معركة أولي البأس

الخليج والعالم

ورقة عمل نقابي عمالي عالمي لمواجهة مشاريع الهيمنة الأميركية
04/03/2023

ورقة عمل نقابي عمالي عالمي لمواجهة مشاريع الهيمنة الأميركية

بمبادرة من رئيس اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان علي ياسين، وعلى هامش انعقاد جلسات المجلس الرئاسي للاتحاد العالمي للنقابات للعام 2023 في قبرص بمشاركة ممثلين عن مليون عامل من 133 دولة، عُقد لقاء ضم مندوبين من فلسطين، سوريا، ليبيا، تركيا، كوبا، ولبنان.

وبناء على ورقة العمل التي قدمها اتحاد الوفاء للمجلس الرئاسي، تم التباحث في إقامة الأنشطة المواجهة لمشاريع الهيمنة الأميركية، ودعم القضية الفلسطينية. 

واتفق المجتمعون على عدد من الأنشطة الإعلامية والفعاليات العمالية، التي يجري العمل على تنسيقها وبرمجتها مع القيادات المحلية للاتحادات في بلدانها ويقوم بأعمال التنسيق بينها رئيس اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان.

وكان رئيس اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان قد القى كلمة في افتتاح أعمال المجلس الرئاسي قدم خلالها ورقة عمل نقابي عمالي عالمي مشترك، دعت الى تلاحم عمال العالم في مواجهات التحديات والأخطار التي تواجه العالم جراء السلوك الأميركي الشيطاني وعدوانه السياسي والإقتصادي والعسكري والثقافي على العديد من دول العالم.

ورقة عمل نقابي عمالي عالمي لمواجهة مشاريع الهيمنة الأميركية

وهذا ما جاء في ورقة العمل النقابي العمالي العالمي التي قدمها اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان في اجتماع المجلس الرئاسي للاتحاد العالمي للنقابات "wftu" المنعقد في قبرص في الفترة بين ٣و٤ آذار ٢٠٢٣: 

"يسر اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان أن يشارك في هذا المجلس ويعرض عليكم ورقة الأفكار والأهداف النقابية الأممية التي تحقق مصالح العمال والطبقات الفقيرة في العالم مركزين فيها على مواجهة التحديات والاستهدافات لمجتمعاتنا واقتصادتنا آملين أن تأخذ بنود هذه الورقة مكانها في قرارات وتوصيات مجلسكم المحترم 

أولًا: المقدمة

الوطن أيها السادة إنسان وأرض وسماء ومياه، إرادة وحق وطاقة وحرية حياة، والوطن المتكامل المكتفي اقتصادًا وثقافة وحرية ادارة وتحكمًا بموارده البشرية والطبيعية هو الوطن المتحرر المصان والمحمي، وأوطاننا مستهدفة من أعداء الانسانية وناهبي ثروات الشعوب، لكن وطننا العربي يتركز فيه العدوان الأميركي الصهيوني الشامل، بهدف تحطيم الارادة العربية الموحدة ومحو التاريخ العربي بكل مبادئه وقيمه واسقاط الارادة العربية المقاومة للعدو الاسرائيلي وتثبيت الهيمنة الأميركية على أوطاننا وثرواتنا واقتصاداتنا، ونحن أمة الارادة والسيادة على انفسنا وأوطاننا وثرواتنا، ولم يخلق الانسان ليكون عبدًا عند الأميركي والصيهوني، وهذا ما لا ينبغي أن يغيب عن ثقافة النقابيين والمنتجين والطبقة العمالية الموجهة، وعن جداول أعمالنا في الهيئات والمنظمات النقابية المنتسبة لاتحاد النقابات العالمي، وهو واقع لا ينبغي أن يغيب عن خطابنا وعن أعمالنا وعن حضورنا ومشاركتنا في المؤتمرات والمنديات الوطنية والاقليمية والعالمية. 

