الخليج والعالم
أصداء زيارة الرئيس الإيراني إلى الصين محور اهتمام الصحف الإيرانية
لا تزال زيارة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له إلى الصين محل متابعة في الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الاثنين، وذلك نظرًا لما نتج عنها من توقيع اتفاقيات على عدة مستويات وتجاوز الأمر العلاقات الثنائية الطبيعية.
وفي هذا السياق، قالت صحيفة "كيهان" "إن هذه الزيارة وما تبعها من توقيع اتفاقيات على عدة مستويات أثارت جدلًا واسعًا لدى وسائل الإعلام العالمية والصينية"، مشيرة إلى أن "نتائج الاجتماعات بين السيد رئيسي والمسؤولين في بكين وإنجازات هذه الرحلة تجاوزت العلاقات الثنائية الطبيعية".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ "بعض وسائل الإعلام الصينية اعتبرت إيران والصين حضارتين آسيويتين قديمتين، تعدان الآن قوتين صناعيتين ومنتجتي طاقة مهمتين، وهاتان الدولتان اقتصاديًا تكمل كل منهما الأخرى ولديها رغبة قوية في التطور".
ونقلت الصحيفة عن قناة "آر بي سي" الروسية أن هذه الزيارة تظهر مدى قوة العلاقات بين البلدين وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة".
ونقلت "كيهان" عن صحيفة "فيرست بوست" التي تصدر في الهند مقالًا بعنوان بـ"هل ينبغي أن يقلق الغرب من هذه الرحلة"؟، حيث اعتبرت "فيرست بوست" أن الغرب وخاصة الولايات المتحدة يتابع بعناية هذه الرحلة لأن لديها القدرة على إحداث تغيير جيوسياسي في المنطقة".
وأضافت "كيهان" أن "وسائل إعلام إسرائيلية معادية عبرت عن قلقها من التآزر الاستراتيجي بين إيران والصين لفترة طويلة، وأشارت إلى أن المتحدث باسم البيت الأبيض نيد برايس أعرب عن غضب المسؤولين الأميركيين من زيارة السيد رئيسي المهمة والاستراتيجية إلى الصين، وعلى الرغم من أنه قال إنه لن يتحدث عن أهداف هذه الرحلة، فإنه كرر مزاعم واشنطن وأضاف: لقد حذرنا الصين من أفعال إيران المدمّرة".
مقابلة السيد رئيسي مع إحدى القنوات الإعلامية الصينية
وفي سياق متصل، أشارت صحيفة "إيران" إلى أن "السيد رئيسي أجرى خلال رحلته التي استمرت يومين إلى جمهورية الصين الشعبية مقابلة مع عدد من القنوات التلفزيونية الصينية، مضيفة أن "السيد رئيسي تحدث عن نهج جمهورية إيران الإسلامية في أن تصبح عضوًا في حلف شنغهاي، وكذلك الألعاب المزدوجة للغرب تجاه إيران، والمفاوضات لإزالة العقوبات والاضطرابات، واصفًا ميثاق شنغهاي بأنّه منظمة تطلعية وشدّد على أنّ العقوبات لا يمكن أن توقف بلاده".
وتابعت الصحيفة أن "السيد رئيسي قال في مقابلة مع شبكة "CGTN" الصينية: "منذ أن أصبحنا عضوًا في شنغهاي، كان هدفنا أن نكون عضوًا نشطًا في هذه المنظمة"، وأضاف: "هذه المنظمة من بين المنظمات التي نجحت وتمكنت من الوصول إلى أهدافها حتى الآن"".
وبحسب الصحيفة ردّ السيد رئيسي على سؤال حول المفاوضات النووية بالقول: "الأميركيون يعلنون في حديثهم أن العقوبات هي للضغط على الحكومة الإيرانية، لكن نتيجة هذه العقوبات تَظهر في حياة الناس؛ واشنطن تريد فعلاً الانتقام من الأمة الإيرانية، لأنّ هذه الأمة خذلتهم في أهدافهم لمدة 44 عامًا"".
وذكرت أنّ الرئيس الإيراني قال: "لا يوجد فرق بين سلوك حكام أميركا، فالحكام الحاليون يزعمون بأن السابقين ارتكبوا أخطاء، لكننا لا نرى اختلافًا في سلوك الحكام الحاليين لأنهم يبحثون عن عقوبات كما في الماضي".
ولفتت "إيران" إلى أنّ "السيد رئيسي تحدّث عن حجج إيران ومقارباتها إزاء محادثات رفع العقوبات، مشيرًا إلى مخالفة الغرب للوعود، وقال: الأميركيون نكثوا بوعدهم في خطة العمل الشاملة المشتركة وتركوا طاولة المفاوضات ولكن إيران لم تترك المفاوضات".
وأضاف: "نعتقد أن الأميركيين مخطئون بشكل خطير. هناك أخطاء في الحسابات. كما أخطأت بعض الدول الأوروبية في الحسابات اليوم. فَهمَهُم لإيران والأمة الإيرانية خاطئ. وتابع: لقد قارنوا الأمة الإيرانية بالدول الأخرى. إنهم يعتقدون أنهم يستطيعون تحقيق أهدافهم، لكنهم مخطئون جدًا"، حسبما نقلت صحيفة "إيران".
استئناف المحادثات بين طهران والرياض
من جهة أخرى، نقلت صحيفة "مردم سالاري" تصريحًا لرئيس الوزراء العراقي قال فيه "إن جهود التقريب بين إيران والسعودية مستمرة وإن اللقاءات بين الجانبين ستستأنف قريبًا".
وذكرت الصحيفة أن "وكالة الأنباء العراقية الرسمية" أفادت أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني أكّد يوم أمس الأحد في ندوة على هامش اجتماع ميونيخ الأمني أن "العراق هو مفتاح النجاح لحل المشاكل الإقليمية"، وقال "إن إيران جارتنا وعلاقاتنا تاريخية معها"، مضيفًا: "من المرغوب فيه إقامة علاقات متوازنة مع إيران وأميركا على أساس المصالح الوطنية للعراق".
وبشأن المفاوضات بين طهران والرياض، قال السوداني "إن جهود التقريب بين المقاربتين الإيرانية والسعودية مستمرة واللقاءات بين الجانبين ستستأنف قريبًا"، حسبما نقلت الصحيفة.
وأضافت "مردم سالاري" أنّ وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ادعّى أن "الرياض حذّرت في الماضي من الطائرات بدون طيار الإيرانية، والآن تستخدم هذه الطائرات لمهاجمة أوكرانيا"، وقال: "لدينا خلافات مع واشنطن في بعض القضايا وهذا واضح للجميع، لكننا نتعاون في موضوع الأمن والاستقرار الإقليميين"".
وبحسب الصحيفة، أشار بن فرحان إلى أنّ "انتشار الأسلحة في المنطقة لا يفيد أحدًا، وامتلاك دولة معادية للأسلحة النووية يدفع الدول الأخرى إلى التفكير في جميع خياراتها"، مشددًا على "أننا نريد أن تعود إيران إلى الاتفاق النووي، لكن هذه العودة يجب أن تكون بنهج شامل وبمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي".
وأضافت أنّ ابن فرحان قال إنّ "موقف السعودية في علاقاتها مع طهران واضح ونحن نتحدث مع هذا البلد"".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024