معركة أولي البأس

الخليج والعالم

 الحلف الصيني الروسي قد يُغَيِّر وجه العالم.. وأميركا "نائمة"
27/03/2023

 الحلف الصيني الروسي قد يُغَيِّر وجه العالم.. وأميركا "نائمة"

أشار مجلس تحرير صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إلى قرار الولايات المتحدة خلال حقبة السبعينيات تطبيع العلاقات مع الصين ودفع الحظر على بيع التكنولوجيا العسكرية "الحساسة" إلى بكين، مبينةً أنَّ هذه الاستراتيجية عرفت "بلعب ورقة الصين" من أجل مواجهة الاتحاد السوفييتي.

وقالت الصحيفة إنَّ الصين بيَّنت عن استعدادها للعب ما قد يسمى "بالورقة الروسية" مع زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى موسكو، موضحةً أنَّ ذلك يأتي في سياق ما يعتبره الرئيس الصيني التصدي للمحاولات الأميركية من أجل محاصرة الصين واحتواء صعودها الاقتصادي والعسكري.

كما أضافت الصحيفة أنَّ تعزيز التحالف بين أكبر منافسين لأميركا على الصعيدين الاستراتيجي والعسكري قد يُغيِّر وجه النظام العالمي على غرار ما فعلت واشنطن عندما قامت بتطبيع العلاقات مع بكين في السبعينيات. وشددت على ضرورة أن تكون الولايات المتحدة وحلفاؤها الديمقراطيون مستعدين للرد.

ولفتت إلى أنَّ الصين وروسيا تتشاركان الخشية من الحصار الأميركي والأطلسي، حيث قالت إن روسيا ترى أن تُوسّع "الناتو" شرقًا هو تهديد وجودي، بينما تخشى الصين من جهتها محاولة قيام الولايات المتحدة ببناء تكتلٍ في منطقة المحيطيْن الهندي والهادئ على غرار "الناتو"، مشيرة في هذا السياق إلى اتفاقيات أبرمتها واشنطن مع دول مثل الفلبين وأستراليا. 

إلا أنَّها تحدثت في نفس الوقت عن إمكانية اقناع الرئيس الصيني بالاستفادة من صداقته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين من أجل العمل على التوصل إلى تسوية في أوكرانيا، وذلك من خلال التركيز على المصلحة الذاتية لبكين.

كما قالت الصحيفة إن علاقات الصين الاقتصادية والتجارية مع أوروبا هي أهم بكثير من علاقاتها مع روسيا في هذه المجالات (وفق تعبير الصحيفة)، مشددةً على ضرورة تذكير الرئيس الصيني بذلك خلال لقاءاته مع المسؤولين الأوروبيين، لافتة إلى زيارة مقررة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى الصين الشهر المقبل.

وأكَّد مجلس تحرير صحيفة "واشنطن بوست" ضرورة أن يُوجِّه الأوروبيون رسالةً واضحةً إلى الصين بضرورة استخدام نفوذها مع بوتين من أجل وقف النزاع في أوكرانيا، وليس من أجل دعم الاقتصاد الروسي.

كوهين: على أميركا أن تتكيَّف مع مدى عمق تمدُّد الصين المالي

من جهته، كتب ارييل كوهين مقالة نُشرت على موقع "National Interest" قال فيها إن الصين نشرت نفوذها في الشرق الأوسط بينما واجهت الولايات المتحدة صعوبة في مساعدة حلفائها على تحييد برنامج إيران النووي والتصدي لسياسات إيران مثل دعم "أنصار الله" في اليمن و"الميليشيات الشيعية في العراق" وحزب الله في لبنان.

كما أضاف الكاتب أنَّ الولايات المتحدة سمحت بتدهور علاقاتها مع السعودية في الوقت الذي قامت في الصين بنشر نفوذها الإقليمي، ورأى أن النتيجة هي إعادة اصطفاف القوة في المنطقة بينما كانت الولايات المتحدة "نائمة"، مؤكدًا أنَّه حان الوقت كي تستيقظ الأخيرة.

كذلك اعتبر أنَّ عودة العلاقات بين السعودية وإيران لم تأتِ من فراغ، وأن الصين تقيم علاقات سياسية واقتصادية وطيدة مع الشرق الأوسط من خلال تكثيف النشاط التجاري والاستثماري في المنطقة، مشيرًا إلى أنَّ بكين وجراء ذلك حوَّلت علاقات الشراكة الاقتصادية إلى علاقات شراكة سياسية.

وتحدَّث الكاتب عن آليات استراتيجية مختلفة تستخدمها الصين، مثل توسيع منظمة تعاون شنغهاي لتشمل دولًا مثل إيران وتركيا بصفة "شركاء في الحوار".

ولفت الكاتب إلى أنَّه حتى القادة الذين هم أصدقاء للغرب لن يتصدوا لتنامي نفوذ الصين في القضايا الإقليمية، وذلك نظرًا إلى المكاسب الاقتصادية التي قد تحققها هذه الدول من خلال العلاقات مع بيكن. 

كما شدد على ضرورة أن تتكيَّف الولايات المتحدة مع مدى عمق تمدُّد الصين المالي، وأن ترسم الاستراتيجيات من أجل التصدي لبكين.

كذلك أردف أن الخطوة التالية المنطقية للولايات المتحدة هي في الضغط من أجل التزام إيران الكامل بالبروتوكول الإضافي من معاهدة عدم الانتشار النووي، والتخلي عن مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب، وكذلك فتح أبواب المنشآت أمام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشددًا على ضرورة أن تقوم الولايات المتحدة بتوطيد تعاونها العسكري مع دول الخليج، مضيفًا أنَّ "التهديد الإيراني" لن يتراجع (دائما وفق توصيف الكاتب).

كذلك تابع أنَّ اتفاق إعادة العلاقات بين إيران والسعودية بوساطة صينية هي اختبار للولايات المتحدة، وان الموضوع يشكل تحديًا لا تستطيع الولايات المتحدة أن تتحمل الفشل فيه.
 

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم