الخليج والعالم
تثبيت سعر الصرف في طهران يتصدّر اهتمامات الصحف الإيرانية
ركزت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم على عدد من المواضيع، أهمها السياسة التي اعتمدها البنك المركزي في المحافظة على سعر الصرف، إذ أعلن المحافظ الجديد محمد رضا فرزين عن تثبيت سعر الصرف كسياسة جديدة له، في ظل التصاعد المستمر لسعر صرف التومان الإيراني مقابل الدولار.
وبحسب صحيفة " كيهان"، فقد قال محمد رضا فرزين - الذي تم تعيينه مؤخرًا - في مقابلة إن أهمّ مهمة للبنك المركزي هي السيطرة على التضخم والتحكم في سعر الصرف، وهذان المتغيران المهمان من الأولويات، ويجب أن يتم ذلك بالتعاون مع جميع المديرين ووزراء الاقتصاد في الحكومة.
وأضاف: "إذا أردت أن أعبر عن سياسة العملة الجديدة في جملة واحدة، فسأقول إن سياستنا الجديدة هي سياسة الاستقرار، وسنعمل على استقرار العملة وسنحل بالتأكيد هذا القلق الذي يساور الناشطين الاقتصاديين في البلاد".
وردًا على سؤال مفاده أن تقلبات العملة هذه الأيام والتضخم قلل من ثقة الناس في بعض السياسات الاقتصادية، قال فرزين: "كان هناك قصور في السياسات السابقة ويجب أن نتبنى نهجًا جديدًا، وسيكون جهدنا هو تقليص سوق العملات الحرة باستمرار وتقليل احتياجاتها وتقريب السعر من السوق الرسمي".
واعتبرت "كيهان" أن الغريب أنه بعد انتهاء حديث المحافظ الجديد للبنك المركزي والإعلان عن سياسة تثبيت سعر الصرف، تعرضت هذه القضية للهجوم من قبل قنوات سماسرة الدولار، كما أن بعض مجموعات المضاربين في سوق رأس المال الذين يعتبرون أن هدفهم النهائي الوحيد هو زيادة قيمة أسهمهم بأي سعر هاجموا استقرار سعر الصرف أيضًا.
وبهذا الخصوص، قالت وكالة "أنباء فارس" إن تعيين حاكم جديد للمصرف المركزي يظهر اهتمام الحكومة وجهودها لإدارة سوق العملات وزيادة قوة العملة الوطنية، معتبرةً أن ادارة سوق الصرف الأجنبي لن تكون ممكنة فقط من قبل البنك المركزي بل بتعاون وزارة الصناعة في تنمية الصادرات الصناعية بهدف كسب العملة، ووزارة البترول في تطوير صادرات البتروكيماويات، ووزارة الخارجية في تسهيل التجارة مع الدول بالعملات الوطنية.
جهود لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة
في سياق آخر، ذكرت صحيفة " آرمان ملي" أن وسائل إعلام مختلفة حللت بعض المشاورات التي أجراها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على هامش قمة عمان أثناء رحلته إلى مسقط، قائلة إن الأطراف تتطلع إلى وضع خطة العمل الشاملة المشتركة على جدول الأعمال، ومع ذلك، يتم النظر في العديد من المتغيرات من قبل الأطراف في هذا المجال، وليس من الممكن التعليق ببساطة على ما إذا كانت الأطراف تتطلع إلى إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة أم لا.
وقالت: "على الرغم من أن بعض مواقف الأوروبيين وأحيانًا المسؤولين الأميركيين تسببت في قيام عدد من الخبراء بالحديث عن انتهاء خطة العمل الشاملة المشتركة، يبدو أن جمهورية إيران الإسلامية لديها مبادرة عملية على جدول أعمالها وتحاول إزالة قضية عدم تنشيط خطة العمل الشاملة والمشتركة من أدبيات الجانب الآخر، لذلك، من المحتمل أن يكون إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة قد نوقش في قمة عمان".
وأضافت "آرمان ملي": "المهم هنا هو أن السياسات التي أعلنها الأمريكيون والأوروبيون بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة تشير إلى أنهم لا يريدون السعي بسرعة لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة في الوضع الحالي، وربما يكون هناك مشاورات وراء الكواليس في هذا الصدد، لكن طهران تحاول إظهار هذا الاهتمام والرغبة في إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، ولم يتضح ما إذا كانت هذه الرغبة ستنتهي بفعل مؤثر أم لا، ويجب تحليلها والتقصي عنها في الأيام المقبلة بحسب الأحداث التي ستحدث في هذا المجال".
ولفتت إلى أن البعض يعتقد أن بإمكان إيران تغيير اللعبة لصالحها من خلال تقديم اقتراح جديد، وعلى الرغم من عدم مناقشة إحداثيات اقتراح إيران المحتمل بعد، فقد أظهرت في الأيام الأخيرة استعدادها للدخول في حوار ومشاورات أكثر مما كانت عليه في الماضي في مجال تنشيط خطة العمل الشاملة المشتركة، وتحاول دعوة الآخرين إلى طاولة المفاوضات.
" كوبونات" الحطب في فرنسا
من جانب آخر، كتبت صحيفة "وطن أمروز" في عددها اليوم إن أزمة الطاقة في أوروبا التي ابتليت بها دول القارة الخضراء في أعقاب العملية الروسية في أوكرانيا وبعد التزام الاتحاد الأوروبي بالسياسات الأميركية، تظهر الآن أكثر من أي وقت مضى تأثيرها على الأسر الأوروبية.
ونقلت "وطن أمروز" عن وسائل إعلام أوروبية قولها إنه يتم توزيع قسائم الحطب وزيت الوقود للأسر من قبل الحكومة الفرنسية.
وأضافت: "يمكن للعائلات في فرنسا التي تقوم بتدفئة منازلها بشكل أساسي بالحطب من خلال التقدم بطلب للحصول على مساعدة من الحكومة لمساعدتها على مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة، ويمكن للأسر في فرنسا التي تقوم بتدفئة منازلها بشكل أساسي بالخشب الحصول على قسيمة من الحكومة الفرنسية".
ونقلًا عن بعض الوسائل الإعلامية، ذكرت "وطن أمروز" أنه تم إطلاق الموقع الإلكتروني الذي يسمح للعائلات بالتقدم بطلب للحصول على دعم الطاقة الخشبية في 27 كانون الأول/ديسمبر للعائلات المؤهلة - والتي تمثل حوالي 2.6 مليون شخص في فرنسا.
وفي هذا الصدد، قال ممثل وزارة الاقتصاد الفرنسية إنه يجب على الأسر أيضًا تقديم فاتورة لشراء خشب بقيمة لا تقل عن 50 يورو لتسلم القسيمة.
وختمت قائلةً إن سلوك وسائل الإعلام الغربية وازدواجيتها في المعايير والتي أظهرت نفسها مرات عديدة في حالات مختلفة، جذبت الانتباه هذه الأيام، حيث هاجمت هذه الوسائل السياسات الإيرانية حيال انقطاع التيار الكهربائي المتقطع الصيف الماضي واعتبرت أن الجمهورية الإسلامية ستغرق في الظلام، بينما تعتبر هذه السياسات الأوروبية الترشيدية نوعًا من يقظة شعبية وحكومية.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024