الخليج والعالم
إصلاح المصارف الخاصة محور اهتمام الصحف الإيرانية
سلّطت صحف إيرانية صادرة صباح اليوم الثلاثاء الضوء على عدد من المواضيع أبرزها مسألة المصارف الخاصة وتأصيلها في جميع المجالات الاقتصادية في إيران، فضلًا عن ارتباك أوروبي تجاه تحديد مستوى العلاقات مع الصين بعد تصريحات تناولت شرعية الدول المنبثقة من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، بالإضافة إلى الحرب الإلكترونية التي تخوضها إيران لحماية حدود البلاد الفضائية والجوية.
مهلة ستة أشهر لإصلاح المصارف
وفي التفاصيل، رأت صحيفة "كيهان" أنّ "الإقتصاد الإيراني يعاني من العديد من المشاكل، أهمها ظهور المصارف الخاصة وتأصيلها في جميع المجالات الاقتصادية"، موضحة أنّ "هذه المؤسسات الناشئة، التي كان من المفترض أن تكون الذراع المساعدة لاقتصاد البلاد، وصلت اليوم إلى نقطة يمكن من خلالها رؤية علامات وجودها المدمّر أينما تتجه".
وأضافت الصحيفة أنّ "الاختلاف بين المصارف - الخاصة والعامة - مع المؤسسات المالية الأخرى يكمن في سمة مهمة للغاية، وهي القدرة على تكوين المال"، وقالت: "عبر التاريخ، كان لدى الحكومات فقط القدرة على خلق الأموال، والتي كانت في الواقع وسيلتها للسيطرة على الاقتصاد، ولكن مع ظهور المصارف وتعميقها، شاركت الحكومات تدريجيًا هذه القوة مع المصرفيين".
وتابعت: "لطالما تحدثت تقارير عديدة عن خرق بعض المصارف للقانون في مجال عدم الامتثال لأسعار الفائدة المعتمدة من قبل مجلس النقد والتسليف وإطلاق المنافسة لزيادة سعر الفائدة، إلا أنّ المحافظ العام للمصرف المركزي الإيراني محمد رضا فرزين كسر في الآونة الأخيرة هذا التسامح مع المصارف لأول مرة في أول مقابلة تلفزيونية له هذا العام وفي اجتماع أمس مع الرؤساء التنفيذيين للمصارف، متحدثًا بصراحة عن هذه المسألة وكاشفًا عن حديث يدور حول تصفية المصارف".
وبحسب "كيهان"، قال فرزين في مقابلة تلفزيونية خلال نيسان/أبريل الجاري: "نتطلع إلى التعامل مع المصارف الخاصة والحكومية المتعثرة حتى أننا حصلنا على التصاريح اللازمة، وسيتم الإعلان عن أنباء عن ذلك في الأشهر القليلة المقبلة"، مؤكدًا أنّ "أي مصرف تتم تصفيته، يضمن المصرف المركزي أنّه سيوفر أموال المودعين، ولا داعي للقلق، لكننا لن نسمح للمصارف المفلسة بمواصلة عملها في بلادنا وخلق أموال زائدة"، وأضاف أن "هذا بالطبع يتم بهدف إدارة السيولة وكبح جماح التضخم".
وذكرت الصحيفة أنّ "فرزين أبلغ بعض المصارف المتعثرة بمنحها فرصة 6 أشهر لتصحيح أوضاعها"، وقال: "أمام المصارف المتعثرة ستة أشهر لحل مشكلتها الرئيسية، والتي لها تأثير سلبي على مؤشرات الاقتصاد الكلي".
ارتباك أوروبي بسبب تعليق صيني
من جهة أخرى، تحدثت صحيفة "إيران" عن "ضبابية أوروبا في تحديد مستوى العلاقات مع الصين، الأمر الذي وضع الاتحاد الأوروبي في معضلة صعبة".
وقالت الصحيفة أنّ "تعليق الدبلوماسي الصيني حول شرعية الدول التي انبثقت من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق أصبح ذريعة لأوروبا، العالقة في مأزق العلاقات بين الصين وأمريكا، للتوصل إلى توافق حول خارطة طريق للعلاقات مع الصين".
