الخليج والعالم
خطاب الإمام الخامنئي يوم العيد محور اهتمامات الصحف الإيرانية
تصدّر خبر إمامة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي لصلاة عيد الفطر بعد سنوات من الانقطاع عناوين الصحف الإيرانية اليوم الاثنين، حيث شدّد سماحته في خطبته على ثلاث استراتيجيات أساسية: "التعاطف والتآزر بين السلطات الثلاث"، "التركيز على حل المشكلة وتجنب الأمور الهامشية"، و"وحدة الشعب".
وبحسب تقرير صحيفة "إيران" اعتبر الإمام الخامنئي أنّ "التعاون والتعاطف والتكامل بين السلطات الثلاث استراتيجية مهمة وأساسية للغاية لحل مشاكل والبلاد والسير بها نحو التقدم"، مشيرا إلى الترتيبات الجيدة للدستور في ما يتعلق بتشكيل السلطات الثلاث.
كما دعا الإمام الخامنئي إلى التركيز على حل المشاكل، وشدّد على ضرورة تجنب الناس والمسؤولين التورط بالأمور الهامشية غير المحورية للبلاد، وأضاف: "الأمور الهامشية لا تصنعها يد العدو دائمًا، ولكن أحيانًا تتشكل بسبب الإهمال أو عوامل أخرى، فمثلًا يتم إنشاء انشغالات هامشية حول عمل ما أو شخصية ما بحيث يجب أن يكون الناس في الأساس غير منشغلين بتفاصيلها، بل يجب عليهم التركيز على المهام المهمة ومهام حل المشكلات بغض النظر عن الهوامش".
وأوضح سماحته استراتيجية العدو في خلق الفتنة والانقسام، قائلًا "إن العدو يحاول جعل الناس يتقاتلون ويتورطون بسبب اختلاف الآراء والأذواق، لكن آراء الناس المختلفة في القضايا المختلفة ليست عائقًا بطبيعة الحال ولا ينبغي أن تصبح سببًا للخلاف والصراع"، وأضاف: "يجب محاربة أفعال العدو الهادفة لجعل الناس متشائمين تجاه بعضهم البعض وتجاه السلطات".
كما أشار الإمام الخامنئي إلى فشل الإستراتيجية العسكرية للعدو في المنطقة، وقال: "لقد تحول العدو إلى سياسة الخداع والتشويه والكذب والإغراء والإذلال والتشاؤم"، وشدد سماحته في نهاية الخطبة على أنّ أمة إيران العاقلة والقادرة التي هزمت حتى الآن كل مؤامرات أعدائها، ستواصل إحباطهم بقوة الله".
وفي إشارة إلى مشاكل الدول الإسلامية بما في ذلك الحرب والصراع والتبعية والفقر وانعدام التقدم العلمي، قال الإمام الخامنئي: "إذا اتُبعت الوصية القرآنية بـ "واعتصموا بحبل الله"، فإنّ العالم الإسلامي بسكانه البالغ حوالى ملياري شخص والذي يمتلك أهم النقاط الجغرافية وأكثرها حساسية في العالم يمكن أن يتخذ خطوات نحو حل المشكلات".
كما اعتبر الإمام الخامنئي القضية الفلسطينية من أهم قضايا العالم الإسلامي، وفي إشارة إلى التراجع التدريجي للنظام الغاصب قال " هذا التراجع الذي بدأ قبل بضع سنوات، يتسارع الآن ويجب على العالم الإسلامي الاستفادة من هذه الفرصة العظيمة".
واعتبر سماحته أن قضية فلسطين ليست إسلامية فحسب، بل إنسانية أيضًا، مشيرًا إلى تجمعات ومسيرات يوم القدس في دول غير إسلامية، وقال: "إن التجمعات المناهضة للصهيونية في يوم القدس في أميركا والدول الأوروبية هي نتيجة الجرائم المتزايدة للنظام الغاصب الصهيوني".
وضع زيلينسكي السيء
وفي سياق آخر، تطرقت صحف إيرانية الى الملف الروسي الأوكراني بعد أن دخلت الحرب في أوكرانيا عامها الثاني، في حين أن وضع القوات الأوكرانية ليس جيدًا، لكن رئيس هذا البلد فولوديمير زيلينسكي يدعي أنه "واثق من النصر".
وقد كتبت صحيفة "وطن أمروز" في تقرير لها :" رغم مرور 14 شهرًا على بدء العملية العسكرية الخاصة للقوات الروسية ضد الناتو والفاشية في شرق وجنوب أوكرانيا، اعترف زيلينسكي: الوضع في الميدان ليس جيدًا!".
