الخليج والعالم
سلطات آل سعود تعتقل أبرز خطباء القطيف الشيخ حسن الخويلدي
صعّد النظام السعودي في الآونة الأخيرة حملات الاعتقال التعسفي الظالم في حق الرموز الدينية الإسلامية، ولا سيّما المؤثرين في مجتمع الجزيرة العربية، في وقت فتح فيه أبواب الفساد الأخلاقي على مصراعيها دونما رادع أو حسيب.
حملات الاعتقال السعودية طالت أمس العلامة الشيخ حسن الخويلدي، أبرز الخطباء في منطقة القطيف.
وأكدت مصادر محلية في المملكة أن سبع عشرة دورية للأمن السعودي حاصرت منزل الشيخ الخويلدي، وعاثت فيه خرابًا، ودمرت وبعثرت محتوياته بحجة تفتيشه، قبل أن تعتقل الشيخ وتقتاده مكبلًا لينضم إلى رفاقه من معتقلي الرأي.
والشيخ الخويلدي بات اليوم ينتظر كما أمثاله من رجال الدين تهمًا جاهزة لإسكاته ومحاولة التشكيك به وبدوره، عبر سياسة تكميم الأفواه وتحطيم الأقلام، التي برعت بها السلطات السعودية مع تولي سلمان بن عبد العزيز ونجله محمد سدة الحكم.
سياسة تكميم الأفواه وتحطيم الأقلام التي يعتمدها ابن سلمان في مواجهة معارضيه برزت بقوة في جريمة إعدام المعارض السعودي جمال الخاشقجي وتقطيع جثته داخل سفارة بلاده في أنقرة، وأثارت موجة استنكار عارمة، لكن سرعان ما أطفأتها أموال ابن سلمان التي أنفقها بسخاء في عمليات تجميل صورة نظامه لدى السيد الأميركي بمئات المليارات من الدولارات حتى وصفه الرئيس الأميركي السابق دونالد نرتمب بـ"البقرة الحلوب، التي يجب ذبحها ما إن يجف ضرعها".
سجون آل سعود امتلأت بمعتقلي الرأي ولا سيما العلماء والخطباء والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، بعضهم صدرت بحقهم أحكام جائرة مبالغ فيها إلى حد الإعدام وبعضها بالسجن لعشرات السنين مضافة لعشرات السنين منعًا من السفر، دونما أن تلاقي الانتقادات ومطالبات منظمات حقوق الإنسان تجاوبًا من السلطات.
*حزب التجمع الوطني السعودي يطلق حملة تضامنية مع الحقوقي المعتقل محمد الربيعة
في غضون ذلك، أطلق حساب "صوت الناس" الجناح الإعلامي لحزب "التجمع الوطني السعودي" المعارض في الخارج حملة تضامنية مع الحقوقي المعتقل محمد الربيعة في سجون آل سعود.
ودعا الحساب عبر "تويتر" متابعيه والمغردين للمشاركة في الحملة، التي بدأت في السابعة مساء أمس الأربعاء تحت وسم #إضراب_الربيعة.
وشرع الناشط الحقوقي معتقل الرأي محمد بن فهد الربيعة بإضراب مفتوح عن الطعام ضد مواصلة السلطات السعودية اعتقاله في سجونها رغم انتهاء حكمه.
وقالت المنظمة الأوروبية - السعودية لحقوق الإنسان إن الرياض تواصل اعتقال المدافع محمد بن فهد الربيعة، رغم انتهاء حكمه أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي.
وذكرت أنه وقبل انتهاء مدة حكم الربيعة الذي قضى بسجنه 4 سنوات و6 أشهر، نقضت المحكمة العليا الحكم بوقت كان الربيعة يترقب الإفراج عنه.
وبيّنت المنظمة أن الربيعة أعلن إضرابه عن الطعام، بظل مخاوف من إمكانية مواصلة اعتقاله تعسفيًا لسنوات طويلة على غرار ما حصل مع معتقلين آخرين.
ومحمد الربيعة هو مدافع عن حقوق الإنسان، له نشاط مميز في الحملات التي طالبت بحقوق المرأة في السعودية، اعتقلته السلطات في 15 أيار/ مايو 2018 خلال حملة اعتقالات طالت مدافعين ومدافعات عن حقوق الإنسان.
ولفتت منظمة "مبادرة الحرية" الحقوقية إلى أن الناشط السعودي محمد الربيعة الذي اعتقل منذ أكثر من 4 سنوات، لا يزال يقبع خلف القضبان رغم استكمال عقوبته بالفعل.
وقالت المبادرة عبر حسابها في موقع "تويتر": "جريمته؟ الدفاع عن حقوق المرأة في السعودية".
وقالت منظمة "القسط" لحقوق الإنسان إنّ محكمة الاستئناف أيدت حكم المحكمة الجزائية المتخصصة، والقاضي بسجن الربيعة 6 سنوات مع وقف تنفيذ سنتين منها، يليها منع من السفر 6 سنوات أخرى.
وبيّنت المنظمة أنّه محتجز تعسفيًا بتهم تتعلق بنشاطه السلمي ودفاعه عن حقوق الإنسان، مشيرة إلى أنه يتعرض لأساليب مروعة من التعذيب الجسدي منها: الضرب بالعصي والصعق بالكهرباء والتعليق رأسًا على عقب، على الرغم من أنه يعاني من انزلاق غضروفي، الاحتجاز داخل خزانة ملابس صغيرة لعدة أيام غير قادرٍ على الجلوس أو النوم.
وطالبت منظمة "القسط" بالإفراج الفوري والعاجل عن الربيعة وبقية معتقلي الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان، وحثّت على ضرورة السماح بإجراء تحقيق سريع وفعال ونزيه في مزاعم التعذيب.