الخليج والعالم
نجاح الزيارة الرجبية.. رسالة متعددة المعاني والدلالات
عادل الجبوري
حققت الزيارة الرجبية للعتبات المقدسة هذا العام نجاحاً باهراً، وقد اشار قائد عمليات بغداد الفريق الركن جليل الربيعي، الى ان الزيارة الرجبية هي الاكثر تنظيماً عن السنوات الماضية، بتعاون الزائرين والمواطنين مع القوات الامنية، والتنسيق الكبير مع المواكب والحشد الشعبي والوزارات المساندة من النقل والصحة وأمانة بغداد ووزارة التجارة والجهات الاخرى، مشدداً على أنه لم يُسجل أي خرق أمني في الزيارة كون الخطط مدروسة.
وفي سياق متصل اعلن الامين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الدكتور جمال الدباغ، أنه "بلغ عدد الزائرين خلال أسبوع ولغاية الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم الثلاثاء خمسة ملايين ومائة وخمسين الف زائر، ونتوقع ارتفاع هذا الرقم".
هذا في حين، اكد المتحدث باسم امانة بغداد حكيم عبد الزهرة، ان تراكم الخبرات ساهم بإنجاح الزيارة، ولكن هذا العام كان مستوى التنسيق عاليا مع عمليات بغداد في تنقل آلياتنا الخدمية، ونفذنا الخطة بشكل يسير وحل اي اشكاليات تحصل، وكان عدد البلديات المشاركة في الزيارة هو اربع عشرة بلدية، وأكثر من مائتي الية مختلفة، وألفي عامل بلدي، فضلا عن انه كان للمتطوعين دور مهم.
ولعل الامر اللافت في هذا العام، انه لم تقع اي عمليات ارهابية خلال مراسيم الزيارة، وهذا يعد مؤشراً مهما على نجاح الخطة الامنية التي وضعت من قبل الجهات المعنية المتمثلة بوزارات الداخلية والدفاع والامن الوطني، والحشد الشعبي الى جانب جهاز المخابرات الوطني ومديرية مكافحة الارهاب. بالتالي نجاح الخطة الامنية، ساهم بشكل كبير في نجاح وانجاح الخطط الاخرى ذات الطابع الخدمي واللوجيستي.
وهذا النجاح المتعدد الجوانب والابعاد، ما كان له ان يتحقق لولا الخطط العملية المدروسة، وتوجيهات وتوصيات المرجعيات الدينية. ولا شك ان ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام، مثلت فرصة مناسبة لتثبيت وتأكيد جملة حقائق ومعطيات ذات طابع انساني وسياسي معا حيث اتاحت لملايين العراقيين على اختلاف انتماءاتهم المذهبية والدينية والسياسية استذكار فاجعة جسر الائمة في ذكراها السنوية الرابعة عشرة بفعل الارهاب التكفيري الوهابي، حيث تسببت باستشهاد اكثر من الف شخص.
وأكد مرور مراسيم الزيارة المليونية بسلام، من خلال الاداء الناجح والموفق للاجهزة الامنية والعسكرية والخدمية لمختلف مؤسسات الدولة.
كما ان ذكرى استشهاد الامام الكاظم عليه السلام كشفت بوضوح وجلاء عن عمق التلاحم والتكاتف الحقيقي بين ابناء الشعب العراقي الواحد، وحرصهم على التعبير عن ذلك التلاحم والتكاتف باجمل صوره من خلال احياء هذه الذكرى العظيمة.
كما اظهرت كفاءة وقدرة وفاعلية الاجهزة الامنية والعسكرية للدولة في الامساك بزمام الامور في ظل حشود جماهيرية ضخمة تقاطرت على مرقدي الامامين موسى الكاظم ومحمد الجواد عليهما السلام من بغداد ومختلف المدن والمحافظات العراقية الاخرى. ما يظهر حسن تصرف الدولة على الصعيد السياسي وانسجام اجهزتها ومؤسساتها، وطرح خطاب سياسي واحد بعيدا عن التناقضات والتقاطعات والمواقف والرؤى المختلفة.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
24/11/2024
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
24/11/2024