وفي مقابلته الأخيرة مع قناة العربية الإخبارية، قال زيلينسكي عن الهجوم الذي ستشنه القوات الأوكرانية ضد روسيا، وتحدث عنه عدة مرات: "هذا الهجوم سيتم تنفيذه بالتأكيد ونحن متأكدون من نجاحه، لكن من الصعب أن أقول شيئًا عن هذا الآن، لأننا ما زلنا في مرحلة الإعداد".
وأضافت " وطن أمروز": في الوقت نفسه، وبعد الكشف عن وثائق للبنتاغون عالية السرية من قبل ضابط استخبارات شاب في سلاح الجو الأميركي وتسريب جزء مهم من المعلومات حول العملية المذكورة، قام خبراء عسكريون بالاعتراف أن مثل هذه العملية لا أمل فيها.
وتابعت الصحيفة "في مثل هذه الحالة ، بينما يواصل هجومه الكلامي على فلاديمير بوتين ، اعترف زيلينسكي أنّ "الوضع على الأرض ليس جيدًا، لكننا حررنا جزءًا من أراضينا"، وأضافت: "في الأسابيع الأخيرة، أصبحت الخلافات بين أعضاء حلف شمال الأطلسي في ما يتعلق بطريقة التعامل مع تطورات الحرب في أوكرانيا علنية أكثر مما كانت عليه في الماضي، وحتى جهود أعضاء مجموعة السبعة لتغطية هذه الاختلافات لم تجد أي نفع، بل كانت هناك العديد من الخلافات بين باريس وبرلين ولندن وواشنطن والجهات الفاعلة الأخرى في ما يتعلق باستمرار الحرب وطريقة حساب التكاليف الناجمة عن استنزاف الحرب".
وذكّرت الصحيفة بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أحد كبار الأعضاء الأوروبيين في "الناتو" خلال زيارته لبكين قبل أسبوعين عن تعاون بلاده مع خطة السلام الصينية لأوكرانيا، وكيف طرح عمليًا مسألة عدم تعاون الدول الأوروبية مع الإدارة الأميركية.
ووفق الصحيفة، من المثير للاهتمام أنّ الدانماركي ستولتنبرغ ــ الذي بدأ نجمه في مجلس قيادة الناتو يتلاشى ــ أشاد بإجماع معظم دول الناتو على قبول عضوية أوكرانيا، هذه الكذبة التي قادت في السنوات الأخيرة المزيد من الأوكرانيين إلى نقطة الحرب مع جارهم الشرقي الكبير وما نجم عن ذلك من البؤس والدمار، وما زالت تتكرر بلا خجل.
قلق أميركي من قوة الردع الإيرانية
وفي سياق آخر، تطرقت الصحف الى اعتراف وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكين بعد يوم من العقوبات الجديدة التي فرضتها وزارة الخزانة ضد فرد وستة كيانات مرتبطة ببرنامج الطائرات بدون طيار الإيراني ــ خوفًا من برنامج إيران الدفاعي الرادع ــ اعترافه أن واشنطن تواصل تعطيل البرامج وشبكة التوريد الخاصة بالجيش الإيراني.
وبحسب تقرير صحيفة "مردم سالاري": أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية مساء الخميس أن الولايات المتحدة ملتزمة باتخاذ إجراءات حاسمة لتعطيل البرامج العسكرية للجمهورية الإسلامية وشبكة شراء الأسلحة الإيرانية.
وصرّح وزير الخارجية الأميركي أن "الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بشدة بتعطيل برامج إيران العسكرية وشبكات إمدادها"، وزعم بلينكين أن "برنامج الدفاع الرادع الإيراني يزعزع استقرار الشرق الأوسط وخارجه"، وقال: "سنواصل العمل مع الحلفاء والشركاء لمواجهة مثل هذه الأنشطة".
ونقلت " مردم سالاري" عن نائب وزير الخزانة الأميركي لـما تسمى "شؤون الإرهاب" بريان نيلسون قوله "إن الشبكة التي تم فرض عقوبات عليها اليوم اشترت سلعًا وتكنولوجيا للحكومة الإيرانية المساهمة في تطوير برنامج الطائرات بدون طيار، وستواصل وزارة الخزانة فرض عقوباتها على الجهود العسكرية الإيرانية التي تتسبب في انعدام الأمن الإقليمي وعدم الاستقرار العالمي".