الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: إحياء الروابط بين دول الجوار دون تدخل من أميركا
تصدر خبر التفاهم المشترك بين الجمهورية الإسلامية في إيران والمملكة العربية السعودية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، وذكرت صحيفة "إيران" أنه تم كسر الجمود الذي دام 7 سنوات للعلاقات المتوترة بين طهران والرياض أمس في بكين، حيث عقدت المفاوضات السرية بين إيران والسعودية في الأيام الأخيرة التي استضافتها الصين، والتي اكتملت بإصدار بيان تفاهم إيران والسعودية، واستئناف العلاقات الثنائية وبدء العمل من جديد في سفارتي البلدين.
وأضافت "إيران": اتفقت جمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية السعودية في غضون شهرين على الأكثر، على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات والوكالات، ويذكر هذا البيان الثلاثي، الذي وقعه المسؤولون الأمنيون الإيرانيون والسعوديون، وكذلك عضو مجلس الدولة بجمهورية الصين الشعبية، وانغ يي، أن "المحادثات بين طهران والرياض تستند إلى رغبة الجانبين في حل الخلافات بالحوار والدبلوماسية ومراعاة أواصر الأخوة والتأكيد على تمسك البلدين بمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والمبادئ والإجراءات الدولية".
وبعد التوقيع على البيان المشترك، أعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي أن زيارة السيد رئيسي للصين في فبراير ومحادثاته مع رئيس الصين، ستكونان الأساس لتشكيل مفاوضات جديدة وجادة بين الوفود الإيرانية والسعودية، ولإقامة المحادثات بين البلدين بالصراحة والشفافية الشاملة والبناءة.
وبحسب صحيفة "إيران": تحولت العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية إلى التوتر بعد الحكم المثير للجدل الذي أصدرته السلطات السعودية بشأن إعدام رجل الدين الشيعي "الشيخ نمر باقر النمر"، والدخول غير المشروع لعدد من المتظاهرين الإيرانيين الشباب السفارة السعودية في طهران، مما أوقف نشاط البعثات الدبلوماسية ودخلت الأزمة مرحلة جديدة من التوتر .
وكتبت صحيفة "كيهان": تم التوصل إلى هذا الاتفاق في وضع كان الصهاينة، بدعم من الأمريكيين، يحاولون أن يغرسوا في السعوديين ودول إسلامية أخرى في المنطقة رهاب إيران والتي يجب عليهم اللجوء إلى "إسرائيل" لاحتوائها وضمان الأمن من المنطقة!
وأضافت: حاول نظام قتل الأطفال في "إسرائيل" وواشنطن وبعض الدول الأوروبية إركاع الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن طريق تخريب ودعم الاضطرابات الأخيرة، بينما مثّل الاتفاق بين إيران والسعودية، فصلًا جديدًا في دبلوماسية الشرق الأوسط، وضربة لأمريكا وإسرائيل، تظهر أن المملكة العربية السعودية أدركت أيضًا أن النظام الصهيوني غير مستدام ولا يمكن الوثوق به.
الاضطرابات الداخلية في الكيان الصهيوني
ما زالت الصحف الإيرانية تترقب وترصد الأحداث المستجدة في داخل الكيان الصهيوني، حيث كتبت صحيفة "مردم سالاري" في عددها الصادر اليوم: تسبب الإحساس بالسلطة وتراكم الثروة، بالإضافة إلى المشاعر المتكبرة لبنيامين نتنياهو، رئيس وزراء النظام الإسرائيلي الغاصب، إلى تشكيل حكومة متطرفة من المتطرفين الدينيين، وبهذه الطريقة واجهت "إسرائيل" أزمة غير مسبوقة في تاريخها، وتتزايد أبعاد الأزمة مع كل يوم يمر.
وكتبت صحيفة "كيهان": على الرغم من الخلافات الداخلية، فمن غير المرجح أن يتمكن الصهاينة من إرساء الأمن لأنفسهم بعد حادثة إطلاق النار في "تل أبيب"، حيث قام وزير الأمن الداخلي للنظام الصهيوني، إيتمار بن غفير، بإقالة قائد شرطة "تل أبيب" في عملية متسرعة، لكن هذا الإجراء الذي قام به بن غفير سلط الضوء على الانقسام والخلافات الداخلية، وذلك لأن المستشار القضائي لمجلس الوزراء ألغى هذا القرار.
