الخليج والعالم
خطاب السيد رئيسي أمام علماء الدين محور اهتمام الصحف الإيرانية
سلّطت صحف إيرانية صادرة اليوم الخميس (20/4/2023) الضوء على تصريحات رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران السيد إبراهيم رئيسي أمام جمع من رجال وعلماء الدين، إذ أكّد أنّ "بيان الخطوة الثانية للثورة الإسلامية، التي أطلقها آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي في السنوات الماضية لمناسبة ذكرى مرور 40 عامًا على انتصار الثورة، صُمم ليكون خارطة الطريق الأكثر شمولاً في مجال الحكم وأسلوب الحياة، بناءً على النظام الفكري وسلوك الإمام الخميني الراحل (قدس)".
وبحسب صحيفة "كيهان"، أشار السيد رئيسي إلى "تطور استقرار الجمهورية الإسلامية على مدى السنوات الماضية"، معتبرًا أن "التنمية والتقدم في ضوء العدالة الاجتماعية يشكلان نهج الحكومة الثالثة عشرة"، وأضاف: "ظهور مشاكل مثل الفقر والتمييز وانعدام الأخلاق والروحانية في المجتمعات، كل ذلك يُعد من نتائج إهمال العدالة في عملية التنمية".
وأضافت الصحيفة أنّ "السيد رئيسي قال إنّ "النظام الإسلامي يهتم بكل احتياجات الإنسان ونحن كجنود للنظام، مصمّمون على السير على الطريق الذي رسمه الإمام الخميني والإمام الخامنئي، وأينما كان هناك انحراف عن هذا المسار سنسعى لتصحيحه"".
وتابع: "هناك من يقول إنّ مرافق الدولة ومتطلباتها ليست كافية لحل كل المشاكل أو أنّ ذلك غير ممكن، لكننا نعتقد أنه مع الإرادة القوية للأمة الإيرانية وخاصة شبابنا الأعزاء، لا توجد مشكلة غير قابلة للحل في البلاد"، وفق ما نقلت الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ "السيد رئيسي اعتبر أن نجاح الحكومة في تجاوز عجز الموازنة البالغ 480 ألف مليار تومان عام 1400 هجري شمس – أي قبل عامين- دون الاقتراض المصرفي وخلق الأموال، كان نتيجة الإجراءات الرامية إلى زيادة الإنتاج والدخل للبلاد"، مضيفًا أنّ "الحكومة لم تغادر طاولة المفاوضات في مجال حل القضية النووية، لكنها سعت في الوقت نفسه إلى تحييد العقوبات وإلغاء أثرها اذ كانت تحاول رفعها وإلغاءها عن طاولة المفاوضات"".
وفي إشارة إلى تصميم وتآمر العدو لنشر التشاؤم عند الشعب وتأييد بعض العناصر الداخلية لهذه الخطة، اعتبر أن "الواجبات المشتركة للحكومة والحوزات الدينية هي إعطاء الأمل"، وقال "إنّ الحكومة تعتبر نفسها ملزمة بخلق الأمل في نفوس الشعب من خلال تقديم أفضل الأعمال وأكثرها فاعلية، وفي الوقت نفسه يُتوقع أن تتعامل الحوزات الدينية مع إثارة اليأس لدى العدو بما هو مناسب والذي يظهر في مجال جهاد التبيين"، حسب ما ذكرت "كيهان".
تراجع السعودية عن مسار 12 عامًا
من جهة أخرى، تحدثت صحيفة "إيران" عن زيارة وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان إلى سوريا يوم الثلاثاء الماضي، والتي التقى خلالها بالرئيس السوري بشار الأسد، مشيرة إلى أنها "أول زيارة لمسؤول سعودي على مستوى وزير الخارجية بعد بدء الحرب على سوريا عام 2011"، لافتًا إلى أنّ "وزير الخارجية السوري فيصل المقداد زار الأسبوع الماضي السعودية والتقى بمسؤولين في هذا البلد".
وأضافت "إيران" أن "وزارة الخارجية السعودية قالت في بيان لها إن الجانبين بحثا الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي لحل الأزمة السورية وعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية"، لافتة إلى أن ابن فرحان نقل خلال هذا الاجتماع تحيات الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان إلى الرئيس الأسد".
ونقلت "إيران" عن مصادر مطلعة تحدثت لصحيفة "الوطن" السورية قولها "إن لقاء ابن فرحان مع الأسد في دمشق كان إيجابيًا، وتم التأكيد خلاله على الجهود المبذولة لاستعادة فاعلية دور سوريا"، مضيفة أن "اللقاء سادته أجواء إيجابية، وأكدت السعودية رغبتها القوية في استعادة سوريا مكانتها في العالم العربي".
وأشارت الصحيفة إلى أن "وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن التغيير في السياسة السعودية في المنطقة أدى إلى نشوء حالة من القلق في الكيان الصهيوني"، موضحة أن "قناة "كان" الصهيونية تحدثت في تقرير لها عن تغيير في السياسة السعودية تجاه "حماس"، مشيرة إلى أنّ "مصالحة السعودية مع إيران ونهج الرياض تجاه الرئيس الأسد، يشكلان مصدر قلق من وجهة نظر "إسرائيل"".
رسالة التحذير وصلت إلى تل أبيب
هذا وأشارت صحيفة "وطن أمروز" إلى أنّ "استعراض القوات المسلحة الإيرانية يوم الثلاثاء الماضي لمناسبة يوم الجيش، كان له انعكاس خاص في وسائل الإعلام الإسرائيلية"، لافتة إلى أنه "بعد دقائق قليلة من خطاب السيد رئيسي في احتفال عيد الجيش، نقلت وسائل إعلام العدو أجزاءً من خطابه، لا سيما في ما يتعلق بمستقبل كيانهم".
وذكرت الصحيفة أن "صحيفة "يديعوت أحرونوت" كتبت: "بعد يوم واحد من تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمراسم "المحرقة"، رد الرئيس الإيراني بكلمات مماثلة في احتفال عيد الجيش وأرسل رسالة تهديد إلى "إسرائيل" والولايات المتحدة"، مضيفة أن "السيد رئيسي أكد أن أي خطأ من جانب "إسرائيل" ضد إيران سيؤدي إلى رد فعل قوي من قبل القوات المسلحة الإيرانية، وسيؤدي إلى تدمير مدينتي حيفا وتل أبيب".
بدورها، أشارت صحيفة "مردم سالاري" إلى أن "صحيفة "إندبندنت" ذكرت أن تأكيد السعودية على عدم السماح باستخدام أجواء البلاد في أي عمليات عسكرية ضد إيران، حطّم كل آمال نتنياهو الذي أراد المضي قدمًا في السلطة نحو إقامة علاقات سياسية ودبلوماسية مع السعودية".
وأضافت الصحيفة أن "الصدمة التي جلبها اتفاق السعودية مع إيران لـ"إسرائيل" تجلت في مواقف المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، وكذلك في تصريحات المسؤولين من كلا الجانبين في الحكومة وخصومها، إذ اتفق الجميع تقريبًا على أن ما حدث في بكين بين الرياض وطهران، وجّه ضربة قاسية لطموحات "تل أبيب" الإقليمية أدخلتها في دائرة فحص الآليات الممكنة لمواجهة جهود إيران المستمرة لتطوير قدراتها النووية ونفوذها الإقليمي، وكان تركيز "إسرائيل" الأساسي على حشد الأطراف الإقليمية والدولية من أجل عرقلة أي حل يعترف بقدرات إيران النووية في الساحة النووية، لأنّ تطوير إيران النووي يمكن أن يغير ميزان القوى والمعادلات الأمنية والاستراتيجية على المستوى الإقليمي".