ثانيًا: أهداف وبرامج عمل مشترك 

الهدف الأساسي لعملنا النقابي العالمي المشترك هو ايجاد مجتمع عالمي متضامن محصن ومنيع، مكتف في مصادر بناء اوطانه، مقاوم لكل أنشطة السلب والنهب والهدم للموارد الطبيعية، وهو ما تقوم به أميركا وتبني عليه هيمنتها ومحاولات التمسك باحادية قيادة العالم رغم أنها تأخذه الى جحيم الفتن والهدم. وهو ما ينبغي مقاومته، مقاومة تحول دون أي نهب لثرواتنا او تعطيل أو تخريب لها، من خلال استنهاض شعوبنا وبث روح المقاومة فيها وتكثيف أنشطة اتحاداتنا ونقاباتنا الثقافية والتعبوية في كامل شرائح مجتمعاتنا لتحقيق هذا الهدف. 

إن التمكن في هذا المجلس من عقد ميثاق موحد يملك خطة وبرامج عمل وتواصل مجتمعي داخل اوطاننا وفي ما بين اوطاننا ينطلق من الاتحاد العالمي للنقابات وبرعايته وادارته وتلتزمه الاتحادات والنقابات الوطنية والاقليمية في كل القطاعات العمالية والانتاجية ويتمتع بآلية متابعة سيكون من الانجازات المهمة والرائدة لمجلسنا الرئاسي هذا. 

علينا تنظيم وتنفيذ حملة مستدامة  لمناهضة ومكافحة االليبرالية  الامريكية  المتوحشة وافرازاتها وتكتلاتها الاقتصادية وليس اهمها الاستئثار بالاسواق التجارية من خلال الهيمنة السياسية والعسكرية والامنية وفرض ما يسمى العقوبات على الدول والشعوب والافراد الخارجين على الارادة الامبريالية الامريكية الشريرة . 

إن تفتيت مجتمعاتنا وتفكيك اواصر العائلة وتمزيقها عبر ادخال ثقافة الالحاد والكفر وثقافة المثلية والاباحة الجنسية من اخطر المشاريع الامريكية والصهوينية المستهدفة للاستقرار المجتمعي العالمي  ، والعمال  وعوائلهم هم هدف اساس في هذا الهدف الشيطاني الخبيث،  وحمايتهم والوقوف الى جانبهم في حماية ثقافاتهم وتنوع مجتمعاتهم يجب أن يكون في صلب برامجنا وخططنا، و آن الأوان ليقدم الاتحاد العالمي للنقابات على اجراءات عملية يحافظ فيها على خصوصيات ثقافات الشعوب واختياراتها  الاعتقادية وقيمها وتراثها وتاريخها، المهدد بكل أنواع الإفساد الثقافي والقيمي والمجتمعي، ولا يكون ذلك الا من خلال العمل الثقافي والتعبوي الجاد والمركز لتثبيت ونشر قيم الحق والصلاح والعدل والأخلاق والشرف وعزة النفس والشهامة والكرامة والمواطنة، وحب الوطن، والتعلق بالأرض، من قبل كل عمال العالم ومن قبل كل المرتبطين بانشطتهم الانتاجية الاقتصادية الشريفة. 

إن من أوجب الواجبات الوطنية والإنسانية والأخلاقية هو عدم السماح للعدوان الأميركي بإضعاف أوطاننا اقتصاديًا، فعلينا العمل المركز من خلال مواقعنا النقابية لتعزيز الانتاج وحماية الاقتصاد من الفساد، وإبراز الدور الهام الذي يقوم به العمال، وانتاجهم الداعم للاقتصاد الوطني، والعالمي، وإيجاد السبل والوسائل والمناخات اللازمة لتطوير الأنشطة الزراعية الاقتصادية الوطنية وتنويعها وتنميتها، ورفض المشاريع التي تستهدف تدمير اقتصاديات الشعوب وتخريبها من قبل أميركا والليبرالية المتوحشة والحد من تقدم اوطاننا وازدهارها وتأمين رفاهية شعوبنا، وهذه عملية شائكة مع القوة التي يمتلكها الأعداء لفرض خياراتهم في المسارات الاقتصادية لاوطاننا، لذا بات من الواجب اعتماد لجنة خبراء في الاتحاد العالمي للنقابات،  والتركيز على كشف المشاريع الأميركية الهدامة المستهدفة لاقتصاد الدول الخارجة على الارادة الاميركية ولاقتصادات الشعوب المناهضة للسياسات الأميركية وهيمنتها، ووضع سبل مواجهتها. 

