الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: طهران تبدأ فصلًا جديدًا في العلاقات مع بكين
سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء الضوء على أهم ما تشمله زيارة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي إلى الصين والتي تستمر لثلاثة أيام.
وبحسب صحيفة "وطن أمروز"، فإن هذه الزيارة يمكن اعتبارها واحدة من أهم الزيارات الدبلوماسية في السنوات الأخيرة، حيث التقى السيد رئيسي عشية رحلته إلى الصين آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي وقدم تقريرًا له عن خطط عمل هذه الرحلة والاجتماعات المقررة، وعبّر الإمام الخامنئي عن رضاه عن الخطط وتمنى التوفيق لرئيس الجمهورية.
وذكرت الصحيفة أنّه "قبل مغادرته البلاد، قال السيد رئيسي خلال كلمة ألقاها في مطار مهر آباد: "عضوية إيران في منظمة "شنغهاي" للتعاون، تقربنا من دول المنطقة وآسيا، وبهذه العضوية، تم تأكيد اتصالنا بالبنية التحتية الإقليمية وتم توفير أرضية جيدة للتواصل مع الدول الآسيوية، بما في ذلك دولة الصين العظيمة"".
وأشارت الصحيفة إلى أن السيد رئيسي أكّد أنّ "إيران لديها علاقات عالمية ودولية جيدة ولديها مواقف مشتركة مع الصين في مواجهة الأحادية وفي اتجاه الاستقلال السياسي. لقد جمعتنا هذه المواقف معًا لتحقيق تعاون جيد مع الصين في المجالات السياسية والاقتصادية والقضايا المختلفة على المستوى الإقليمي والعالمي"، وأضاف: "خلال هذه الزيارة، سنلتقي بالرئيس الصيني وكبار المسؤولين في هذا البلد، وسيعقد زملائي لقاءات مع نظرائهم".
ولفتت إلى أنّه "مع تنصيب الحكومة الثالثة عشرة بقيادة السيد رئيسي، تغيّرت دبلوماسية البلاد من التغريب إلى التعاون مع دول مستقلة عن الغرب وأميركا"، معتبرة أن "الرئيس الإيراني بنى سياسته الخارجية على التفاعل مع دول المنطقة وكذلك الدول المعارضة لأميركا، ومن الأمثلة على ذلك تفاعلات إيران الواسعة مع الدول المجاورة، بالإضافة إلى روسيا والصين".
وتابعت الصحيفة أنه "في وقت تسعى الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى تشديد عقوباتهم على إيران كل يوم، تجد طهران أن من المهم جدًا توسيع علاقاتها مع دولة مثل الصين، من أجل إنشاء كتلة معادية للغرب ومواجهة العقوبات الأميركية".
ارتفاع معدلات صادرات النفط في إيران
من جهة اخرى، تحدثت صحيفة "إيران" عن "رقم قياسي جديد سُجل في صادرات النفط والغاز الإيرانيين في الأشهر الماضية"، وقالت "إنه على الرغم من المماطلة الشاملة للولايات المتحدة الأميركية بهدف تقييد بيع النفط الإيراني، فقد أفاد البنك المركزي أن قيمة صادرات إيران من النفط والغاز في النصف الأول من العام الجاري – الشمسي- بلغت 29 مليارًا و394 مليون دولار، بينما بلغت القيمة في النصف الأول من العام الماضي نحو 18 مليارًا و677 مليون دولار".
وذكرت الصحيفة أن "هذه الزيادة جاءت بعد أن قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران روبرت مالي إن واشنطن ستواصل جهودها للضغط على الجمهورية الإسلامية لوقف شراء النفط، وأضاف أن ذلك سيتم تماشيًا مع تنفيذ العقوبات المفروضة على طهران وإجبار بكين على وقف استيراد النفط من إيران، لأن الصين هي الوجهة الرئيسية لصادرات إيران غير المشروعة، وستتكثف المحادثات لثني بكين عن الشراء"، مشيرة إلى أن تصريح مالي "عبّر عن أحد الأساليب الأميركية لزيادة فاعلية العقوبات على الاقتصاد الإيراني خلال كل هذه السنوات، والذي يتمثل بمنع إيران من الوصول إلى عائدات البلاد من النفط والغاز، وقد فشلت في تنفيذ هذه السياسات".