وأضافت "كيهان": في نفس الوقت مع الأزمة الأمنية والسياسية، اشتدت حدة هروب رؤوس الأموال من "تل أبيب"، حيث أصدر 260 خبيرًا اقتصاديًا في "تل أبيب" عريضة تحذر من عواقب خطط نتنياهو لإضعاف القضاء في النظام، قائلين إن هناك العديد من المؤشرات على أن الضرر الاقتصادي لـ"تل أبيب" قد يكون أقوى وأسرع مما كان متوقعًا.
في الوقت نفسه، فإن الأزمة السياسية هي أعمق أزمة يعاني منها الكيان الصهيوني هذه الأيام، على جانب من هذه الأزمة، يوجد معارضو نتنياهو، الذين ليسوا على استعداد لقبول خطط وبرامج حكومته المتطرفة، ومن ناحية أخرى، فإن حكومة نتنياهو الراديكالية ليست مستعدة للتراجع عن خططها المثيرة للجدل، ويتظاهر المتظاهرون في الشوارع منذ أكثر من شهرين وهددوا بالقيام بإضراب على مستوى كامل البلاد إذا لم يستمع نتنياهو إلى أصوات المعارضة، لهذا السبب قال "إسحاق هرتسوغ"، رئيس النظام الصهيوني، في كلمة أذاعها تلفزيون هذا النظام: "ما يحدث هو كارثة حقيقية وأرضنا تنهار أمام عيني".
استمرار الضغط الغربي على إيران
بحسب صحيفة "آرمان ملي": قبل رحلة رافائيل غروسي إلى طهران والمفاوضات والاجتماع مع المسؤولين في إيران، كان كثير من الناس، بمن فيهم الغربيون، يأملون في الاجتماع القادم لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع ما هو متحقق من الضغوط السياسية على المدير العام تقديم تقرير معاد لإيران في مجلس المحافظين، لكن رحلة غروسي إلى طهران والتفاوض والحوار مع سلطات البلاد، وصفها بأنها بناءة وفعالة في كل من طهران وفيينا، وهي ما تسببت في فشل مخططات الغربيين وعدم تمكنهم من تنفيذ السيناريو المنشود.
وأضافت: على الرغم من جهود بعض الدول الغربية والنظام الصهيوني، انتهى اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البرنامج النووي الإيراني دون إصدار قرار ضد إيران، فحاولت بعض الدول الغربية، بما في ذلك الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة، التشكيك في برنامج إيران النووي من خلال إصدار بيانات، حيث تلا المندوب الأمريكي بيانا ضد إيران في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وجاء فيه أن إيران تواصل تطوير برنامجها النووي بما يتجاوز حدود خطة العمل الشاملة المشتركة، واصفًا تقدم إيران في هذا المجال بـ "الاستفزازات النووية"، ودعا إلى إنهاء الأنشطة النووية الإيرانية لبناء الثقة.
وختمت "آرمان ملي": وبدا أن آلية تيسير التجارة للأوروبيين في إيران المسماة INSTEX، بعد المشاكل التي مرت بها منذ البداية والضغط الأمريكي، لم تستطع الوصول إلى النتيجة المرجوة في النهاية، وأخيراً أعلنت الترويكا الأوروبية في بيان مشترك أنه تم إلغاء دعم التبادل التجاري مع إيران، حيث ينص بيان الترويكا الأوروبية على ما يلي: قرر المساهمون في إنستكس - بلجيكا والدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وهولندا والنرويج وإسبانيا والسويد وبريطانيا - تصفية إنستكس، وكتبت الدول الأوروبية الثلاث في هذا البيان: تم إطلاق INSTEX في عام 2019 من قبل فرنسا وألمانيا وإنجلترا لتسهيل التجارة القانونية بين إيران وأوروبا، خاصة في المجال الإنساني، خلال السنوات الأربع الماضية، حاولت INSTEX باستمرار تسهيل التبادلات التجارية بين إيران وأوروبا، كان هناك طلب قوي من المصدرين الأوروبيين، وخاصة في القطاع الإنساني، وزعمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا كذلك أن إيران منعت بشكل منهجي ولأسباب سياسية INSTEX من أداء واجباتها.