الخليج والعالم
"ناسيونال أنترست": الدبلوماسية الأميركية في هبوط غير مسبوق
كتب المسؤول السابق بوكالة المخابرات المركزية في أميركا "CIA" بول بيلار مقالة نشرت على موقع "ناسيونال أنترست" قال فيها إنّ عدة دول وخاصة الولايات المتحدة كانت على مدار الأعوام القليلة الماضية أكثر ميلاً نحو خرق المعاهدات والاتفاقيات الدولية وليس التوقيع على معاهدات واتفاقيات جديدة.
وتحدث الكاتب عن صعود الشعوبية المعادية للعولمة، مشيراً في هذا السياق إلى إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب. كما تحدث عن الاستقطاب السياسي الحاد في الولايات المتحدة، وقال إنّ الجمهوريين الملتزمون حيال قاعدتهم الشعبية يتبنون في الغالب الموقف الرافض لاي اتفاقية مع الخصوم عندما تشمل الاتفاقيات تقديم التنازلات.
وعن الرؤساء الديمقراطيين لفت الكاتب إلى أن التخلي عن الاتفاقيات الدولية الجديدة هو الخيار الأقل خطراً لهم، وذلك بسبب احتمال التعرض لحملة انتقادات من الحزب الآخر على خلفية تقديم التنازلات.
وبينما قال الكاتب إن الولايات المتحدة دائماً ما واجهت مشكلة في تغيير الحكومات على الصعيدين الداخلي والخارجي، الا انه اعتبر ان تداعيات ذلك أصبحت شديدة أكثر خلال العقود الثلاث الأخيرة. كما تحدث عن تراجع كبير في تعين الشخصيات من الحزب الآخر، وعن رفض تلقائي لأي مبادرة يتقدم بها الحزب المقابل.
كذلك تابع الكاتب بيلار بأن مقاربة ترامب هي سبب أساسي وراء كون الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاقيات الدولية أكثر مما وقعت عليها.
وفي المقابل لفت الكاتب إلى أنّ قوى أخرى غير الولايات المتحدة تملك القدرة على القيام بالعمل الدبلوماسي، مشيراً في هذا السياق إلى الوساطة الصينية لإعادة إقامة العلاقات بين إيران والسعودية. كما تحدث في نفس السياق عن تسهيل روسيا لعودة العلاقات بين السعودية وسوريا، وعن توسيع منظمة تعاون شنغهاي. اما الولايات المتحدة فقال ان عملها الدبلوماسي خلال الأعوام الأخيرة لا يبدو منتجاً، باستثناء انضمام فنلندا إلى حلف "الناتو" وإجراءات غربية ضد روسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا.
كما نبّه إلى أنّ إدارة بايدن من جهتها لم تلغِ الإجراءات التي أقدمت عليها إدارة ترامب في هذا السياق، حيث رجح أنّ السبب وراء ذلك هو توخي الحذر السياسي الداخلي. كذلك أشار إلى انها لم تلغِ الخطوات التي أقدمت عليها إدارة ترامب مثل نقل السفارة الأميركية إلى القدس والانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.
وفي الختام أشار الكاتب إلى أنّ قدرة الولايات المتحدة على العودة إلى المساعي الدبلوماسية الناجحة تعتمد بشكل كبير على توجه السياسات الأميركية الداخلية. كما أضاف بانها تعتمد على جعل الناخبين الاميركيين يقتنعون ان التنازلات الحتمية في الاتفاقيات الدولية لا تمثل مجرد تنازلات لدول خارجية بل انها احياناً جزء أساس من تعزيز المصالح الأميركية.