الخليج والعالم
لقاء الإمام الخامنئي بأهالي قم محور اهتمام الصحف الإيرانية
سلّطت صحف إيرانية صادرة اليوم الثلاثاء الضوء على لقاء آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي مع مجموعة من أهالي مدينة قم المقدسة صباح أمس الاثنين بالتزامن مع ذكرى الانتفاضة التاريخية لأهالي المدينة قبل انتصار الثورة الإسلامية.
وحسبما ذكرت صحيفة "وطن أمروز"، فإن الإمام الخامنئي أكّد خلال خطابه أنّ "الحركة الكبرى التي بدأت تحت راية الشعب المؤمن والثائر في قم وفي جميع أنحاء البلاد وأسقطت النظام الديكتاتوري، أدّت إلى إخراج إيران من استكبار الغرب"، معتبرًا أن "انتصار الثورة وإنقاذ إيران من الهيمنة الشديدة للولايات المتحدة هو السبب الرئيسي للعداوة مع النظام الإسلامي".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ الإمام الخامنئي وصف محاولة "ضرب النظام الإسلامي من خلال سلسلة من الإجراءات -بما في ذلك التهديدات والعقوبات والتجسس والنفوذ والضغط الأقصى وخلق تحالفات معادية لإيران ومعادية للإسلام والشيعة- على أنها جهد مستمر من قبل الأميركيين خلال الـ 43 سنة الماضية"، وأضاف: "من الواضح أن العدو لم ينجح في تنفيذ نواياه الشريرة، والجمهورية الإسلامية اليوم بجذورها القوية في الداخل وحتى في المنطقة لا تقارن باليوم الأول".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ "سماحته قدّم تحليلًا حول أهداف منفذي أعمال الشغب الأخيرة"، وقال "إن يد العدو الأجنبي في هذه الأحداث كانت واضحة تمامًا، وعلى الرغم من وضوح تورط العدو الأجنبي، إلا أن بعض الناس ينكرون ذلك ويقولون أن هذه الحوادث سببها خطأ النظام"، ولفت إلى "الدور الواضح الذي لعبه الأميركيون والأوروبيون في الأحداث الأخيرة"، موضحًا أن "أهم أداة للعدو في هذه الاضطرابات كانت الدعاية والإغراء عبر الفضاء الإلكتروني ووسائل الإعلام الغربية والعربية والإسرائيلية".
وأضاف الإمام الخامنئي: "هناك من تظاهر بأن الناس الذين تواجدوا في أعمال الشغب كانوا ضد الضعف الإداري والاقتصادي للبلاد، بينما على العكس من ذلك، لم يكن هدفهم القضاء على نقاط الضعف، بل تدمير مكامن القوة في البلاد"، وفق ما أفادت الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن الإمام الخامنئي قوله: "بالطبع هناك بلا شك أزمة اقتصادية ومعيشية، لكن هل يمكن حل هذه الأزمة بإحراق صناديق القمامة وأعمال الشغب في الشوارع؟ لا شك أن هذه الأعمال خيانة والمؤسسات المسؤولة تتعامل مع الخيانة بجدية وإنصاف".
كما ذكرت الصحيفة أنه في الجزء الأخير من خطابه، تحدث سماحته عن مسألتين أساسيتين؛ الأولى تتعلّق بالتأكيد على "جهاد التبيين" مقابل "البروباغندا" وضرورة الشرح الصحيح للحقائق بلغات مختلفة وبالمبادرة والابتكار، لأن طريقة إزالة البروباغندا هي التبيين لا العصا والقوة، والثانية تتعلق بالتأكيد على استكمال الأعمال العظيمة والتحوّلية.
الخطط المتطرفة لحكومة الكيان الصهيوني
من جهة اخرى، أشارت صحيفة "كيهان" إلى أنه بعد أقل من أسبوعين من تولي بنيامين نتنياهو منصبه باعتباره رئيس الحكومة الأكثر تطرفًا في الكيان الصهيوني، أصبحت تصرفات المتطرفين واضحة للعيان، مضيفة أن "أفكار وخطط الصهاينة الراديكاليين الجدد في "تل أبيب" غريبة للغاية، إذ يسعون إلى فصل اليهود عن العرب في المستشفيات وتحديد حصص محدودة للفلسطينيين لدخول الجامعات، واحتلال كامل للأراضي الفلسطينية من الضفة الغربية إلى قطاع غزة".
وبحسب "كيهان"، فإن "تصرفات أعضاء حكومة نتنياهو المتطرفين مقلقة للغاية لدرجة أنه (نتنياهو) نفسه يشعر بالقلق على مصير الكيان"، ونقلت عن وسائل إعلام إسرائيلية أن "نتنياهو طلب من مسؤولي حكومته اتخاذ إجراءاتهم ضد السلطة الفلسطينية بحذر وعناية وفي إطار العقوبات، حتى لا تؤدي إلى تداعيات أمنية".
وقالت الصحيفة أنه "بحسب تقرير إحدى القنوات الصهيونية ظهر هذا الخوف ورد فعل الحكومة في تل أبيب بعد أن قررت السلطة الفلسطينية عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن للتحقيق في تبعات الاقتحام غير القانوني لوزير "الأمن القومي" الصهيوني للمسجد الأقصى".
أميركا لم توقف رسائلها السرية إلى إيران
وتحدثت صحيفة "مردم سالاري" اليوم عن تصريح لوزارة الخارجية الأميركية بأن "حكومة هذا البلد حافظت على سبل التواصل مع إيران وإثارة القضايا المهمة"، موضحًا أن "إدارة بايدن قد حافظت على العديد من وسائل الاتصال غير الرسمية مع إيران لإثارة العديد من القضايا بين البلدين، لكنها نفت أن تعود إلى اتفاق عام 2015 النووي".
وبحسب "مردم سالاري"، فقد قالت الوزارة: "لدينا سبل للتواصل مع إيران فيما يتعلّق بقضايا مقلقة مثل قضية الإفراج عن مواطنين أميركيين معتقلين في إيران، لكننا لا ننوي الكشف عن تفاصيلهم"، وتابعت: "ليس من المهم في هذه المرحلة العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، لكن إدارة بايدن ربما تبحث عن اتفاق نووي محدود مع إيران".
وادعت أنها "منذ أيلول/سبتمبر تركز على الدفاع عن الحريات الأساسية للشعب الإيراني وضد انخراط إيران العسكري العميق مع روسيا والحرب في أوكرانيا"، على حد تعبيرها.
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني "إنّ الوثائق والأدلة تشير إلى أن السياسة الخارجية الأميركية تجاه إيران رهينة لدى الصهاينة والنظام الصهيوني"، مضيفًا أنّ "سياسة إيران تجاه الملف النووي واضحة وتعمل في الإطار نفسه".
وتابع: "نحن مستعدون لاختتام المفاوضات على أساس الحزمة التي تم تقديمها، طبعًا كما قلنا مرات عديدة، نحن لا نحيد عن الخطوط الحمراء وحقوق الشعب الإيراني في هذا الصدد، وهذا مطلب الشعب، والفريق المفاوض الإيراني تحرّك وما زال يتحرّك ضمن هذا الإطار".