الخليج والعالم
مسؤول سابق في CIA: توطيد الشراكة مع "إسرائيل" ليس في صالح أميركا
توقّف المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بول بيلار في مقال نشرها موقع Responsible Statecraft عند التقارير التي تتحدّث عن تعزيز الولايات المتحدة لتحالفها العسكري مع "إسرائيل"، وقال إن الدخول في تحالف عسكري مع أيّة جهة أجنبية يُعدّ خطوة كبيرة تحمل معها مخاطر عظمى، وخاصة خطر الانجرار إلى حرب "لطرف آخر".
وشدّد على أنّ أية خطوة من هذا النوع يجب ألّا تُتخذ من دون الدراسة المعمقة لمعرفة ما إذا كان التحالف ضروريًا من أجل خدمة مصالح أمنية تحمل مكاسب تفوق الأثمان والمخاطر الناتجة عنها، وأضاف "ما من مؤشرات علنية تفيد بأن تعزيز الشراكة العسكرية مع "إسرائيل" أعطيت مثل هذه الاعتبارات".
وتابع الكاتب "الشروط التي تبرر مثل هذه الالتزامات تتضمن تهديدًا عسكريًا حقيقيًا من قوى معادية، وهذا التهديد يجب أن يفوق قدرة الأطراف داخل التحالف على التصدي لها وحدها. التهديد فيما لو نفذ ولن يلقى ردًا، ويجب أن يؤدي إلى نتائج جيوسياسية تلحق ضررًا حقيقيًا بالمصالح الأميركية".
وبحسب الكاتب، التحالف يجب ان يعطي مكاسب للولايات المتحدة وليس فقط أطراف الاتفاق الأخرى. الشروط الضرورية من أجل تبرير إنشاء التحالف تصبح مرجّحة أكثر عندما تكون هناك قيم أساسية مشتركة.
وأشار الكاتب الى أن الاحتلال والقمع الذي يمارس في الأراضي الفلسطينية لا يخدم المصالح الأميركية بل يتناقض وهذه المصالح، فهو يتسبب باستمرار النزاع ويشكل مصدرًا لعدم استقرار، لافتًا الى أنه ليس هناك من قيم مشتركة توحّد ما بين أميركا و"إسرائيل كما "للقيم الليبرالية الديمقراطية" التي توحد أميركا مع غرب أوروبا، وفق تعبير الكاتب.
بيلار أردف "النظام القانوني الإسرائيلي ومفهوم المواطنة قائمان على التمييز على أساس الانتماء العرقي والديني"، متوقعًا أن تزداد "فجوة القيم" مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
ووفق الكاتب، بعض المعلقين يقولون إن توطيد العلاقات بين "إسرائيل" وبعض الدول العربية يجعل من التعاون العسكري الوطيد مع "تل أبيب" خيارًا أكثر أمنًا، واعتبر أن إدخال دول عربية مستبدة مثل الإمارات والبحرين يزيد من احتمالات جرّ الولايات المتحدة إلى نزاع طرف آخر.
وأضاف "توطيد العلاقات بين "إسرائيل" وبعض الأنظمة المستبدة لن يقلّل من أهمية القضية الفلسطينية لدى الشارعين العربي والإسلامي، وهذا ظهر بشكل واضح في بطولة كأس العالم في قطر".
وتحدث الكاتب عن احتمالات حقيقية بأن تشعل "إسرائيل" حربًا جديدة مع إيران، وهو السيناريو المفضل لدى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لناحية أن تتحمّل الولايات المتحدة وليس "إسرائيل" أعباء وأثمان مثل هذه الحرب.
كما حذر من قدرة نتنياهو على التلاعب في الاحداث من أجل تحقيق هكذا سيناريو، مشيرًا إلى سجل "إسرائيل" الطويل من العمليات السرية ضد إيران.
وخلص الكاتب الى أنّ التحالف العسكري مع "إسرائيل" عموماً لا يأتي بمكاسب تذكر للولايات المتحدة بل يحمل معه أثمانًا ومخاطر حقيقية، وخاصة تلك التي تتمثل الانجرار إلى حرب تشنّ ليس من أجل المصالح الأميركية، بل من أجل تحقيق أهداف نظام أجنبي.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024