والتأكيد على الوحدة العمالية العالمية والتكاملية لقوى الانتاج العالمي  من خلال السعي لفتح الأسواق للمنتجات بين دولنا وشعوبنا وتسهيل وتيسير عمليات تصديرها واستيرادها وتسويقها.

إن للاتحاد العالمي للنقابات الدور الأساس في الاهتمام وفي تحديد خطط ومسارات توفير الامن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي لدولنا وشعوبنا المناهضة للإمبريالية الأميركية المعرضة دائمًا لاملاءات المؤسسات المالية المحكومة بالسياسات الاميركية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والعديد من المؤسسات التي تقدم نفسها خيارًا لانقاذ اقتصاديات الكثير من دولنا وما هي في الحقيقة الا ضروب من الخداع واسقاط في المزيد من الافقار وخلق المزيد من المتاعب والصعوبات والانهيارات كما يحصل اليوم في لبنان مع تصاعد الضغوط الأميركية وسياسات فرض العقوبات ومحاولات إخضاع الشعب اللبناني وفرض استسلامه لارادة العدو الصهيوني.   

علينا توفير مراكز تدريب مهني وتطوير ادارى وتحسين نوعي، وتحصين وطني لعمال العالم، ورفع مستوى المعرفة والاحاطة السياسية لديهم وتحصينهم ضد الغزوات الثقافية والقيمية، مع الاشارة لاهمية أن يكون لدى قيادة العمل النقابي العالمي  ماهية موحدة  ورسالة جامعة ورؤية واضحة مواجهة للمسارات المتعددة  للغزو الثقافي القيمي الأميركي الذي يستهدف الاطاحة بالتعددية الثقافية للشعوب لصالح القطب والرؤية الأميركية الواحدة للعالم ولمستقبل شعوب العالم، وبنفس الوقت على الاتحاد العالمي للنقابات أن يملك رؤية موحدة للجهود المبذولة في مواجهة القوى الموالية لأميركا أو تلك التي تستفيد منه أميركا في مساندة وتمرير خططها وبرامجها سواء عبر الحكومات او عبر الجمعيات التي تتوالد في أوطاننا باسم جمعيات المجتمع المدني أو غيرها.

علينا رفض أي عمل عدواني يشن على أي وطن من قبل أميركا و"اسرائيل" والأنظمة الحليفة لهما والتدخل في الشؤون الداخلية للدول والشعوب سواء بأدوات إرهابية أو بأنواع من الحصار السياسي والاقتصادي لفرض انظمة سياسية عليها وتغيير قيمها ومبادئها الوطنية، كما حصل ويحصل في لبنان وسوريا والعراق واليمن والسودان وليبيا وغيرها من الدول العربية الرافضة للهيمنة الأميركية والعدوان الاسرائيلي الذي يجب أن يزول عن فلسطين وعن شعب فلسطين المقاوم والمضحي الذي يستحق كل تحية واكبار ودعم واسناد.   

اننا نقترح أن يبادر الاتحاد العالمي للنقابات لتخصيص أسبوع سنوي تكريمي للعاملين في القطاعات الانتاجية الزراعية والصناعية والسياحية واسبوع تكريم خاص يتضامن مع العامل الفلسطيني المتمسك بارضه وبوطنه. 

وتتنوع في هذه الاسابيع الأنشطة التكريمية والشعارات المناهضة لأميركا ولسياساتها في العالم بما يظهر وحدة عمال العالم ووحدة الصراع والنضال".

اتحاد الوفاء لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل