الخليج والعالم
هل تغيرت سياسة الصين تجاه إيران ؟
رأى الكاتب توفيا جيرنج في مقالة نشرها موقع "آسيا تايمز" أن "تخلي الصين عن اعتماد الدبلوماسية المتوازنة تجاه الشرق الأوسط هو كلام غير دقيق"، وقال: "على الرغم من البيان الصادر عن الصين ومجلس التعاون الخليجي، الذي فُسر بأنه نقد مباشر لإيران، إلا أن بكين سعت دائمًا إلى طمأنة طهران".
وفي التفاصيل، تحدث الكاتب عن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى السعودية الشهر الماضي، مشيرًا إلى أن "البيان (المذكور أعلاه) أكد ضرورة معالجة برنامج إيران النووي ومشاركتها بنشاطات مزعزعة للاستقرار في المنطقة"، وأضاف أن "وزارة الخارجية الإيرانية أصدرت بيانًا صارمًا ردًا على ذلك، واستدعت السفير الصيني لتوضيح ما حصل".
الكاتب شدد على أنه "من السابق لأوانه القول إن بكين تخلت عن الدبلوماسية المتوازنة في المنطقة"، لافتًا إلى أن "الصين ومنذ صدور البيان المذكور، سعت إلى طمأنة إيران، وعملت على فتح أول قنصلية صينية في البلاد وتحديدًا في بندر عباس، بالإضافة إلى لقاء نائب رئيس الوزراء الصيني مع الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي، وتصويت الصين ضد إخراج إيران من لجنة المرأة التابعة للأمم المتحدة"، معتبرًا أن "كل هذه الأحداث حصلت في الشهر نفسه الذي زار فيه بينغ السعودية".
وأشار إلى أن "النسخة الصينية للبيان الصيني الخليجي المشترك دعت إلى "معالجة قضية إيران النووية، والأنشطة المزعزعة للاستقرار"، بينما دعت النسخة الخليجية إلى "معالجة ملف إيران النووي وأنشطتها المزعزعة للاستقرار"، وقال إن "الفاصلة الموجودة في النسخة الصينية التي تفصل ما بين الملف النووي والأنشطة المزعزعة للاستقرار، تفيد أن البرنامج هو فقط من بين القضايا الإقليمية العدة التي يجب أن تُحل، لكن دون تحميل إيران مسؤولية زعزعة الاستقرار الإقليمي".
وتابع الكاتب أنه "على الرغم من العقوبات المفروضة على طهران، ترى الصين أن الأخيرة تملك مؤهلات هائلة يمكن لبكين الاستفادة منها"، مضيفًا أن "إيران بلد نموذجي لمشاريع البناء والاستثمار ضمن مشروع "حزام واحد طريق واحد"، تحديدًا امتلاكها 85 مليون مواطن من ذوي التحصيل العلمي، وموقعًا استراتيجيًا في منطقة الخليج على تقاطع ما بين العالم العربي وتركيا وروسيا والهند"، وقال إن "إيران تملك مخزونًا من النفط والغاز يعتبر من الأكبر في العالم، بينما تعد الصين المستهلك الأكبر للطاقة في العالم".
وأردف أن "إيران تتشارك مع الصين تاريخًا عمره آلاف السنوات من الحضارة القديمة"، وعليه رأى أن "البيان الصيني الخليجي المشترك والضجيج الذي أثير حول زيارة الرئيس الصيني إلى المنطقة، لا يعني بالضرورة حصول تحول في السياسة الصينية".
وقال إن "الصين اشترت نفطًا من إيران بقيمة 47 مليار دولار منذ وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البيت الأبيض"، واعتبر أن "بكين يجب أن تحافظ على استمرارية الأنظمة المارقة من أجل منع انهيارها، وبالتالي حدوث كارثة إقليمية تحمل معها تداعيات وخيمة لمصالح الصين في المنطقة".
وختم الكاتب قائلا: "في "أسوأ السيناريوهات"، فإن تغيير النظام في طهران قد يؤدى إلى تشكيل "إدارة ليبرالية" يمكن أن تستخدمها واشنطن ضد بكين".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024