وأضافت الصحيفة أن "إدارة معلومات الطاقة الأميركية أعلنت مؤخرًا أن متوسط إنتاج النفط الإيراني العام الماضي بلغ 2.54 مليون برميل يوميًا، مشيرة إلى أنّ إنتاج النفط الإيراني في العام السابق بلغ 2.4 مليون برميل يوميًا، وبموجبها زاد إجمالي إنتاج النفط الإيراني في العام 2022 بمقدار 140 ألف برميل يوميًا مقارنة بالعام الذي سبقه".
وتابعت: "مع تنصيب الحكومة الثالثة عشرة، تم النظر في استخدام استراتيجيات مختلفة لزيادة بيع وتصدير النفط على الرغم من العقوبات، فبالإضافة إلى تطوير صادرات النفط والغاز، بدأت الحكومة العمل في فترة زمنية قصيرة على تحييد العقوبات قدر الإمكان، وقد حققت نجاحات كبيرة في تحصيل عائدات النفط والغاز، كما تمكنت وزارة النفط من تحسين تفاعلها مع دول مثل روسيا والعراق وتركمانستان وجمهورية أذربيجان وأرمينيا وأميركا اللاتينية بما في ذلك فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا والصين وعمان وطاجيكستان واليابان".
الانهيار الداخلي للكيان الصهيوني المؤقت
بدورها، أشارت صحيفة "كيهان" في عددها الصادر اليوم إلى أن "هروب رؤوس الأموال الاقتصادية اشتد مع الخلافات الداخلية في "إسرائيل" إلى درجة أن رئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتزوغ وصف الوضع الحالي بأنه مستودع متفجرات وطالب بإجراءات لمنع انهيار هذا النظام".
وبحسب " كيهان"، تشير الإحصائيات إلى تسارع خروج رؤوس الأموال الاقتصادي والشركات الاقتصادية والتكنولوجية من تل أبيب في أحدث حالة لسحب رأس المال من المدينة، إذ أعلنت شركة التكنولوجيا "سكاي" أنها ستسحب جميع مواردها المالية من بنوك "تل أبيب""، لافتة إلى أن "الشركة تضم حوالي 600 موظف، 300 منهم في "تل أبيب"، وتبلغ قيمتها المالية نحو مليار دولار ويعد خروجها من المدينة ضربة مالية كبيرة للبنوك".
وذكرت الصحيفة أنّ "هرتسوغ يرى أن مستقبل النظام الإسرائيلي مظلم للغاية، وفي خطاب ألقاه مساء الأحد، وصف وضع "إسرائيل" بأنه "على وشك الانفجار"، وقال :"أتوسل إليكم ... الجميع في "إسرائيل" يشعر أن الوضع أشبه ببرميل البارود وأنه يتجه نحو صراع داخلي حاد... أشعر أننا نقترب بجدية من صراع حاد"، وطلب من نواب "الكنيست" وقف خطة نتنياهو المقترحة في المجال القضائي وتعليقها مؤقتًا، من أجل منع انهيار الدستور"، بحسب قوله.
وأضافت "كيهان" أنّه "بالنظر إلى الوضع الحالي للنظام الصهيوني، يمكن أن نفهم جيدًا أن أزمة وجودية غير مسبوقة تحدث في النظام الصهيوني، فعلى أحد جانبي هذا الصراع يقف نتنياهو وشركاؤه المتطرفون غير المستعدين لإلغاء خططهم لإضعاف القضاء، ومن جهة أخرى هناك معارضة لا ترغب في قبول خطة نتنياهو"، مشيرة إلى أن "هذه الصراعات الداخلية في تل أبيب سيكون لها عواقب محتملة على المدى الطويل على المكانة والاقتصاد والطبيعة الدولية للنظام الصهيوني".
وختمت الصحيفة قائلة: "تسبّبت خطة نتنياهو غير الواضحة في المجال القضائي في إعلان أصحاب البنوك الخمسة الرئيسية للكيان الإسرائيلي في بيان نادر أنه إذا لم يتم حل الخلافات الداخلية حول خطة نتنياهو، فسيكون السقوط مؤكدًا، كما حذّر خبراء قانونيون واقتصاديون ومسؤولون أمنيون واقتصاديون سابقون بمن فيهم المقربون من نتنياهو من أن مقترحات الحكومة القضائية قد يكون لها عواقب دبلوماسية واقتصادية خطيرة على تل أبيب"، وتابعت: "في غضون ذلك، قال نتنياهو "إن حكومته تعتزم متابعة خطة تغيير النظام القضائي على الرغم من الانتقادات الشديدة لكبار المسؤولين والخبراء القانونيين"".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024