الخليج والعالم
ذكرى شهادة الحاج قاسم سليماني تتصدّر الصحف الإيرانية
تصدّرت الصحف الإيرانية اليوم صورة الحاج قاسم سليماني والتحليلات حول نشاطاته وأثره في المنطقة وذلك لمناسبة مرور ثلاث سنوات على شهادته والتي تصادف اليوم (3 كانون الثاني/يناير).
وقالت صحيفة "كيهان": "لقد مرّت ثلاث سنوات منذ أن انضمت الروح العظيمة للفريق الحاج قاسم سليماني، قائد الإسلام الفخور وزعيم شهداء جبهة المقاومة إلى لقاء الله، لكنه لا يزال حيًا وحاضرًا في قلوب وعقول شعب إيران ودول العالم الحرة".
وأضافت: "الشهيد سليماني هو بطل أمة تبلورت أصولها الثقافية والروحية والثورية وقيمها وتجسدت فيه، وسجلت مراسم تشييع جثمانه المقدس مشهدًا تاريخيًا لا يُنسى في أذهان العالم وأظهرت كيف سيتضاعف حضور الحاج قاسم في إيران ودول أخرى في العالم".
وتابعت "كيهان" "يمكن القول أنّ الشهيد الحاج قاسم سليماني أخطر من "الفريق سليماني" الحي على الأعداء اللدودين، وقد ذكر الإمام الخامنئي هذه المسألة في كانون الثاني/يناير من العام الماضي، وذكر أنَّه "قال أحدهم إنّ الشهيد سليماني أخطر على أعدائه من الجنرال سليماني".
وأشارت إلى أنَّه "في العام الماضي، كشف الجنرال كينيث ماكنزي قائد القوات الأميركية المتمركزة في غرب آسيا، عن الخوف الأميركي من إيران للانتقام لدماء الفريق سليماني، ويجدر التفكير في أن الغربيين أنفسهم اعترفوا مرارًا بفشل أميركا في الاغتيال الجبان للشهيد سليماني".
وتابعت الصحيفة: "في العام الماضي، وفي سياق العمليات ضد مصالح الولايات المتحدة في العراق، نشر ويل سميث محلل الشؤون الأمنية والقضايا الإقليمية مذكرة بعنوان "كيف أضر اغتيال سليماني بالمصالح الأميركية في العراق؟" جادل فيها بأن تداعيات العملية الإرهابية تسببت في وضع مخالف تمامًا للوضع المقرّر سلفًا".
بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "الشهيد الحاج قاسم سليماني حقيقي الآن، وكل عام في مثل هذا اليوم يولد مرة أخرى في إيران، إن خلوده وإلهام الطريق الذي ضحى فيه بإحياء حياته يظهران حقيقة الاستشهاد في الفكر الشيعي".
وأضافت: "في هذه الأيام، عندما أنظر إلى حشد من الناس يذهبون إلى ضريح شهيدنا العظيم في كرمان، قبل كل شيء، أتذكر فكرة أن الحاج قاسم سليماني أصبح أحد الطقوس الجماعية للإيرانيين. لم يصادف أي شهيد معاصر مثله. أصبح تاريخ استشهاده مناسبة وطنية ودينية، وقبره ملتقى لعشاق الثورة والإسلام، وأصبح اسمه رمزًا للمقاومة".
الإرهاب الاقتصادي: الخطوة الثالثة للاضطرابات
أوضحت صحيفة "إيران" في عددها الصادر اليوم أنَّ الاضطرابات يمكن أن تكون لها مظاهر مختلفة في بعض الأحيان ويمكن أن تؤدي إلى احتجاج نقابي، وأحيانًا إلى حدث اجتماعي، وأحيانًا تظلم اقتصادي، وأحيانًا إلى أعمال شغب، لكن المشكلة هي أنه في الحرب المركبة، تساهم كل هذه الجوانب بشكل جماعي في ظهور واستمرار الفوضى. وفي الأحداث الأخيرة، اتضح أنَّ هذا الاضطراب كان أيضًا اضطرابًا متعدد الأوجه حيث استهدف فيه كل جانب جزءًا من أمن البلاد، ولكن في الوقت نفسه، لا ينبغي تحليل هذه الأهداف بشكل منفصل.
وأضافت: "النقطة التي لا ينبغي نسيانها هي أن استمرار الفوضى بأي ثمن وبأي طريقة ممكنة هو أحد الأهداف الرئيسية للخدمات الخارجية، وبموجب هذه الاستراتيجية صممت ثلاث مراحل للتراكم والاضطراب الاقتصادي والإجراءات المسلحة".