وذكرت الصحيفة أن "وكالة "رويترز" أشارت إلى أنّ "المقابلة المثيرة للجدل مع لو شاي السفير الصيني في فرنسا وموقفه من شرعية دول الاتحاد السوفياتي السابق، والتي أحدثت ضجّة في أوروبا وأعقبت رد فعل وزارة الخارجية الصينية، كان لها معنى عميق جدًا بالنسبة للأوروبيين، أُجبر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على مناقشة ومراجعة الاستراتيجية ضد الصين في اجتماع طارئ عقد أمس الاثنين".
وبحسب "إيران"، قبل 3 أيام في مقابلة مع قناة تلفزيونية فرنسية، قال لو شاي "إن الأمر يعتمد على كيفية نظرنا إلى هذه القضية، التاريخ حاسم، كانت القرم في الأصل جزءًا من روسيا، لكنّ الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف أعطاها لأوكرانيا".
وأضافت أنه "في أعقاب الجدال الذي أثير حول هذه التصريحات، ردّت وزارة الخارجية الصينية التي سبق أن هدّدت أوروبا بعد تأييدها مواقف الولايات المتحدة المسبّبة للتوتر تجاه تايوان على هذا الجدل في بيان وأعلنت أنّ حكومة بكين تحترم وحدة أراضي جميع دول العالم"، معتبرة أن "هذا البيان مسكنًا مؤقتًا للجرح الذي نشأ في أوروبا".
وختمت "إيران" قائلة "إن هذه الأحداث ما زالت تشكّل سببًا رئيسيًا لانقسام القادة الأوروبيين على مسار العلاقات مع بكين، حيث وصلت هذه التوترات إلى ذروتها بعد رحلة ماكرون (الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون) الشهر الماضي إلى الصين، والآن بالإضافة إلى العلاقات الحتمية مع الصينيين على مختلف المستويات، يجب على الأوروبيين أيضًا اختيار الانفصال عن المواقف الأميركية والتحرك بشكل مستقل تجاه الصين، خاصة في ما يتعلق بتايوان وأوكرانيا وروسيا".
الحرب التجسسية
بدوره، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة إيران للصناعات الإلكترونية العميد أمير روستغاري عن اختراق طائرتين للتجسس بواسطة أنظمة الحرب الإلكترونية الإيرانية بالقرب من الحدود الجوية للبلاد.
ولفتت صحيفة "وطن أمروز" إلى أن "العميد روستغاري تحدث عن إنجازات هذه الشركة في مجال الحرب الإلكترونية"، وقال: "لدينا أنظمة كشف وإجراءات مضادة ضد النطاقات الترددية التي تعمل بها الأنظمة العالمية، لذلك نحن قادرون على مراقبة جميع أبعاد الموجات الكهرومغناطيسية للعدو والهجوم وفقًا لذلك"".
وأضاف العميد روستغاري: "اليوم ربما لا تخوض البلاد حربًا صعبة لكنها تخوض حربًا الكترونية وقد لا يفهم البعض ذلك، لقد انخرطنا في حرب إلكترونية لسنوات عديدة لحماية حدود البلاد الفضائية والجوية، وكل مهاجم قام باختبارها قد أدرك قوتنا"، وتابع: "قبل فترة، تحركت طائرة معادية في منطقة المجال الجوي الإيراني وبدأت في إطلاق موجات لجمع المعلومات، وفي اليوم التالي، حلّقت طائرتان معاديتان، هذه المرة عطلنا كليهما لأننا حققنا هذه القدرة في هذا النطاق الترددي"، حسبما ذكرت "وطن أمروز".
وتابع: "بمجرد أن بدأنا التعطيل، أدركت هاتان الطائرتان أنّ أنظمتنا الأرضية كانت تعطّلهما، لذلك أعلنّا لقاعدتهما"، وأضاف: "اليوم، هذه القدرة موجودة في القوات المسلحة ويمكننا تعطيل الطائرات التجسسية في غضون بضع مئات من الكيلومترات إذا رأينا تهديدًا".