الخليج والعالم
واشنطن "سَخيّة" في الحرب.. ومخيمات مليئة بالقمامة مأوى لسكانها
في أواخر شهر كانون الأول من عام 2022، وافق مجلس الشيوخ في الكونغرس الأميركي على مشروع ميزانية البلاد لعام 2023 والتي خُصّص فيها نحو 45 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا في حربها مع روسيا. يخال لمن يقرأ الخبر أنّ واشنطن وفت بجميع تعهداتها حيال شعبها لتأتي المساعدة العسكرية للخارج إضافة وأموالًا فائضة. لكنّ التدقيق أكثر في أحوال الولايات المتحدة الأميركية يُبيّن أنّ أوضاع عيّنة لا بأس بها من الشعب الأميركي باتت في الدرك الأسفل، وهي لا تعاني الفقر فقط بل تعاني من التشرد وعدم حيازة مأوى لها غير الشارع.
وللمفارقة فإنّ خبر إقرار الميزانية -وتخصيص عشرات المليارات لتزكية نيران الحرب بين موسكو وكييف- جاء بعد أيام على صرخة مدوّية أطلقتها عمدة مدينة لوس أنجلوس كارين باس التي أعلنت حال الطوارئ في المدينة وسط أزمة حادة للسكان المشردين. تلك القضية التي تطال أكثر من 40 ألف شخص في المدينة المذكورة يعيشون في مخيمات مليئة بالقمامة أو عربات سكن متنقلة صدئة انتشرت في كل حي تقريبًا، ما جعل هذه المدينة تمر بأزمة إنسانية تحصد أرواح خمسة من المشردين على الأقل يوميًا. أكثر من ذلك، فقد تجاوز معدل الوفيات والنزوح الجماعي للمشردين في لوس أنجلوس تلك الناجمة عن الكوارث الطبيعية مثل زلزال نورثريدج وإعصار هارفي.
وبحسب استطلاع رأي سبق أن أجراه موقع "pewresearch" فإنّ "نحو 52% من الآباء ذوي الدخل المنخفض لم يكونوا يملكون في العام الماضي ما يكفي من الطعام، أو الإيجار أو الرهن العقاري".
بموازاة قضية "لوس انجلوس"، وفي الوقت الذي تستقبل فيه الولايات المتحدة الأميركية المزيد من المهاجرين في سياق بحثها عن أيدٍ عاملة في مجتمع بات هرمًا، أطلق عمدة مدينة نيويورك الأميركية إريك آدامز الصرخة اليوم الاثنين (16/1/2023)، مشددًا على أنه لم يعد بإمكان المدينة تحمل توافد مزيد من المهاجرين، ووجه انتقادات لتعامل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مع هذه القضية.
وقال المتحدّث "حان الوقت الآن لكي تؤدي الحكومة الوطنية مهامها بشأن أزمة المهاجرين على الحدود الجنوبية لأميركا".
يشار إلى أن حكام فلوريدا وتكساس الجمهوريين نقلوا آلاف المهاجرين الباحثين عن ملاذ آمن في الولايات المتحدة إلى مدن يديرها حكام ديمقراطيون، منها نيويورك وشيكاغو وواشنطن العاصمة، الأمر الذي أدى إلى تفاقم أزمة الإسكان في نيويورك وأزمة المشردين في المدينة.
وتابع آدامز "إن تدفق المهاجرين إلى نيويورك قد يكلف المدينة ما يصل إلى ملياري دولار، في وقت تواجه فيه المدينة بالفعل عجزًا كبيرًا في الميزانية".