الخليج والعالم
اتفاق سوري تونسي على إعادة العلاقات
دمشق - علي حسن
جدّدت كل من تونس وسورية رغبتهما في إعادة العلاقات بينهما إلى سابق عهدها. جاء ذلك في جملة من الإتصالات وتبادل الرسائل بين الجانبين وعلى أعلى المستويات منذ إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد أنّه لا مبرر لعدم وجود سفير للجمهورية العربية السورية في تونس ووجود سفير تونسي في دمشق، ليأتي بعده الاتصال الهاتفي بين وزيري الخارجية في البلدين والذين اتفقا من خلاله على تسريع العمل لتبادل السفراء وتعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين.
وحول طبيعة العلاقات السورية التونسية خاصة خلال السنوات الماضية، قال الكاتب والصحفي عمار عيد لموقع "العهد" الاخباري إنّ "القطيعة بين الطرفين بدأت منذ قيام الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي بقطع العلاقات مع سورية وطرد السفير السوري من تونس في العام 2012"، وأضاف أنّه "كان لحركة "النهضة" دور كبير في اتخاذ هذا القرار"، وأوضح أنّه "بالرغم من الرفض الشعبي الواسع لقطع العلاقات مع سورية إلاّ أن حركة "النهضة" لم تكتفِ بذلك، بل ساهمت أو تغاضت_ على أقل تقدير _ عن هجرة المسلحين التونسيين إلى سورية حيث شكّل هؤلاء النسبة الأكبر من "المقاتلين الأجانب" الذين حاربوا الدولة والشعب السوري".
وتابع عيد "كما أن تونس استضافت وقتها أول مؤتمر لما يُسمّى "أصدقاء سورية" والذي كان في حقيقة الأمر منصّة رئيسية للحرب عليها وتدميرها، فيما كان للشعب التونسي موقف واضح ضد المؤتمر الذي شهد محيطه تظاهرات عارمة معادية له ولتوجهاته".
وفي السنوات التي تلت حكم الشراكة بين المنصف المرزوقي وحركة "النهضة" بقيادة راشد الغنوشي، كان من المفترض أن ينعكس ذلك إيجابًا نحو علاقات أفضل مع سورية إلاّ أنّه، وبحسب الكاتب والصحفي عمار عيد، فإنّ العلاقات لم تعد إلى مسارها الصحيح، ومردّ ذلك أن "النهضة" وإنْ كانت قد خسرت الأغلبية البرلمانية في انتخابات تشرين الأول/اكتوبر 2014 إلاّ أنّها حصلت على المركز الثاني، وأقامت ائتلافًا مع حركة "نداء تونس" بقيادة الباجي قائد السبسي الذي سعى إلى التطبيع مع سورية، فأعاد افتتاح السفارة التونسية في دمشق وتعيين قنصل فيها، كما أعاد الملاحة الجويّة بين البلدين في العام 2018.
واستدرك عيد بالقول "لكن تأثير حركة "النهضة"، شريكته في الحكم، وكذلك بعض دول الخليج حال دون السير في خطوات التطبيع، بالرغم من أنّه كان مطلبًا عامًا في تونس تشترك فيه حركة "نداء تونس" الحاكمة وجميع أحزاب المعارضة دون استثناء".
عودة العلاقات التونسية السورية لا تخرج عن إطار الانفتاح العربي على دمشق
وعن أسباب عودة الزخم إلى مسار التطبيع بين سورية وتونس، رأى المحلل السياسي ابراهيم الأحمد أنّ الأسباب باتت مهيئة لعودة العلاقات السورية التونسية خاصة بعد التغييرات الحكومية في تونس، وخروج الحزب الوحيد المعارض لعودة العلاقات مع سورية من السلطة، كما أن الانفتاح العربي على سورية وخاصة السعودية ومصر والإمارات ساهم في تشجيع بقية الدول للسير في نفس الاتجاه.
وبحسب المحلل السياسي الأحمد، فإن كارثة الزلزال التي أصابت سورية وحجم التعاطف الشعبي معها ساهم بدوره في تحويل هذه النوايا إلى أفعال.