ولفتت الصحيفة إلى أنَّه "بعد كبح المرحلة الأولى (التجمع والاحتجاج الاجتماعي)، تم ربط الخطوة الثانية من الفوضى (الاضطراب الاقتصادي) والتعلق الإعلامي بها، أي ضخ اليأس والغضب تجاه الإدارة الاقتصادية للبلاد، وتشير هذه المرحلة إلى الإجراءات الاقتصادية التخريبية بما في ذلك تهديد الشركات والسائقين والنقابات الأخرى للانضمام إلى إضراب قسري، وخلق تقلبات كاذبة ومزيفة في سوق العملات وتشجيع الناس على سحب رؤوس أموالهم من البنك وسوق الأوراق المالية".
وبيَّنت أنَّه "في الأيام الأخيرة، شهدنا ارتفاع سعر الصرف دون أي سبب منطقي ومع مراقبة أجهزة الرقابة والأمن تبيَّن أنَّ تقلبات سوق العملات نتجت عن نوع من الأعمال التخريبية التي كانت لها منصات إعلامية وميدانية مختلفة، من التبادلات غير المصرح بها والتجار السيئين إلى قنوات وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بالعملة والذهب". ولفتت الصحيفة الى أنّ الغرض من تنفيذ مثل هذه الأعمال هو خلق وتنمية اليأس والتشاؤم تجاه النظام الحاكم والذعر النفسي، وفي نهاية المطاف توليد ومضاعفة الغضب العام على نطاق واسع، والذي يمكن أن يؤدي في المرحلة التالية إلى العمل في الشارع.
وبحسب صحيفة "إيران": "مع كل هذه التصاميم والإبداعات النفسية والميدانية المعقدة، يمكن بسهولة توقع احتمالات المرحلة الثالثة من الفوضى، لأنه مع تغيير المسار الاقتصادي للحكومة الثالثة عشرة والوقائية، قام عدد من المشغلين والفروع الرئيسية للقنوات والمجموعات والصفحات الافتراضية بمحاولة تزوير أسعار العملات الأجنبية، وفي هذا الصدد، تم اعتقال 11 شخصًا كانوا مسؤولين عن التقلبات غير العادية لسوق العملات في مواقع التواصل الاجتماعي، وتم إرسالهم إلى السجن بأمر من السلطة القضائية، كما تم تحديد 320 شخصًا من الوكلاء الرئيسيين المرتبطين بالقنوات والمجموعات الافتراضية، وقريبًا سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع هذه العناصر المدمّرة لسوق العملات".
إيران ليست جزءًا من الحرب الأوكرانية
أشارت صحيفة "مردم سالاري" إلى أنَّه "في بداية المؤتمر الصحفي الذي عقد هذا الأسبوع مع صحفيين محليين وأجانب استذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني ذكرى البطل العالمي في محاربة الإرهاب بالإشارة إلى ذكرى استشهاد الجنرال سليماني".
ورداً على سؤال، أفاد كنعاني أنَّه في بداية العام الجديد، وبناءً على الأخبار المنشورة نشهد جولة جديدة من التفجيرات والاعتداءات على أوكرانيا، وفي هذا الصدد أثيرت اتهامات من قبل السلطات الأوكرانية ضد إيران في وسائل الإعلام مرة أخرى.
وتابع "لقد عبرنا عن آرائنا مرات عديدة على مستويات مختلفة في ما يتعلق بالتطورات في أوكرانيا والاتهامات الموجهة لإيران، كما قلنا مرارًا أنّ إيران ليست جزءًا من الحرب في أوكرانيا، وتكرار الاتهامات الباطلة ضد إيران لن يساعد في حل هذه الأزمة.. لقد لفتنا انتباه السلطات الأوكرانية مرارًا وتكرارًا إلى التوقف عن توجيه الاتهامات إلى إيران".
وذكر أنَّه في إطار الاتهامات الكاذبة ضد طهران، عُقد حوار بين البلدين بمبادرة من إيران منذ فترة، وجرى تبادل للآراء في هذا الصدد، وقال: "كما ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية مرات عديدة، فإن التعاون الدفاعي الإيراني مع روسيا يقوم على المصالح والقضايا المشتركة ويتم تنفيذه وفقًا للقوانين والأنظمة، ويعود تاريخ هذا التعاون إلى ما قبل بداية الحرب".
ونصح كنعاني "السلطات الأوكرانية مرة أخرى بالتوقف عن توجيه اتهامات لا أساس لها وخادعة في ما يتعلق بإيران والاهتمام بالحلول المناسبة في هذا المجال لحل الأزمة".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024