد الصيني والعالمي.

ويبدو، بحسب التقرير، أن معظم الصينيين ليسوا مستعدين مناعيًا لمواجهة متحورات "كوفيد-19" وخاصة "أوميكرون"؛ حيث تلقوا اللقاح ضد السلالة الأساسية للفيروس، وتبدو أجهزة المناعة الخاصة بهم تعاني بشكل خاص من هذا المتحور.

ومن المرجح أن تكتشف الصين ما اكتشفته الدول الأخرى ذات التعرض المحدود السابق للفيروس خلال العام الماضي: أنه لن تكون هناك موجة "خروج" واحدة، للإشارة إلى رفع قيود الوباء.

ومن المحتمل أن تتبع موجات أخرى من العدوى والموت، إما من المتغيرات الجديدة التي تظهر في السكان، أو من المتغيرات المستوردة حيث تفتح الدولة حدودها للزوار.

وفي أماكن أخرى، تفسح الطفرات المتكررة للفيروس والوفيات التي تسببها الطريق أمام صخب مستمر من الخسارة، فضلاً عن الوهن الناجم عن "كوفيد طويل الأمد"، كما أثر التركيز على "كوفيد-19" على جهود مكافحة أمراض أخرى خطيرة، مثل الإيدز والملاريا والسل.

وعلى الرغم من صعوبة الحصول على تعداد دقيق، إلا أن معدلات الوفيات الإجمالية في العديد من البلدان لا تزال أعلى مما كانت عليه قبل تفشي "كوفيد-19" لأول مرة في بداية عام 2020، بحسب التقرير.

وما يزيد من المشكلة، هو أن حملات التطعيم ضد "كوفيد-19" توقفت بالفعل في العديد من البلدان، وكان استقبال الجرعات المعززة مخيبًا للآمال في دول كثيرة، بالرغم من دورها المهم في تقليل الإصابات والوفيات بشكل كبير.

تكمن إحدى طرق تجديد جهود التطعيم في التكنولوجيا، حيث يجري تطوير لقاحات الغشاء المخاطي، وهو اللقاح الذي تم تصميمه ليت توصيله للجسم عن طريق الأنف أو الفم، ويأمل العلماء أن يؤدي إلى تحفيز مناعة تعقيم تمنع انتقال العدوى - وليس المرض الشديد فقط.

وافقت الصين على جرعة معززة قابلة للاستنشاق ولقاح أنفي، وأقرت الهند لقاحًا أوليًا من جرعتين من قطرة الأنف، كما وافقت كل من إيران وروسيا على لقاح مخاطي، لكن الباحثين ينتظرون البيانات للتحقق مما إذا كان أي من هذه اللقاحات فعالة في إيقاف "SARS-CoV-2".

ومع التوقعات باستمرار ظهور متحورات متعددة من "كوفيد-19" خلال العام المقبل، تتعزز أهمية عودة استراتيجية التلقيح المعزز لمن تلقوا اللقاح سابقًا، لا سيما الأطفال وكبار السن أو من يعانون من أمراض نقص المناعة، كما يقول التقرير.

ويجب بشكل خاص، تعزيز جهود التلقيح في الدول ذات الداخل المنخفض، والتي عانت من بطء تلقي اللقاحات بسبب اكتناز الدول الغنية له، أو إرساله للدول الفقيرة بينما تقترب صلاحيته من الانتهاء، ويجب تعزيز جهود الدول الفقيرة أيضًا للعودة إلى معالجة الأولويات المهمة، مثل أمراض الإيدز والملاريا والسل ووفيات الأطفال.

وفي أيار/ مايو المقبل، ستقدم هيئة التفاوض الحكومية الدولية التابعة لمنظمة الصحة العالمية تقريرًا مرحليًا عن المداولات حول إصدار صك دولي – سيكون شبيها بمعاهدة دولية ملزمة- بشأن التأهب للأوبئة المقبلة والاستجابة لها.

ولكن مع انتقال الانتباه إلى الاستعدادات لـ "المرض X" - العامل الممرض الذي لم يُعرف بعد والذي يمكن أن يتسبب في الوباء القادم، لا يجب تجاهل حقيقة أن "كوفيد-19" لم ينته، ويجب دعم أنظمة الرعاية الصحية التي تعاني من ترنح السنوات الثلاث الماضية، وتعزيز القدرة على تصنيع اللقاحات في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

فيروس كورونا

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم