معركة أولي البأس

 

الخليج والعالم

الزلزال يُقرّب تركيا خطوة نحو عودة العلاقات مع سورية
25/02/2023

الزلزال يُقرّب تركيا خطوة نحو عودة العلاقات مع سورية

دمشق - علي حسن

في خطوة هامّة تؤكد جدية التوجه التركي للتقرب من سورية، وجّه رئيس "حزب الشعب الجمهوري" وزعيم المعارضة في تركيا كمال كليتشدار أوغلو رسالة تعزية للرئيس السوري بشار الأسد بضحايا الزلزال.

وقال كليتشدار أوغلو في رسالة التعزية بحسب بيان نشره "حزب الشعب الجمهوري" على موقعه الرسمي، إن "الزلزال الكبير الذي وقع بتاريخ 6 شباط في سورية خلّف ألمًا كبيرًا لدينا"، مضيفًا: "حاولت قدر المستطاع مواساة شعبنا في المنطقة عبر زيارتهم خلال الـ15 يومًا الماضية، وأريدكم أن تعلموا بأننا نشعر بفقد ضحايا بلدنا والشعب السوري الجار في قلوبنا".

وتابع: "تظهر هذه الكارثة والألم على أننا شركاء وجيران في حزننا مرة أخرى، ونتشارك هذا الألم مع شعبينا، وأغتنم هذه الفرصة لأعبر عن تعازيّ لكم ولشعبكم، وآمل أن أشارككم آمالنا، وليس أحزاننا في المستقبل".

وتأتي رسالة زعيم المعارضة التركية للرئيس الأسد في الوقت الذي تعبر فيه الحكومة التركية عن رغبتها القوية في فتح صفحة جديدة مع دمشق، وذلك بعد سنوات طويلة من العداء الشديد الذي وصل الى حد الاقتتال.

توجه استراتيجي لا يرتبط بحزب

وتعليقًا على رسالة زعيم المعارضة التركية، قال المحلل السياسي السوري أحمد الأحمد في حديث لموقع "العهد" الإخباري: "على الرغم من التنافس الشديد والاتهامات الحادة المتبادلة بين الحكومة والمعارضة التركية، وهو أمر يمكن فهمه مع اقتراب موعد الانتخابات، إلّا أن كلا الطرفين يتفقان على أمر واحد وهو ضرورة إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين سورية وتركيا وطي صفحة الماضي لما فيه مصلحة البلدين".

وأكد الأحمد أن "اتفاق المعارضة والحكومة التركية على مصالحة دمشق دليل على الأهمية الإستراتيجية لدمشق وإقرار بفشل سياسة التدخل في شؤونها ومحاولة التمدد على حسابها"، مضيفًا أنه "على الرغم من أن موقف "حزب الشعب الجمهوري" الذي يترأسه كليتشدار أوغلو كان ثابتًا في رفض سياسة أردوغان (الرئيس التركي رجب طيب أردوغان) العدائية لدمشق، إلّا أن رسالته الأخيرة تحمل دلالة خاصة وقد جاءت في أعقاب محاولات التشويش الكبيرة التي قامت بها بعض وسائل الإعلام الخليجية المحسوبة على المحور الأمريكي، والتي ادعت أن التقارب الأخير بين الحكومة السورية وأردوغان قد أساء إلى العلاقة الجيدة التي تحظى بها دمشق مع المعارضة التركية".

واعتبر أن "الحكومة السورية تملك من الحكمة والتروّي ما يكفي لتبقي على جميع الأبواب مفتوحة مع جميع الفرقاء، خاصة أولئك الذين كانت لهم مواقف مشرفة من الأزمة السورية كـ"حزب الشعب الجمهوري" الذي يتزعمه كليتشدار أوغلو"، ورأى أن "الآفاق نحو اتفاق تركي سوري مفتوحة أكثر من أيّ وقت مضى خاصة بعد الزلزال الذي أصاب كلا البلدين، وإعلان نائب وزير الخارجية الروسي عن تنظيم اجتماع رباعي يضم وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران وسورية قريبًا".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم