الخليج والعالم
التحالف العالمي لعزل الدولار محور اهتمام الصحف الإيرانية
سلّطت صحف إيرانية صادرة صباح اليوم الثلاثاء الضوء على توجه بدأت تعتمده دول كثيرة من أجل إخراج الدولار من التعاملات واستخدام العملات المحلية مكان الدولار.
وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "كيهان" إلى "ازدياد رقعة هذا الأمر يومًا بعد آخر من الصين في الشرق والبرازيل في الغرب إلى روسيا والهند، ما يؤكد وجود اتفاق لدى هذه الدول بأنه "لا يمكن الوثوق بالدولار بعد اليوم"".
وبحسب "كيهان"، فإنّ "الدولار هو أهم رافعة مالية للقوة الأميركية، وهو الذراع الاقتصادية والسياسية لواشنطن بعد الحرب العالمية الثانية. حينها فرضت أميركا أموالها كعملة عالمية على العالم الذي مزقته الحرب وأجبرت البلدان الغنية بالنفط على مبادلة نفطها بالدولار".
وأضافت: "مكّن هذا النفوذ الولايات المتحدة من تطبيق العقوبات التي تراها مناسبة ضد دول أخرى من جانب واحد حتى على الدول الصديقة والحليفة لها"، وقالت: "أما الآن فقد دق جرس الانذار لإضعاف هذه الرافعة الأميركية القوية".
ونقلت الصحيفة عن فريد زكريا المحلل السياسي في "سي إن أن" قوله "إنّ أهم نتيجة لزيارة شي جين بينغ (الرئيس الصيني) التي استغرقت 3 أيام لموسكو ظهرت عندما قال فلاديمير بوتين (الرئيس الروسي) قائلًا: "نود استخدام اليوان الصيني في العقود بين روسيا وآسيا وأفريقيا وأوروبا ودول أميركا اللاتينية""، مشيرًا إلى أنّ "ثاني اقتصاد في العالم (الصين) وأكبر مُصدر للطاقة في العالم (روسيا) قررا بنشاط إلحاق الضرر بهيمنة الدولار باعتباره ركيزة النظام المالي العالمي".
زيارة رئيسي إلى السعودية
من جهة أخرى، قالت صحيفة "إيران": "بعد كسر الجمود السياسي المستمر منذ 7 سنوات في العلاقات الإيرانية - السعودية، دخلت هذه العلاقات مرحلة جديدة نتيجة تفاعلات جادة وعالية المستوى بين البلدين"، مشيرة إلى أنّ محمد مخبر النائب الأول للرئيس الإيراني قال في مقابلة مع وكالة "مهر" الإيرانية "إنّ هذا الاتفاق لم يتم مصادفة وقد تم التخطيط له بالكامل بشكل مسبق وكان لا بد من القيام به"".
وبحسب "إيران"، فقد أشار مخبر إلى أنّ "إقامة علاقات طيبة مع دول الجوار هي إحدى الاستراتيجيات الرئيسية للحكومة"، مؤكدًا أنّ "الدول العربية جادة في هذا الموضوع".
وتحدث مخبر عن دعوة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي لزيارة السعودية، وقال: سيكون هناك استجابة إيجابية لهذه الدعوة، وإن شاء الله سيحدث الخير"، حسب ما أفادت الصحيفة.
وأضافت "إيران" أنّ "الاجتماع الأول لوزيري خارجية البلدين من المرجح أن يُعقد في بغداد، أو في مسقط عاصمة سلطنة عمان التي سبق أن استضافت جولات المفاوضات بين السعودية وإيران"، وذكرت أن "بعض وسائل الإعلام السعودية أشارت إلى أنه بالنظر إلى دور الصين الرئيسي في حل الخلافات بين طهران والرياض، فمن الممكن استضافة هذا الاجتماع التاريخي في بكين".
وتابعت الصحيفة: "تحدثت السلطات السعودية عن استعدادها للاستثمار في إيران وتوسيع العلاقات التجارية بين البلدين، الأمر الذي سيسهل إقامة علاقات بين إيران وبعض الدول العربية"، لافتًا إلى أنّ "بعض الخبراء يعتبرون أن تحسين العلاقات بين البلدين سيكون له آثار جانبية مثل دخول الدرهم إلى الجمهورية الإسلامية في إيران".
وصمة عار أميركية
هذا وتحدثت صحيفة "وطن أمروز" عن مثول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أمام المحكمة في نيويورك صباح اليوم الثلاثاء"، مشيرة إلى أنّه "سيعود فورًا إلى مقر إقامته في فلوريدا ويعقد مؤتمرًا صحافيًا".
وبحسب الصحيفة، "من المفترض أن يتوجه ترامب إلى مبنى المحكمة عند الساعة الحادية عشرة صباحًا، حيث من المقرر محاكمته عند الساعة الواحدة والربع ظهرًا بتهمة الرشوة بالإضافة إلى 30 تهمة كتهم التهرب الضريبي".
وذكرت الصحيفة أن "وسائل إعلام أميركية كشفت عن تفاصيل كثيرة حول كيفية إقامة هذه المحاكمة غير المسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة، فعلى الرغم من أن الإعلام الديمقراطي كان سعيدًا حول إمكانية تعرض ترامب للتقييد أثناء مثوله أمام المحكمة، بعد التنسيق بين محاميه والمسؤولين عن عقد المحكمة، إلا أن هذا لن يحدث، ومع ذلك سيتم أخذ بصماته في المحكمة وتصوير وجهه للشرطة والمحكمة"، مضيفة أن "نقاشات عديدة دارت في وسائل الإعلام وبين خبراء قانونيين حول صورة الوجه، إذ صرح البعض أنه لا يجب التقاط هذه الصورة لأنها قد تتسرب من جهاز الشرطة بطريقة وتسبب عارًا وطنيًا".
وأضافت: "في الوقت نفسه، أعلن محامو ترامب بحزم في تصريح لوسائل الإعلام أن لديهم وثائق يمكنها بسهولة إخراج ترامب بحكم "البراءة" من هذه المحكمة، فيما أعلن مستشارو حملته أيضًا أنهم سيستخدمون هذه المحكمة لتحسين موقف ترامب في انتخابات 2024، وهم يعتبرون بالفعل محكمة نيويورك "احتيالًا سياسيًا" ويشيرون إليها على أنها نوع من "مطاردة السحرة"، والمقصود من هذا التعبير التذكير بظاهرة كانت موجودة من القرن الخامس عشر إلى القرن الثامن عشر في أوروبا وأميركا، حينها تم حرق وقتل الكثير من الناس باتهامات باطلة بأنهم "سحرة"".
وختمت الصحيفة قائلة: "أصبحت القطبية السياسية والاجتماعية في المجتمع الأميركي الحالي أكثر حدة بعد هذه المحكمة، فالبعض يعتبرها رمزًا للعدالة، بينما يعتبرها آخرون مطاردة ساحرة، وعلى أي حال "إن محكمة اليوم ليست فقط نقطة تحول في التاريخ السياسي للولايات المتحدة، لكنها ستكون أيضًا نقطة تحول في سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2024، حيث سيكون أحد مرشحي هذه الانتخابات مجرم له تاريخ في التهرب الضريبي وإعطاء الرشاوى لممثلي الأفلام اللاأخلاقية".