الخليج والعالم
مسيرات إيران المليونية ضد حكومات الغرب محور اهتمام الصحف الإيرانية
سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الاثنين الضوء على ما شهدته العاصمة الإيرانية طهران وسائر المدن في المحافظات المختلفة يوم السبت الماضي من مسيرات حاشدة إحياءً لانتصار الثورة الإسلامية ودعمًا للنظام الإسلامي.
وأشارت صحيفة "كيهان" إلى أنه "في وقت غصت الشوارع الإيرانية بالاحتفالات، شهدت فرنسا وكيان العدو الصهيوني أعمال شغب نظمها ملايين الأشخاص ضد حكومتي ايمانويل ماكرون وبنيامين نتنياهو"، ولفتت إلى أن المذكورين هما نفسهما من لجآ إلى كل الحيل في الأشهر الأربعة الماضية لتأليب الشعب الإيراني اليقظ ضد النظام".
وبحسب "كيهان"، "خلال الأشهر الأربعة الماضية بذل الكيان الصهيوني والحكومة الفرنسية إلى جانب الحكومات الغربية الأخرى، كل ما في وسعهما لجعل إيران غير آمنة، لكن سهمهما ارتد، إذ شهدت فلسطين المحتلة وفرنسا تظاهرات مليونية ضد النظام الحاكم"، موضحة أنّ "حكومة ماكرون تسعى لإقرار وتنفيذ خطط التقشف، خاصة خطة زيادة سن التقاعد من 62 إلى 64 عامًا، لتتمكن من التخلص من الأزمة الاقتصادية الناتجة عن التدخل في أوكرانيا"، وأضافت: "شهدت فرنسا يوم 11 شباط/فبراير شعارات أطلقها الملايين من الناس ضد خطة ماكرون للتقاعد، وهي مظاهرة وصفتها وسائل الإعلام بأنها "أكبر مظاهرة في العقود القليلة الماضية في فرنسا" وشارك في هذه المظاهرة قرابة ثلاثة ملايين شخص".
وتابعت: "تحولت هذه الجولة من التظاهرات إلى أعمال عنف وانتشرت الآلاف من قوات الشرطة في جميع أنحاء فرنسا للتعامل مع المتظاهرين".
وذكرت الصحيفة أن "وزارة الداخلية الفرنسية أعلنت عن اعتقال عدد من المشاركين خلال هذه التظاهرة، وألقى المتظاهرون الزجاجات والحجارة على ضباط الشرطة، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع عليهم واعتقلت بعض المتظاهرين، بينما تم إشعال النار في صناديق القمامة وحطموا نوافذ بعض المحلات والمقاهي خلال الاحتجاج في باريس".
وأضافت "كيهان": "كانت تل أبيب والمدن الفلسطينية المحتلة الأخرى، التي لم تشهد سلامًا منذ الشهر ونصف الشهر الماضي بسبب الاحتجاجات السياسية والمظاهرات المناهضة للحكومة، مضطربة أيضًا في يوم السبت الماضي، حيث استمرت الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو المتطرفة في كل يوم من أيام الأسبوع تقريبًا بأشكال مختلفة، من التجمعات في مختلف المناطق إلى إقامة البرامج الفنية في فلسطين المحتلة، وفي يوم السبت من كل أسبوع يخرج مئات الآلاف من الناس إلى الشوارع ويرددون الشعارات ضد حكومة نتنياهو، ويصفونها بأنها حكومة دكتاتورية وفاشية ومجرمة".
تحييد العقوبات في الشرق الأقصى
وتحدثت صحيفة "إيران" عن الدعوة الرسمية التي سيلبيها الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي من نظيره الصيني شي جين بينغ لزيارة بكين مساء اليوم"، لافتة إلى أن هذه الزيارة "تعد أول زيارة ثنائية يقوم بها السيد رئيسي للصين منذ تولي الحكومة الثالثة عشرة".
وأضافت الصحيفة: "يدل وجود وفد دبلوماسي واقتصادي رفيع المستوى في هذه الرحلة التي تستغرق ثلاثة أيام إلى الخطط المكثفة والشاملة لسلطات البلدين لتوقيع مذكرات في العديد من المجالات"، مشيرة إلى أنه سيرافق السيد رئيسي في زيارته كلّ من وزراء الخارجية والاقتصاد والطرق والنفط والزراعة والأمن، والمحافظ العام للبنك المركزي".
وأوضحت أن "تطورات مهمة طرأت في الآونة الأخيرة على العلاقات الصينية الإيرانية، في المجالات التالية: أولاً؛ مع توصل البلدين إلى اتفاق شامل مدته 25 عامًا، وجدت هذه العلاقات اتجاهًا جديدًا ودخلت مستوى أعلى من الشراكة الاستراتيجية، ثانيًا؛ أن الحكومة الثالثة عشرة التي تمكنت حتى الآن من التغلب على الجهود غير المسبوقة والدؤوبة التي تبذلها الولايات المتحدة لزيادة الضغط السياسي والاقتصادي على إيران طرحت سياسة جديدة تقوم على تعزيز العلاقات الشاملة مع اللاعبين الرئيسيين في آسيا مثل الصين لحل هذه المعادلة، خاصة أن طهران وبكين باعتبارهما لاعبين مؤثرين في النظام الإقليمي لديهما مصالح وأهداف مشتركة لتوسيع التعاون في العديد من المجالات، ما جعل العلاقات بين الجانبين مستقرة والتعاون تحت راية الاحتياجات والفرص المشتركة، وأدى ذلك إلى أن تصبح بكين حليفًا مخلصًا لطهران في ظل الوضع الصعب للعقوبات في الأجواء بعد انسحاب أميركا من الاتفاق النووي والتنصيب الصحيح للحكومة الثالثة عشرة".
استمرار تبادل الرسائل بين طرفي خطة العمل الشاملة والمشتركة
وأشارت صحيفة "مردم سالاري" إلى أنّ "نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري قال في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام العربية "إن القوى العظمى تريد أن تظهر التطورات النووية الإيرانية كتهديد، بينما تدخل الأنشطة النووية الإيرانية في سياق معاهدات الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وذكرت الصحيفة أن "باقري أكد أن الثورة الإسلامية الإيرانية استطاعت أن تحقّق تقدمًا في ظل الاستقلال، وأن الاستقلال والدفاع عن الهوية الوطنية هما هدف كل الدول الحرة، لكن القوى العظمى تريد الاستقلال لتحقيق مصالحها، بينما الدول لا تريد ذلك".
ووفقًا للصحيفة، تابع باقري: "خلال العام الماضي شهدنا تباطؤًا في عملية المفاوضات النووية، لكن هذه المفاوضات مستمرة على مستوى تبادل الرسائل بين الجانبين"، مضيفًا أن "إيران ليس لديها أي علاقة مباشرة مع أميركا، ومن الطبيعي أن يتم تبادل هذه الرسائل عبر وسطاء أوروبيين وأحيانًا غير أوروبيين".
وردًا على سؤال حول الإعلان الأميركي عن وفاة اتفاق "فيينا"، علق نائب وزير الخارجية قائلًا "إن تصريحات جو بايدن صدرت بينما علق مسؤولون أميركيون في وقت لاحق على الاتفاقية وعملية التفاوض في محادثة مع وسائل الإعلام وأعلنوا عن تواصل تبادل الرسائل".
وعن الاضطرابات الأخيرة في إيران ودور الدول الغربية فيها، قال: "إنهم ربما أخطأوا في الحسابات، لكنهم عندما واجهوا واقع إيران أدركوا أنه ليس لديهم شيء تحت تصرفهم"، وأكّد أنه "لا شك في أن لديهم خططًا ويستخدمون أدوات مختلفة ضد إيران، بما في ذلك في سياق المفاوضات".
وختم باقري قائلًا: "إحياء الاتفاق بطبيعة الحال يتوقّف على إرادة الطرفين، وقد أعلنت جمهورية إيران الإسلامية أنهما لم يتجاوزا الاتفاق الأحمر وهي جاهزة لإحياء خطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA) حتى في وقت قصير".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024